تونس: ملتقى قرطاج للرقص يوفر فرصا للرقص التكنولوجي

شاركت فيه فرق فنية من أنحاء العالم

جلب ملتقى قرطاج طوال وجوده اهتمام فنانين محترفين في مجال الرقص من مختلف البلدان الأفريقية والأوروبية («الشرق الاوسط»)
TT

ما الذي يربط بين الرقص والتكنولوجيا الحديثة؟ وهل فرضت هذه التكنولوجيا نفسها على الفرق الفنية بحيث لم تتمكن من الإفلات منها بعد أن أغرتها بسهولة الاستعمال والاستغناء عن كثير من العناء الذي رافق الأجيال الأولى من الفنانين؟ وماذا بإمكان التكنولوجيا أن تضيف لصاحب الصوت الجميل ومقدم الألحان الرائعة ومبتكر اللوحات الفنية الراقصة؟

هذه الأسئلة وغيرها حاول ملتقى قرطاج للرقص الإجابة عنها على مدى الأيام التسعة الماضية، وجاءت لهذا الغرض فرق فنية من مختلف الأصقاع لا رابط بينها سوى الرقص، وكذلك حسن توظيف التكنولوجيا الحديثة من أجل أن يكون الرقص أكثر عذوبة أو أكثر صناعة. العروض كانت كثيرة ومتنوعة من فرقة بالية «دولورين» الفرنسية، إلى فرقة «مولوراس» الفرنسية، وكذلك فرقة «لانابيل» الفرنسية، والبالية الوطني بمرسيليا، وبالية اللورين بفرنسا. أما أسماء الفنانين القادمين بغرض المشاركة في الرقص فهي طويلة وتشمل فنانين من فرنسا وبلجيكيا والبرتغال وإسبانيا وتركيا والجزائر وتونس، البلد المستضيف، كل هذه المشاركات جاءت دفعة واحدة فيما يشبه «الغزوة» عبر الرقص المعتمد على التكنولوجيا. سهام بلخوجة مديرة هذا المهرجان قالت لتفسير الربط المتعمد بين الرقص والتكنولوجيا، إن «التكنولوجيات الحديثة اكتسحت جميع المجالات بحيث إنها أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، وأصبحت ذات تأثير على السلوك والأذواق». وتضيف: «لذلك لا بد من استغلالها في شتى أشكال الإبداع ومن بينها الرقص وما يسمى بـ(الكوريغرافيا)، وقد تمكنت الفرق الراقصة بالفعل من الاستغناء عن الكثير من الديكورات التي كانت في السابق ضرورية، وأمكن للتكنولوجيا أن تغطي العديد من النقائص بتدخلاتها في الوقت المناسب».

أما فيليب بودلو المدير المشترك لإدارة الفنية لملتقى الرقص، فقد أكد أن مزج الرقص مع التكنولوجيا سيفرز في القريب العاجل فنا جديدا يمكن تسميته بالرقص التكنولوجي الذي يستعمل الوسائط المتعددة والهجين من الألحان إلى جانب الألحان التفاعلية، وهو سيفتح أبوابا جديدة للابتكار تجمع الفنانين والمهندسين والعلماء في نفس الإنتاج الفني.

وتسعى الورشات المنظمة بالمناسبة إلى البحث في إمكانيات توظيف الوسائل الرقمية في الرقص، وخصوصا الحواسيب والفيديو، كما سعى الملتقى إلى الجمع بين الفنون الجميلة والموسيقى والمسرح والسينما، وهذا ما جعله قبلة لمختلف الفنانين بتنوع مشاربهم.

الملتقى له الآن من العمر ثماني سنوات، وجلب طوال وجوده اهتمام فنانين محترفين في مجال الرقص من مختلف البلدان الأفريقية والأوروبية، وهو ما جعله قبلة للراقصين الأجانب وفرصة للراقصين التونسيين للاطلاع على التطورات الفنية في هذا الباب، وبالفعل تمكنت ثلاث فرق تونسية للرقص بعد أن شاركت بنجاح في هذا الملتقى خلال السنوات الماضية، من القيام بجولات فنية في بعض المهرجانات الكبيرة للرقص، خصوصا بفرنسا.