أول شاعرة للبلاط الملكي في بريطانيا

بعد تنحي الشاعر الحالي بسبب تعبه من موضوعات الشعر الوظيفي

كارول آن دافي اول شاعرة للبلاط الملكي (أ.ب)
TT

انضمت الشاعرة الاسكوتلندية كارول آن دافي (53 سنة)، إلى قائمة طويلة من مشاهير الأدب الإنجليزي، تضم أمثال وليم وردزوورث، وألفريد لورد تينيسون، وفي السنوات الأخيرة تيد هيوز، وذلك بعد اختيارها «شاعرة للبلاط الملكي».

في بريطانيا، بلد التقاليد العريقة الموروثة، وفي منصب يعد في صلب هذه التقاليد، كسرت دافي القاعدة لأنها باتت أول امرأة تحصل على هذا الشرف. فـ«شاعر البلاط» كان حتى الآن حكرا على رجال. وعلى الرغم من أن النساء وصلن إلى العرش نفسه واعتلينه عن جدارة، فإن أيا منهن لم تنجح من قبل في أن تعتلي «عرش الشاعرية» البريطاني. كذلك فهي أول شاعر اسكوتلندي يحظى بهذا الشرف.

دافي، التي خلفت في منصب «شاعر البلاط» الشاعر أندرو موشن، من مواليد 23 ديسمبر (كانون الأول) 1955، في مدينة غلاسغو كبرى مدن اسكوتلندا لعائلة كاثوليكية، غير أنها نشأت في غرب إنجلترا الأوسط، وتحديدا في مقاطعة ستافوردشاير. وتلقت علومها الجامعية في جامعة ليفربول، حيث تخرجت مجازة بالفلسفة عام 1977. وكان أندرو هوشن قد قرر التنحي عن منصبه لأنه تعب من الشعر الوظيفي وبدأ يجد موضوعات القصائد مرهقة.

وهي حاليا أستاذة للشعر في جامعة مانشستر المتروبوليتانية، وتقيم في مدينة مانشستر، مع الإشارة إلى أنه سبق لها أن منحت، لمكانتها الأدبية والشعرية المميزة، وسامي الإمبراطورية البريطانية بدرجة «ضابط» عام 1995، ثم «كوماندور» عام 2002. كما أنه سبق لها أن رشحت للمنصب عام 1999 بعد وفاة تيد هيوز، وهي أم لبنت واحدة اسمها إيلا (ولدت عام 1995).

إيلا، ابنة الثالثة عشرة، كما تقول «شاعرة البلاط» الجديدة، هي التي حسمت لها مسألة ترددها في قبول الترشيح عندما عرض عليها مؤخرا، عندما قالت لها «نعم يا أمي، فلم يسبق أن كانت هناك امرأة في هذا المنصب»، الذي يعود لقرون.

دافي قالت في تصريح صحافي: «إن الشعر مكان نستطيع أن نقصده سعيا وراء الراحة، والاحتفاء، وعندما نجد أنفسنا أسرى الحب، وكذلك ضحايا الألم، وكذلك في بعض الأحيان عندما تقع أحداث تمسنا كأمة». وحول موضوع اللغط الذي دار حول «مثليتها الجنسية» وانتهى بأن ذهب المنصب إلى سلفها موشن، قالت: «أعتقد أننا كلنا نضجنا كثيرا خلال السنوات العشر الماضية».

من ناحية ثانية، من النواحي المثيرة بعض الشيء في كون دافي أول «شاعر بلاط» من اسكوتلندا، هو أنها تتبوأ المنصب في عهد حكومة رئيسها أيضا اسكوتلندي. وفي تعليق رئيس الحكومة غوردون براون على اختيارها قال «ر(إنها) شاعرة معاصرة رائعة أسهمت في توسيع مخيلتنا، بزرعها كما كبيرا ومتنوعا من التجارب والخبرات الإنسانية في أبيات شعرية استحوذت على مشاعرنا كليا». وبالفعل، يشمل رصيد دافي الأدبي أكثر من 30 كتابا، بينها قصص للأطفال وروايات، بجانب الشعر الذي يتجمع عندها ويتلألأ بنمطيه الكلاسيكي والحداثي الحر. وقد وصفت جوديث بالمر، مديرة «جمعية الشعر» في بريطانيا شعر دافي بأنه «شمولي متنوع، فهي تكتب قصائد غاية في اللوذعية والسخرية، وكذلك قصائد مثيرة وساحرة عاطفية، وأيضا لديها شعر مدهش للطفل». بقي أن نشير إلى أن «شاعر البلاط» لا يتقاضى راتبا كبيرا، وقد قررت دافي أن تقدم راتبها من المنصب، وهو لا يزيد كثيرا عن 5700 جنيه إلى «جمعية الشعر» لتمول جائزة شعرية سنوية تمنح لأفضل ديوان.