مهرجان الصحراء للسينما يعرض 23 فيلما إسبانيا ومغربيا وعربيا

إسبانيا تعود لشمال وجنوب المغرب سينمائيا

TT

إسبانيا التي فرضت حمايتها بداية القرن العشرين على مناطق شمال وجنوب المغرب، والتي غادرت هذه المناطق في فترات زمنية متفاوتة، تحاول اليوم أن تبحث لها عن موطئ قدم من جديد، وهي تفعل ذلك من خلال الثقافة والسينما، أكثر مما تفعله عن طريق السياسة.

وبعد أن بدأ الإسبان في تنظيم مهرجان سينمائي بمدينة طنجة، شمال المغرب، قبل بضع سنوات، فإن تفكيرهم انصب أيضا وفي الفترة نفسها على تنظيم مهرجان آخر في الصحراء، وهما منطقتان خضعتا للحماية الإسبانية في فترات متفاوتة خلال القرن الماضي.

ويتم خلال الأسبوع الحالي عرض حوالي 23 فيلما سينمائيا في مهرجان الداخلة، أغلبها أفلام إسبانية ومغربية، بالإضافة إلى أفلام عربية بينها أفلام سورية ولبنانية ومصرية.

وكانت إسبانيا بسطت هيمنتها على كامل شمال البلاد، باستثناء مدينة طنجة، التي كانت خاضعة للحماية الدولية. كما أنها شاركت في هذه الحماية، وغادرت المنطقة بعد استقلال المغرب سنة 1956، كما كانت الصحراء تحت الحماية الإسبانية قبل أن تغادرها سنة 1975.

ومنذ أن غادرت إسبانيا منطقة الشمال، فإن ثقافتها ولغتها ظلت مهيمنة بشكل واضح، واستعمل سكان المنطقة اللغة الإسبانية كلغة ثانية، على الرغم من أن الفرنسية كانت هي المهيمنة رسميا وإداريا.

كما ظل سكان الشمال مرتبطين إعلاميا بالجارة إسبانيا عبر التقاط قنواتها التلفزيونية لعقود طويلة، وأسهم ذلك في انتشار أكبر للثقافة الإسبانية في المنطقة، غير أن هذا التأثير تراجع بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير بعد أن اجتاحت القنوات الفضائية العربية كل المناطق.

وبدا لافتا خلال العقد الأخير تراجع ملحوظ لمظاهر التأثير الثقافي الإسباني في المنطقة، وهو ما دفع إسبانيا إلى محاولة العودة عبر وسائل مختلفة من بينها تنظيم مهرجانات ثقافية وسينمائية، وهو ما تم من خلال تأسيس «مهرجان السينما الإسبانية في طنجة»، الذي ينتظر هذه السنة دورته الثالثة.

ويتم تنظيم هذا المهرجان في إحدى دور السينما التاريخية في طنجة، وهي قاعة سينما الريف، التي تعتبر واحدة من أقدم القاعات، والتي تحولت أخيرا إلى مكتبة سينمائية متكاملة في مجال العروض والبحوث السينمائية.

وإذا كانت طنجة محظوظة ولو نسبيا عبر توفرها على قاعات سينمائية لا تزال صامدة أمام تراجع كبير لعدد هذه القاعات خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الوضع في الصحراء يبدو مختلفا، حيث إن أغلب عروض مهرجان السينما يتم في الهواء الطلق أو داخل خيام كبيرة.