الإسباني ألمودوفار و«أحضان محطمة» في سطور

المودوفار مع بنلوبي كروز (رويترز)
TT

* يحكي فيلم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار الجديد «أحضان محطمة»، قصة المخرج (ماثيو) الذي يقع في غرام الممثلة الأولى (لينا) التي تعيش حياة من التعاسة مع منتج الفيلم العجوز الثري.

وتتذبذب العاطفة بين الطرفين بكل انفعالات قصص الحب العظيمة، غير أنها تقترن في الوقت نفسه بنوع غير مألوف من الخصوصية، وكما لو أن الفن ينبض بالحياة أكثر من الحياة نفسها.

إن الاستشراف الدائم للحد الفاصل بين الحياة والسينما لهو واحد من أهم السمات المميزة للمخرج الإسباني البالغ من العمر سبعة وخمسين عاما المرشح فيلمه للحصول على إحدى جوائز مهرجان كان السينمائي الدولي.

لقد عرف عن ألمودوفار أنه طفل السينما الإسبانية المشاغب، غير أن محاولات تصنيفه تلك صارت طي النسيان عندما أصبح نمطا سينمائيا منفردا بذاته.

كتب ألمودوفار ذات مرة عن أمه التي كانت تكتب خطابات وتقرأها على العامة البسطاء في القرية التي قضى بها قدرا من طفولته جنوب غربي إسبانيا: كان الواقع يحتاج بعض الخيال كي يكتمل، كي يكون أرق وأسهل للتعايش معه.

ويستطرد المخرج الذي تبدو أعماله وكأنها محاولة متعمدة لتجاوز الحدود الجنسية والاجتماعية وحدودا أخرى بقوله «إن الخيال يلعب دورا أيضا في «كشف الأشياء من كل جوانبها الظاهرة منها والخفية».

وتصلح قصة ألمودوفار منذ أن كان فتى قرويا يانعا وحتى فوزه بجائزة أوسكار كمخرج وشخصية تحظى بشهرة عالمية أن تكون نصا روائيا لفيلم في حد ذاتها.

ولد ألمودوفار لأسرة قروية متواضعة في إقليم لامانشا الإسباني، وهو المكان الذي حارب فيه دون كيشوت بطل رواية «دون كيشوت دي لا مانشا» للمؤلف الإسباني الشهير ميجيل دي ثربانتس، طواحين الهواء، ثم انتقل بيدرو ألمودوفار وأسرته لمنطقة إكستريمادورا في الجنوب الغربي من إسبانيا.

وأرسل بيدرو إلى مدرسة كاثوليكية داخلية في كاثيريس ليصبح قسا، لكن المدينة كان بها مسرح فني.

عندما انتقل إلى مدريد عام 1976 عرف أنه يريد أن يصبح مخرجا، وحصل على وظيفة في شركة (تليفونيكا) للاتصالات ليقتات منها فيما يشق أولى خطواته على طريق عمله الفني.

لقد أصبح ألمودوفار شخصية محورية في حركة (موفيدا) وهي حركة ثقافية محمومة ظهرت في مدريد في أعقاب وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو عام 1975 وعملت على تقويض كل المحظورات الجنسية والاجتماعية.

بعد ذلك بثلاثة عقود بدأت الجوائز تنهال على ألمودوفار، ومن بينها جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلمه (كل شيء عن أمي) عام 1999 وجائزة أوسكار عن أفضل نص أصلي لفيلمه (تحدث معها) عام 2002.

وأبرزت أفلامه أسماء عدد من الفنانات اللاتي شققن طريقهن في الحقل السينمائي من خلال أعماله هو في الغالب، ومنهن كانت كارمن ماورا وفيكتوريا أبريل.

ساعد ألمودوفار في تقديم اثنين من ألمع نجوم إسبانيا العالميين، وهما النجم أنطونيو بانديراس والنجمة بينلوبي كروز وهي التي تلعب دور (لينا) في فيلمه أحضان محطمة.

ويقول المخرج «إن الهدف من كل أفلامي هو الحصول على المزيد من الحرية».

وتسع إبداعات ألمودوفار أشكالا متعددة من أنماط الفن الروائي، ورواية «أحضان محطمة» تدمج بين الميلودراما والكوميديا.

يقول ألمودوفار «إن الأحضان المحطمة فيلم يمزج بين عدد من قصص الحب الحادة والانفعالية... لكن هناك أيضا قصة حب أساسية.. حبي أنا للسينما».

ويحوي الفيلم إشارات لأفلام أخرى أخرجها أشخاص آخرون، وليس هذا فحسب، بل يحكي أيضا قصة فيلم يتحول صناعه إلى ممثلين في قصص حياتهم الدرامية.

تنتهي قصة الحب بين ماتيو ولينا بطلي الفيلم نهاية مأساوية لا خلاص منها سوى إنهاء الرواية التي يمثلانها.