الفرنسيون يحتجون على تحويل غليون «تاتي» إلى فرارة

السينماتيك تكرم المخرج الشهير وإدارة النقل تتلاعب بتراثه

الصورة بعد التحوير
TT

بدأ مرصد حرية الإبداع التابع لرابطة حقوق الإنسان في فرنسا، أمس، حملة لجمع التواقيع احتجاجا على حذف غليون من صورة شهيرة للمخرج والممثل جاك تاتي. واستخدمت الصورة في ملصق إعلاني عن تظاهرة فنية تستعيد الأفلام الروائية الستة لهذا المخرج الذي لم يكن الغليون يفارق فمه. لكن القائمين على المساحات المخصصة للإعلان في أنفاق المترو وعلى حافلات النقل العام قاموا بتحوير الصورة الأصلية بحجة أنها كانت تشجع على التدخين. وجاء في بيان مرصد حرية الإبداع أن من الضروري الوقوف ضد انتشار ما يسمى بثقافة «الصواب السياسي» التي لا تتورع عن تشويه الرموز التراثية. وأعربت جهات عديدة، رسمية وشعبية، عن اعتراضها على العقلية التي تقف وراء تطبيق بعض القوانين. بينما تحولت القضية إلى مجال للتندر بين الناس وفي برامج التلفزيون.

ويبدو تاتي (1907 ـ 1982) في الصورة المأخوذة من أحد أفلامه، مرتديا معطفه المطري الشهير ومعتمرا قبعته المعروفة، وهو يقود، منشرحا، دراجة هوائية والغليون في فمه، وقد ركب وراءه طفل. لكن «حراس النوايا» عمدوا إلى حذف الغليون واستبدلوا به فرارة ورقية صفراء اللون، قبل أن يطبعوا من الصورة الجديدة 2000 ملصق. وبرر هؤلاء هفوتهم بأنهم أرادوا احترام القانون الذي تمنع نصوصه «أي دعاية مباشرة أو غير مباشرة تشجع على التدخين أو تناول المشروبات الكحولية» أول المحتجين كان المخرج يوناني الأصل كوستا غافراس، مدير السينماتيك الفرنسية التي تستضيف المعرض. وأوضح غافراس أن جاك تاتي، الذي يعتبر علامة في تاريخ السينما الفرنسية، كان يحتفظ بالغليون مطفأ بين شفتيه ولم يشعله مطلقا في أي من أفلامه. أما روزلين باشلو، وزيرة الصحة التي كانت وراء تطبيق القرار الشهير بمنع التدخين في الأماكن العامة، فوصفت حذف الغليون من صورة المخرج الشهير بأنها حكاية أقرب إلى السخف.