حواس لـ «الشرق الأوسط» : مسح راداري لتحديد موقع مقبرة كليوباترا الخميس

عالمة آثار دومينيكية خريجة قانون تدافع عن آخر ملكات عصر البطالمة

صورة للمعبد في غرب الإسكندرية الذي تجري فيه كشوفات أثرية تهدف للوصول إلى قبر كليوباترا وأنطوني (أ.ف.ب)
TT

سر فرعوني عظيم على وشك أن ينكشف، ألا وهو إمكانية اكتشاف موقع القبر الحقيقي للملكة كليوباترا، ومارك أنطونيو، الواقعين في نطاق مدينة الإسكندرية المصرية بالقرب من الحدود مع ليبيا. هذا ما قالته عالمة الآثار الدومينيكية كاثلين مارتينيز، التي أمضت زهاء ثلاث سنوات تحاول التنقيب في منطقة أبو صير الواقعة على الحدود مع ليبيا. وحول هذا الأمر قالت مارتينيز: «في الماضي وحتى يومنا هذا، يتحدث الناس بسوء عن الملكة كليوباترا، وهو أمر يحزنني كثيرا، ولهذا قمت بإجراء المزيد من البحوث لمعرفة الحقيقة.

وبعد 15 عاما من دراسة الملكة كليوباترا تعتقد ‏عالمة الآثار مارتينيز خريحة القانون أنها ربما تكون قد عثرت على ‏المكان الذي دفنت فيه آخر ملكات عصر البطالمة. ‏وهذا الموقع ليس الذي اعتقد علماء الآثار سابقا أن كليوباترا التي قيل إنها قتلت ‏نفسها بثعابين سامة دفنت فيه.‏ ورغم حصول مارتينيز على شهادة في القانون، استمر ولعها بالآثار المصرية، حتى تمكنت من إقناع زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، بالسماح لها بالتنقيب في أبو صير.

وتضيف مارتينيز: «لقد تحدثت كليوباترا تسع لغات، وكانت فيلسوفة عظيمة، وشاعرة وسياسية محنكة، بالإضافة إلى ذلك كله، فهي قديسة ومحاربة أيضا».

من جهته يقول حواس لـ «الشرق الأوسط» هناك مسح أثري سيتم تنفيذه يوم الخميس المقبل لتحديد موقع مقبرة كليوباترا, وسيشمل البحث 3 مواقع أثرية بالقرب من المقبرة, وسيشارك أيضا فريق علمي من جامعة الإسكندرية في تحديد موقع المقبرة». ولم يتم التوصل إلى مقبرة الملكة المصرية التي انتهى حكمها عام 30 قبل الميلاد لكن الأثريين اكتشفوا مزيدا من الأدلة تشير إلى أن كهنة حملوا جسدها إلى مقبرتها عقب انتحارها لتستقر بجوار مارك أنطونيو. وقالت مارتينيز «اعتقدت أنهم كانوا يبحثون في المكان الخطأ ‏وفي ظل الظروف السياسية كانت «الملكة» بحاجة إلى حماية في الآخرة».

وبالنظر إلى حقيقة أن التاريخ تمت كتابته من قبل الرومانيين، فقد حاول الرومان تشويه صورة كليوباترا، ولهذا فقد أعلنت عالمة الآثار الشابة أنها ستكون محامية للملكة الفرعونية وستحاول كشف الحقيقة. وتعمل مارتينيز حاليا مع زاهي حواس على نشر كتاب يصحح كل المعلومات الخاطئة حول كليوباترا. ويعتقد بأن كليوباترا ومارك أنطونيو الذي كان أيضا حليفها السياسي قد انتحرا بعد ‏هزيمتهما من الإمبراطور الروماني أوكتافيان في معركة أكتيوم. ‏وظل علماء الآثار يبحثون لسنوات عديدة عن رفات الاثنين لكن من دون جدوى. وفوق هضبة في أبو صير تقع على بعد 50 كيلومترا غربي الإسكندرية يوجد ‏معبد تابوسيريس ماجنا حيث تعتقد مارتينيز وكبير الأثريين المصريين زاهي ‏حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار بأنهما يرقدان في هذا المكان.‏ وقال حواس إن «هذا المعبد مكان مثالي ‏لهما للاختفاء. هذا قد يكون أهم اكتشاف في القرن الحادي والعشرين». وأضاف ‏‏«لقد عثرنا على معبد إيزيس داخل هذا المعبد. كليوباترا قد تكون مثل المعبودة ‏إيزيس ومارك أنطونيو قد يكون مثل أوزيريس». ‏وأشار حواس إلى أن المؤرخين يعلمون من كتابات المؤرخ اليوناني بلوتارخ أن ‏كليوباترا وأنطونيو دفنا سويا. ‏وقالت مارتينيز إن كاهنا ربما نقل جثة كليوباترا إلى المعبد بعد انتحارها وأغلقه ‏حوالي سنة 30 قبل الميلاد.

وأوضح أن جثمان «كليوباترا» قد يكون نقل إلى الموقع وتم إخفاؤه ‏من الرومان لأن أوكتافيان لم يكن قد فرض سيطرته تماما على مصر مباشرة بعد ‏انتهاء المعركة. وبالنسبة للرومان كان الاستحواذ على جثث المهزومين علامة ‏على النصر. ومنذ بدء أعمال التنقيب في الموقع قبل ثلاث سنوات عثر علماء الآثار على العديد ‏من الأدلة تشير إلى أن كليوباترا دفنت في المعبد. وتم العثور على اثنين وعشرين ‏قطعة نقدية تحمل وجه كليوباترا بالإضافة إلى تمثال نصفي وقناع وجه ذي أنف ‏مدبب وبه قطع في الذقن يعتقد أنه يخص مارك أنطونيو.

‏وقال حواس إن العثور على 27 مقبرة يرجع تاريخها إلى القرن الأول ‏قبل الميلاد قرب المعبد يمكن أن يشير إلى أن المعبد قد يكون مدفنا ملكيا. ‏وأضاف «أعتقد أن هذه المقبرة يجب أن تكون سليمة مع وجود خرطوشة» ‏موضحة أن نظرا لسرية الدفن، لا أحد قام بالتنقيب من قبل في الموقع. وقالت مارتينيز «من المرجح أن تكون كليوباترا حنطت لكن ليس من المحتمل أن ‏تكون جثة أنطونيو قد حنطت لتحفظ جيدا لأنه لم يكن مصريا أو ملكا. إلا أن قضية كليوباترا وأنطونيو ليست الوحيدة التي لا تزال غامضة، فهناك موقع قبر الإسكندر العظيم، الذي مات في بابل، ودفن في مصر، لكن لم يتم تحديد المكان بالضبط.