دبي: أعمال فنية تجسد أصالة الشرق في عيون المستشرقين بمزاد بونهامس

«بائع السجاد».. أغلى اللوحات بقيمة تقديرية تصل إلى 3 ملايين ونصف مليون دولار

لوحة «بائع السجاد» للفنان رودولف سوبودا، من المتوقع أن تحصد ثلاثة ملايين ونصف مليون دولا أميركي (تصوير: عبد المطلب محمد)
TT

أكثر من ثلاثة وسبعين عملا فنيا أبدعتها أنامل فنانين أوروبيين سحرتهم بلاد الشرق التي أقاموا فيها ووجدوها أوطانا مفعمة بالحكايات والأساطير والغموض المثير، ونبعا تموج به الحياة وتتجدد، فما كان منهم إلا أن عملوا على تجسيد هذا الانبهار بالريشة والألوان كأبدع ما يكون.

الأعمال الفنية التي احتضنتها قاعة الرويال في فندق رويال ميراج بدبي جذبت الزوار بألوانها الحية ومساحات الضوء المشرقة. من بين تلك الأعمال لوحة «بائع السجاد» للفنان الأسترالي رودولف سوبودا، رسمها إبان زيارته للقاهرة في عام 1885 بتكليف من الملكة فيكتوريا، شارك بها في أحد المعارض الفنية بالهند في عام 1986. وتعد اللوحة، وهي تصور أحد المزادات الخاصة ببيع السجاد، هي الأغلى في المعرض، ومن المتوقع أن يصل سعرها إلى سبعمائة ألف دولار أميركي، وقد يتجاوز كما يتوقع القائمون على المزاد إلى ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار أميركي.

أما لوحة «شارع في القدس» للفنان البريطاني ويليام ويب فرسمها في عام 1962, ويصور ويب في لوحته حركة البائعين والمشترين في أحد شوارع المدينة العتيقة, ومن المتوقع أن يصل سعر اللوحة خلال المزاد إلى 200 ألف دولار أميركي.

وسيباع في المزاد تحفة الفنان الهندي المعاصر يوسف أراكال «كسل الظهيرة», وأراكال حائز على العديد من الجوائز، أهمها الميدالية الذهبية «لورنزو دي ميديسي» في المهرجان الدولي للفنون المعاصرة بفلورنسا, وسيخصص سعر اللوحة بالكامل لمؤسسة الأمل للأطفال في دبي، ومن المتوقع أن يصل سعر اللوحة إلى خمسة عشر ألف دولار أميركي. وإضافة إلى فرع المؤسسة العاملة في دبي سيستفيد من عائدات المزاد أكثر من ستين جهة في الإمارات وبريطانيا وآسيا وأفريقيا وأوروبا.

المعرض كذلك حفل بمجموعة بديعة من المجسمات الفضية والبرونزية وأعمال فنية متنوعة من الفضيات، أبرزها مجسم لفتاة شرقية تستند إلى سور حجري تم نحته من البرونز والحجر، من أعمال النحات الفرنسي جاستون فيفنو خلال القرن التاسع عشر. ومن المتوقع أن تصل قيمته إلى مائتين وثمانين ألف دولار أميركي. وبجانب الفتاة الشرقية تربع نمر من البرونز للفنان الفرنسي جورج غاردانت يتوقع أن تصل قيمته إلى خمسة وثلاثين ألف دولار أميركي.

وقد أوضح جيل بينت المتخصص في الفن بدار بونهامس، أن الأعمال المعروضة تعبر عن أصالة الذين عاشوا في تلك الحقب من الزمن, وعلق بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأعمال هي حصريا لفنانين أوروبيين عاشوا في هذه المنطقة وجعلوا أناسها البسطاء أبطالا للوحاتهم، يبثون من خلالها رسائل الحب والسلام للطرف الآخر».

وفيما يتعلق بالأوضاع الراهنة لسوق الفنون العالمية, أعرب ماثيو جيرلنغ الرئيس التنفيذي لبونهامس في أوروبا والشرق الأوسط، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن تفاؤله بالأرقام التي ستحصدها الأعمال المعروضة في المزاد، كون الأعمال الفنية النادرة أضحت مجالا جديدا للاستثمار النقدي. وعلق على ذلك قائلا: «ببساطة، يعمل الكثيرون على ادخار نقودهم عبر شراء لوحة فنية قيمة بدلا من شراء عقار أو القيام بإيداع نقودهم في البنك. سوق الفنون أضحت الوجهة الأولى بالنسبة للكثيرين».