مهرجان كان السينمائي لن يفقد بريقه رغم الأزمة المالية

المخرج الفلسطيني إيليا سليمان يشارك في المسابقة الرئيسية بفيلم «الزمن الذي يبقى»

رئيس المهرجان جايلز جيكوب (يسار) خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن المهرجان (إ.ب.أ)
TT

يتوجه أقطاب صناعة السينما في العالم الأسبوع القادم إلى مدينة كان على شواطئ كوت دا زور الساحرة في فرنسا لحضور فعاليات مهرجان كان الذي يعتبر أبرز مهرجانات السينما العالمية.

ويعرض المهرجان الذي يقام هذا العام في دورته الثانية والستين باقة من أشهر الأفلام العالمية، ويشارك في فعالياته كبار النجوم في العالم مثل بينلوبي كروز وبراد بيت.

فخلافا لمهرجان السينما في فينيسيا (البندقية) الذي يقام في مطلع الخريف أو مهرجان برلين الذي يقام في الشتاء فإن مهرجان كان يقام مع بدء فصل الصيف في الريفيرا الفرنسية فيما تعج مياه البحر المتوسط باليخوت.

وهو ما دعا فيم فينديرز، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، بعد عرض آخر أفلامه في مهرجان العام الماضي للتصريح قائلا إن «السينما لها قلب وهو لا ينبض بشكل واضح جدا مرة كل عام إلا في كان». وهناك العديد من المهرجانات في مختلف أنحاء العالم «لكن القلب ينبض في كان» حسبما يقول فينديرز.

وربما يأتي مهرجان كان هذا العام في أعقاب مهرجان ضعيف في فينيسيا ومهرجان باهت في برلين وهو ما يؤكد رأي الكثير من المعلقين وهو أن عام 2008 كان عاما سيئا بالنسبة لصناعة السينما.

ورغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تجتاح العالم، لا يبدو أن المهرجان الذي سيقام على مدار 11 يوما قد فقد بريقه السينمائي على الإطلاق خاصة وهو يستعد للاحتفاء بصناعة السينما ومشاهير الشاشة الفضية في احتفالية أنيقة جذابة. لكن في ظل تأثير الأزمة الاقتصادية على صناعة السينما على مدى العام الماضي واجه مخرجو السينما من هوليوود وحتى بوليوود إجراءات تتعلق بخفض التكاليف واستغناءات عن العاملين في استوديوهات السينما بل وجدوا جيشا من المنتجين وممولي هذه الصناعة الذين يتملكهم الحذر.

وظهرت مؤشرات بالفعل على أن صناعة السينما والقائمين على رعايتها قد قرروا إلغاء الحفلات الفاخرة وفعاليات الترويج التي تنفق عليها أموال طائلة والتي تعد من أحد معالم المهرجان.

ويحتمل أن يكون معرض مجلة «فانيتي» الأميركية قد ألغى احتفاله السنوي الذي يقيمه في فندق «إيدن روك» الفاخر في أنتيب، كما يحتمل أيضا أن يكون قد تم إلغاء تأجير اليخوت أثناء المهرجان بالإضافة إلى احتمال تقلص عدد الحاضرين في المهرجان.

يحتمل كذلك خفوت الوهج التقليدي لهوليوود في كان هذا العام نظرا لتراجع صناعة السينما الأميركية والعدد الصغير نسبيا للأفلام الأميركية التي تم اختيارها للمهرجان. لكن رغم ذلك من المرجح أن يحتفل مهرجان كان بصناعة السينما وبكوكبة من النجوم هذا العام بقدر كبير من الرقي والروعة. وهناك عدد كبير من الأفلام في السباق أملا في الفوز بجائزة السعفة الذهبية وهو ما يعني أن المهرجان لم يفقد أيا من بريقه. ويعرض المهرجان في جميع أقسامه 52 عملا سينمائيا من مختلف أنحاء العالم من بينها أفلام من إخراج مخرجين كبار مثل كوينتن تارانتينو من الولايات المتحدة وبيدرو ألمودافور من إسبانيا ولارس فون ترير من الدنمارك.

تتألف لجنة تحكيم المهرجان من ثمانية أعضاء برئاسة الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير وتضم المخرج الأميركي جيمس غراي وكاتب السيناريو الروائي البريطاني حنيف قريشي.

ويشمل المهرجان الذي يعقد هذا العام في دورته الثانية والستين في المسابقة الرئيسية لهذا العام أفلاما لمخرجين بارزين في العالم مثل فيلم «زمن الحرب» للمخرج الأميركي كوينتن تارانتينو و«الأحضان المحطمة» للمخرج الاسباني بيدرو ألمودوفار. كما يظهر عدد كبير من الأفلام الآسيوية في مهرجان العام الحالي مثل فيلم «حمى الربيع» للمخرج الصيني لو لي وهو يدور حول ثلاثة أشخاص يتملكهم النهم الجنسي وفيلم «العطش» للمخرج الكوري الشهير بارك تشان الذي يتناول قصة كاهن ينقلب إلى مصاص دماء.

وفي إطار تزايد الاهتمام الدولي بالسينما الفلسطينية تم أيضا اختيار فيلم «الزمن الذي يبقى» للمخرج إيليا سليمان المولود في الناصرة ضمن المسابقة الرئيسية. ويدور الفيلم حول حياة أسرة فلسطينية قبل سبعة عقود.

بل إن دولا كثيرة ستحاول فيما يبدو المشاركة بأفلامها التي سبق أن اشتركت بها في المهرجانات الأخرى لكي تجرب حظها مع لجنة الاختيار بمهرجان كان. لكن الجميع تقريبا في عالم السينما بدءا من غاري كوبر وألفريد هتشكوك وصوفيا لورين إلى جان كوكتو وبالطبع بريجيت باردو وجدوا في مرحلة معينة أن إغراء كان لا يقاوم. وتتوجه كوكبة من النجوم إلى بلدة كوت دا زور بشواطئها الشهيرة لحضور عرض أحدث أفلامهم.