أضواء مبهرة.. والكسوة التقليدية تحافظ على مريديها

معرض العروسة في تونس

TT

الفساتين الزاهية ذات الألوان المبهرة... أدوات التزويق المنزلي... الفساتين البيضاء الحالمة... ملابس الحنة والملابس التقليدية المتنوعة مثل «الفوطة والبلوزة» المعروفة في تونس والماكياج التونسي والأجنبي والمصوغات والمجوهرات المختلفة، كلها كانت حاضرة في معرض العروسة الذي احتضنتنه العاصمة التونسية لمدة أسبوع وجمع كل المهتمين بعوالم الأفراح والزيجات وتونس مقبلة على موسم الأعراس الذي يزداد كلما توجهنا أكثر نحو فصل الصيف: فصل جمع الصابة وعودة العائلات من الخارج وعطل الأبناء والموظفين.

هذا المعرض أصبح عادة بعد أن وصل عمره الآن 15 سنة وأصبح محطة هامة أمام الشباب الباحث عن الاستقرار، ومنذ أربع سنوات أصبح المعرض مجموعة من المعارض بعد أن استنسخت عديد المدن الداخلية في تونس معرض العروسة وذلك على غرار مدينة صفاقس وبنزرت والقيروان وسوسة وسكرة وهو ما يؤشر لنجاح هذه التجربة وتعميمها تدريجيا على بقية المناطق.

حول هذا المعرض ومستجداته، قالت نجاة الصالحي مديرة معرض العروسة إن المنافسة هي العنصر الذي يفرق بين عارض وآخر مؤكدة أن العارضين سعوا خلال هذه الدورة إلى مزيد من دراسة أسعار ما يعرضونه حتى يجدوا الإقبال الضروري على بضاعتهم إذ إن المقبلين على الزواج وبالرغم من التقاليد المتوارثة الكثيرة في هذا الشأن، فإن القلم والورقة هما المتحكمان في نفقاتهم ولا شك أن تأثيرات الأزمة المالية العالمية قد تطال المقبلين على الزواج أيضا.

تقول العارضة فاتن ساسي إن التصاميم التونسية تعتمد على «الكسوة» التي ترتديها العروس عادة يوم الزفاف ولاحظت أن الأذواق قد اختلفت خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت العروس تميل إلى الكسوة الموشاة بحبات «الكريستال» المستوردة من أوروبا مع الاعتماد على الخياطة اليدوية ذات التصاميم البسيطة. أضافت ساسي «لقد حلت التصاميم الحديثة ولكن الكسوة التونسية بجزأيها المعروفين (الفوطة والبلوزة) ما زالت تجد لها «مريدين» بين المتزوجين الجدد».

معرض العروسة ضم كذلك فضاءات للتجميل المباشر للعرائس في عروض حية، والملاحظ أن الألوان الفضية والبرونزية والحمراء هي التي كانت مسيطرة وخيرت معظم الحلاقات التسريحات المنسابة والبسيطة كموضة لهذا المعرض. في هذا الصدد قالت مهنية بن موسى (مقبلة على الزواج خلال الصائفة القادمة) إنها تحبذ مثل هذه التظاهرات التي تجمع كل المختصين في فضاء موحد وهو ما يسمح باختصار الوقت ومقارنة الأسعار ببعضها والاطلاع على مختلف الابتكارات والاتفاق مع زوج المستقبل على مستوى النفقات المبرمجة.

أما عن الأسعار فهي متنوعة من فضاء عرض إلى آخر، ولكنها تشترك في اعتبار حفل الزفاف فرصة لا تعوض أمام العارضين وأمام المتزوجين أنفسهم حيث لن يتاح للكثير منهم فرصة اقتناء مثل ذلك الأثاث إلا بعد سنوات من موعد الزواج. وتراوحت أسعار فساتين الزفاف بين ستة واثني عشر ألف دينار تونسي (ما بين 5 و10 آلاف دولار أميركي). وبالإمكان تجميل العروس بمبلغ 450 دينارا تونسيا وتمكينها من «ماكياج» يوم الزفاف بمبلغ 700 دينار إلا أن هذه الأسعار مرتبطة بفترة المعرض إذ إنها ستختلف تمام الاختلاف بحلول فصل الصيف وتزايد الطلبات على هذه المهن التي تبقى في معظمها موسمية.

وبالرغم من أن موسم الزيجات ليس بعيدا وسيحل بعد أسابيع قليلة، فإن الإقبال كان متوسطا على هذا المعرض وربما تكون بوادر الأزمة المالية قد وصلت إلى جيوب المقبلين على الزواج وربما كذلك وصلت إلى مدخراتهم. جانب من معرض العروسة في تونس