أميركا.. أفراح «عرس» الصحافة السنوي رغم أحزان الوضع الاقتصادي

صفحات كاملة في كبريات الصحف لتهنئة الصحافيين الفائزين بالـ«بوليتزر»

TT

تماما كما يحدث في الإعلام العربي في المناسبات المختلفة، كالأفراح والأعياد، فردت صحف أميركية عدة صفحات كاملة لنشر التهاني، لكنها تهانٍ من نوع آخر لا توجه للمسؤولين كما يحدث عربيا.. وإنما للصحافيين.

أما الحدث، فكان بالتأكيد جوائز «بوليتزر» وهي بمثابة عرس سنوي لأهم الأعمال الصحافية في الولايات المتحدة الأميركية، ينتظرها الإعلاميون بشغف يماثل شغف الممثلين لجوائز «الأوسكار» السينمائية، وهي تقام هذه السنة في دورتها الـ 93. وما كان لافتا هذه السنة، هو تقديم جائزة «بوليتزر» لأول مرة على الإطلاق لموقع إلكتروني، وهو «بوليتيفاكت دوتكوم»، أحد أقسام صحيفة «سان بطرسبرج تايمز»، وقد نال هذا التقدير بسبب مشروعه الخاص بالتحقق من تأكيدات المرشحين في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية.

وهذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها للناشرين على الانترنت بالمشاركة في المنافسة.

هذا في حين شهدت الـ«بوليتزر» هذه السنة كذلك، اكتساحا من قبل صحيفة «نيويورك تايمز» التي حصلت على خمس جوائز «بوليتزر» أمس الاثنين في مجالات التحقيق والأخبار العاجلة والتقارير الدولية والتحقيق المصور والنقد. واحتفالا بالمناسبة، فردت «نيويورك تايمز» تهنئة على صفحة كاملة في عددها الصادر أمس تكريما لـ«أبنائها» الفائزين، وهو ما فعلته كذلك صحيفة «واشنطن بوست» التي هنأت كاتبها يوجين روبنسون الذي فاز بجائزة أفضل تعليق، كما أشادت الـ«بوست» أيضا بـ«أبنائها» الذين وصلوا للنهائيات. وكما هو الحال في هذه المناسبات، تظهر الصحف الأميركية احترافية وروحا مهنية عالية حيث تذكر قائمة الفائزين بالكامل وتكتب عن إنجازات منافسيها، كما أن الخبر تناقلته المنتديات والمدونات الإلكترونية المعنية بمتابعة قضايا الإعلام.

وكان لافتا تركيز الكثير ممن تناولوا القصة أن الإعلام لا يزال قادرا على الخروج بقصص هامة وعميقة في وسط الأزمة المالية التي يواجهها القطاع، حيث ذكرت جامعة كولومبيا التي تمنح الجوائز، أن قوة الفائزين بالجوائز أظهرت أن الصحافة ما زالت تقدم قيمة كبيرة بالرغم من أنها تواجه أزمة مالية.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، تعرض قطاع الصحف لضربات موجعة في الولايات المتحدة، كان من نتيجتها توقف صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن الصدور وتحولها إلى موقع إلكتروني مع عدد ورقي أسبوعي، وإقفال صحف محلية مثل «سياتل بوست انتلجينسر»، و«روكي ماونتن نيوز»، إضافة إلى اتخاذ «واشنطن بوست» إجراءات تقليص تضمن ضم ملحقها الاقتصادي إلى الجزء الأول من الجريدة، فيما أنقذ الملياردير المكسيكي الشهير كارلوس سليم حلو شركة «نيويورك تايمز» بضخه مئات الملايين من الدولارات فيها. يذكر أن جوائز «بوليتزر» على اسم جوزيف بوليتزر، وهو صحافي بلغاري هاجر إلى أميركا، وصار صحافيا ناجحا، ثم ناشرا ناجحا. وترك ثروة تبرع بها لجامعة كولومبيا عندما توفي سنة 1911، فقامت الجامعة باستخدام جزء من المبلغ لتأسيس كلية للصحافة، ورصدت جزءا آخر للجوائز السنوية. وتقسم الجائزة إلى 14 خانة، حسب فروع العمل الصحافي.