حواس لـ «الشرق الأوسط» تمثال نفرتيتي أصلي ولن نتوقف عن المطالبة باسترجاعه

جدل حول زوجة إخناتون «المرأة الجميلة التي أقبلت»

TT

أكد الدكتور زاهي حواس، الأمين العام لهيئة الآثار المصرية، أنه لا صحة على الإطلاق لادعاءات السويسري هنري ستيرلين، المتخصص في تاريخ الفن، أن تمثال نفرتيتي النصفي المعروض في أحد متاحف برلين نسخة غير أصلية. وقال لا توجد أي أدلة تثبت هذه الادعاءات. وأشار إلى أن المدعو ستيرلين، غير أثري، أي انه لم يعمل من قبل في الآثار أو الحفريات، وأكد حواس، أن تمثال نفرتيتي أصلي يعود لـ3400 سنة من اكتشاف العالم الألماني لودفيغ بورشارت عام 1912. والملكة نفرتيتي التى يعنى أسمها «المرأة الجميلة قد أقبلت»، هي زوجة الملك أمنحوتب الرابع (الذي أصبح لاحقا إخناتون)، فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون. ونفرتيتي كانت إحدى أقوى النساء في مصر القديمة، وقد عثر على قبرها بالقرب من قبر الملك توت عنخ آمون، ابن زوجها «إخناتون»، الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. ويعتبر تمثال نفرتيتي النصفي قطعة فنية لا تقدر بثمن، ويجذب كل عام حوالي نصف مليون زائر في المتحف المصري ببرلين. وأضاف زاهي حواس، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أن ستيرلين يقول إن التمثال غير أصلي لأن إحدى عيني التمثال مطمسة، أي أن نفرتيتي بعين واحدة، إلا أنه نسي أن التمثال من فترة فن العمارنة، أي أن الفنان في هذه الفترة كان يلجأ إلى الأساليب والمدارس غير التقليدية في التعبير الفني خلال فترة عصر الفرعون إخناتون، وكانت تعتمد أيضا على الواقعية في الفن وفي العلاقات الإنسانية أيضا، وقد كانت فيما سبق، تميل إلى المبالغة والغرابة، ثم أصبحت أقل صرامة إلى حد ما، وفي فترة لاحقة تميزت بالملامح المتسقة. وكان فن العمارنة فنا فريدا من نوعه، حيث كان يميل إلى الواقعية، مع بعض المبالغة، ونجح في تصوير العلاقة الحميمة، بين أفراد العائلة المالكة. وأشار حواس إلى أن أغلب علماء الآثار يؤكدون أصلية تمثال نفرتيتي، وأن ما ذهب إليه ستيرلين، هو ضرب من الخيال. وقال إنه يعمل حاليا على إثبات أدلة تشير إلى أن التمثال خرج من مصر عام 1912 بطريقة غير قانونية، للمطالبة بعودته إلى مصر. ويقول ستيرلين، وهو صاحب أكثر من عشرة دراسات حول مصر والشرق الأوسط، في كتاب صدر للتو: إن التمثال النصفي المعروض في برلين أنجز بطلب من عالم الآثار لودفيغ بورشارت في مكان الحفريات، على يد فنان يدعى جيرارد ماركس.

وأوضح ستيرلين لوكالة «فرانس برس»: «يرجح أكثر فأكثر ألا يكون التمثال النصفي هو الأصلي». وأضاف ستيرلين: إنه في السادس من ديسمبر 1912 أعجب أمير ألماني بنسخة التمثال النصفي ظنا منه أنه الأصلي، موضحا أن عالم الآثار «لم يتجرأ على مخالفة» ضيفه. وأوضح ستيرلين، الذي عمل على هذا الموضوع لمدة 25 عاما، أنه استند في خلاصاته إلى عدة عوامل. وشـدد على استحالة التأكد علميا من تاريخ إنجاز التمثال النصفي، لأنه صنع من الحجارة المكسوة بالجص. وأوضح أن «الصبغة التي تمكن تحديد تاريخها قديمة فعلا». وكانت لنفرتيتي، وهي تنتمي للأسرة الـثامنة عشر قبل الميلاد في مصر الفرعونية، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، منزلة رفيعة أثناء فترة حكم زوجها الفرعون أمنحتب الرابع، المعروف باسم «إخناتون»، ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية، كما تم تشويه صورها بعد وفاتها. ويعود الفضل في اكتشاف التمثال الرائع للملكة الفرعونية، إلى علماء الآثار الألمان الذين عثروا عليه أثناء حفريات أجريت في عام 1912 في منطقة «تل العمارنة»، وتم الاحتفاظ بهذا التمثال في متحف برلين بعد ترميمه. والتمثال الموجود في برلين لنفرتيتي هو تمثال نصفى، يتجاوز عمره 3300 عام، وهو تمثال ملون مصنوع من الحجر الجيري والجص، حيث يصور بدقة مفاتن امرأة رائعة الجمال، بوجه جذاب، وعنق طويل، وأنف دقيق، ووجنتين بارزتين، ترتدي غطاء رأس فريد مخروطي الشكل، وكان ذلك هو ما منحها لقب (جميلة جمال أتون).