يهودية وفلسطينية في مسابقة «يوروفيجين» في موسكو

مع أغنية «لا بد من وجود سبيل آخر» بالعربية والعبرية

نوا الإسرائيلية اليهودية اليمنية الأصل مع ميرا عوض العربية الإسرائيلية
TT

غنت الإسرائيلية نوا مع ستيفي واندر وستينغ وسانتانا، لكنها ستظهر خلال مسابقة «يوروفيجين» المقبلة للأغنية إلى جانب صديقتها العربية الإسرائيلية ميرا لنشر رسالة مشتركة هي التعايش السلمي في الشرق الأوسط.

وتقول نوا، واسمها الأصلي احينوعام نيني، لوكالة الصحافة الفرنسية «أرفض أن أصدق أن السبيل الوحيد المتاح هو العنف والتطرف واليأس». وتضيف الفنانة اليهودية ذات الأصول اليمنية «لا يرغب بعضنا في تصديق أن هذا ما سيكون عليه مستقبل المنطقة».

وترى ميرا عوض، وهي مسيحية من عرب إسرائيل «نحن مجنونتان ربما (...) غير أننا لسنا ساذجتين. لا نظن أغنيتنا ستجلب السلام إلى الشرق الأوسط. غير أننا نؤمن بالرسالة التي تحملها».

وتتمنى عوض أن «تحرك الأغنية أكبر عدد ممكن من القلوب والعقول». واختيرت المرأتان لتمثيل إسرائيل خلال الدورة الرابعة والخمسين لمسابقة «يوروفيجين»، التي تنطلق غدا في موسكو.

وتدعو أغنيتهما التي تحمل عنوان «لا بد من وجود سبيل آخر» بالعبرية والعربية والانجليزية، إلى التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويرد فيها «عندما أبكي، أبكي بالنيابة عنا نحن الاثنتين. لا عنوان لعذابي. وعندما أذرف الدمع، أذرفه من أجل هذه السماء التي لا تعرف الرحمة وأقول: لا بد من وجود سبيل آخر».

ولدت نوا في تل أبيب، في عام 1969 ونشأت في نيويورك، وهي تناضل لإحلال السلام منذ أنهت خدمتها العسكرية في إسرائيل.

وكانت شاركت في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1995 في تظاهرة تل أبيب السلمية التي اغتال على إثرها يهودي متطرف مناهض للسلام مع الفلسطينيين، رئيس الوزراء السابق إسحق رابين.

وفي عام 2001، أدت نوا، بالاشتراك مع المغني الجزائري الشاب خالد، أغنية جون لينون الشهيرة «ايمادجين» بالعبرية والانجليزية والعربية، خلال حفل في نيويورك.

أما ميرا عوض فرأت النور في عام 1975 في الرامة في الجليل، لأب فلسطيني وأم بلغارية. وميرا ممثلة ومغنية ومدافعة عن حقوق عرب إسرائيل المدنية.

وخارج نطاق الفن، تجمع الصداقة بين المرأتين المعتادتين على الغناء معا. وتدعمان معا حركة «صوت واحد» التي تبحث عن حل بالتفاوض، يفضي إلى إقامة دولتين وينهي الصراع العربي الإسرائيلي.

وتقول نوا بحسرة «أظن هذه المنطقة تغرق رويدا في شيء من اليأس، ذلك أن أمورا عدة حدثت، وتمت إضاعة فرص كثيرة لتحقيق السلام». وترى نوا أنه يجب اغتنام «كل فرصة ممكنة لكي ننهض ونقول ما نرغب فيه أمام الملايين». غير أن مبادرتهما تثير الانتقادات. فندد بعض الفنانين من عرب إسرائيل في عريضة وقعوها «مبادرة دعائية أعدتها الحكومة الإسرائيلية» بهدف شرعنة التمييز الذي يعانيه عرب إسرائيل.

وترى ميرا أن سبب الانتقادات الموجهة إليهما هو «إعلان مشاركتهما في مسابقة «يوروفيجين» أتى في توقيت سيئ جدا، ذلك أنه تزامن مع حرب غزة» التي حصدت 1400 قتيل فلسطيني، في يناير (كانون الثاني).

وتضيف «نحن لا نشير إلى وضع قائم وإنما إلى ما نطمح إليه، وإلى ما نستطيع تحقيقه، في حال بذلنا بعض الجهد». وتضيف الشابة التي ستغدو أول عربية تمثل دولة إسرائيل في «يوروفيجين» «أنا إسرائيلية أيضا، وقد ولدت في إسرائيل، وأجد من الطبيعي أن أمثل بلدي، حيث أقيم».