المركز الثقافي الفرنسي يضع بيروت تحت مجهر «نظرات مطلة على المدينة»

نشاط يندرج في إطار «بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009»

بلدية بيروت تشارك في هذا الحدث من خلال «مبنى بركات» الذي يجمع إلى هندسته النموذجية أرشيفا لآثار الحرب الأهلية («الشرق الأوسط»)
TT

فتح المركز الثقافي الفرنسي في بيروت الباب واسعا ليطل على العمارة الحضرية للعاصمة اللبنانية من خلال حدث يعيد النظر بالهندسة والمقاييس العلمية والاقتصادية المعتمدة تحت عنوان «نظرات مطلة على المدينة». محاور هذا النشاط الذي يبدأ في 14 الجاري ويستمر إلى 29 منه متعددة ومتنوعة. وهي تناقش تأثير الحداثة على التشكيل العمراني المدينة ووسائل التجديد وتقنياته. كما تقودنا إلى مقاربات عالمية تنطلق من التحديات التي يطرحها التطور المفروض والأسئلة التي ترافقه وتتطلب أجوبة ثقافية وسياسية واجتماعية. تقاطع الرؤى ووجهات النظر حيال بيروت وإرثها المعماري سوف يشكل محطات للنقاش والقراءة والجولات الميدانية وكذلك المعارض، وبمشاركة أسماء لامعة في عالم الهندسة المعمارية. وسوف يتولى هؤلاء إعادة تشكيل الماضي المديني من خلال أدواتهم الفنية والعلمية وأبحاثهم ومدى مواءمة نظرياتهم وتجاربهم مع الخصوصيات التي تتسم بها مدينة تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

من هذه المدينة سوف تختصر الحقبة الممتدة من 1920 إلى 1940 في معرض تولى المهندس روبير صليبا التحضير له وأرشفة مواده، ويسلط الضوء على «تغريب» العمارة للبيوت البيروتية مع الواجهات بقناطر ثلاث. نموذج هذه العمارة يعكسه «مبنى بركات». نشاطات هذا الحدث تتضمن محاضرة للمرجع العالمي في مجال الهندسة المعمارية الفرنسي مارك باراني الحائز على جوائز عالمية، وثانية للدكتور دومينيك بيرو القادر على استنساخ المشهد المعماري للأبنية من خلال أشكال بسيطة ومنبثقة من أدواتها الدلالية. أما اللبناني سيرج يازجي فيشارك بنشاط استثنائي ضمن مشروع «آرشيميدي» الذي يعرِّف عن أدوات ورؤى ساحتها مراكز تاريخية في العمارة المتوسطية. وتحت عنوان «الثقافة والتجديد المديني» يأخذ المهتمين إلى الأبعاد الثقافية لحزام عمراني يلف وسط بيروت ويمتد من الجميزة شرقا إلى عين المرسة غربا، مرورا بحي زقاق البلاط التراثي. ويرافق من يريد إلى أبنية هذا الحي في يوم مفتوح على مرافق رائدة فيها. وتحديدا في منزلين كانت تسكن الأول الفنانة فيروز، أما الثاني فهو منزل رئيس الجمهورية اللبناني الراحل بشارة الخوري. ويندرج هذا النشاط في إطار «بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009». بلدية بيروت تشارك في هذا الحدث من خلال «مبنى بركات» الذي يجمع إلى هندسته النموذجية أرشيفا لآثار الحرب الأهلية على جدرانه المنخورة بالرصاص والقذائف. والمعروف أن البلدية اختارت هذا المبنى ليكون «متحفا لذاكرة مدينة بيروت». ولا تنتهي نشاطات هذا الحدث عن العمارة ومكوناتها لتتجاوزها إلى السينما ليعاد عرض بعض الأعمال المرتبطة بالرؤية التي تمد جسورها بين الأحداث والأحوال الأمنية والاجتماعية التي عاشتها المدينة وتغيرت تحت وطأتها.