مركز التوثيق الحضاري في مصر يعيد إحياء لعب الأطفال الشعبية

عوضا عن ألعاب العنف والقتل المستوردة

صورة للساعة المائية التي تحرك خيوط «الماريونيت» («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر العمل في مشروع توثيق الألعاب الشعبية العربية، وإعادة صياغتها وتطويرها بشكل معاصر، ليستفيد منها الأطفال، ويتعرفون من خلالها على أنماط من تراثهم الحضاري.

يقول ماهر عبد الله، الذي يقود فريق العمل بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي «هذه الألعاب ممتدة من العصر الإسلامي حتى العصر الحالي، وموجودة في ثقافتنا، وهى ألعاب مهمة للأطفال، لكونها وسيلة تعبير عن أنفسهم، وتسهم في تقوية العضلات، ويستخدمون فيها أذهانهم لمساعدتهم على التفكير، بعكس الألعاب الحالية المستوردة المسخرة لشحن الأطفال بثقافة الضرب والحرب والتحطيم والقتل»، على حد تعبيره.

وأضاف «بحثت عن ألعاب يمكن إحياؤها لتكون بديلا عن الألعاب المستوردة، وكانت المفاجأة أنني وجدت ألعابا كثيرة في تاريخنا الحافل، وتحصلت على كمية ألعاب هائلة من داخل ثقافتنا الإسلامية والشعبية، مذهلة في كميتها وأعدادها، ووجدت ألعابا بالخشب والحجارة». في هذا السياق، كان أغرب ما توصل إليه ماهر عبد الله وجود عرائس «الماريونيت» التي تحركها الحبال. والمدهش ـ كما يقول - أنها لا تتحرك بواسطة أشخاص، بل بواسطة منظومة من قنوات مائية، يحرك المياه داخلها ما يشبه الساقية صغيرة الحجم، وتعتمد في دورانها على المياه التي تهبط عليها من مستوى أعلى إلى مستوى أدنى.

ويوضح أن «تحريك المياه في القنوات يحرك بدوره قطعا خشبية مرتبطة بحبال متصلة بالعرائس، نقوم الآن بتصنيعها بشكل توثيقي لإحيائها مرة أخرى»، لافتا إلى أن مركز توثيق التراث قام من قبل بتصنيع ساعة مائية تماثل ساعة كانت بالمسجد الأموي بسورية، في محاولة لإحياء التراث من خلال صنع نماذج حقيقية من الآلات والأجهزة التي استخدمت في العصور الإسلامية الأولى، لكي تشاهدها الأجيال القادمة، «خاصة أن بعض هذه الأدوات اندثرت، وتم الاستعانة بالكتب والأبحاث التي تصفها بدقة، وتصف نظرية تشغيلها كالساعة المائية التي تم تصنيعها مؤخرا».

وأكد عبد الله أن نشر مثل هذه الألعاب يمكن أن يسهم في التخلص من الألعاب المستوردة التي أغرقت الأسواق العربية، حتى أصبحت ـ كما يقول - ألعابا تغريبية هادمة لثقافة الطفل العربي والمسلم، وتسهم في تشكيل الطفل بشكل خطير.

ولذلك يدعو إلى إعادة إحياء مثل هذه الألعاب للأطفال، لافتا إلى أنها ستثير خيالهم وعقولهم، كما أنها في جوهرها نشاط إنساني، يكتسب من خلاله الطفل حب الجماعة وتشكيل صداقات، ومساعدته في التفكير بروح الجماعة.