بيروت تحتفل بزهرة المدائن عاصمة للثقافة العربية

في اتفاق عربي على أن يقام الاحتفال بالقدس في عواصم عربية مختلفة

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الثقافة اللبناني تمام سلام في العاصمة اللبنانية حول الاحتفالات التي ستقام بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 («الشرق الأوسط»)
TT

قرر العرب أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي في وجه القرار الإسرائيلي بمنع الفلسطينيين من الاحتفال بـ«القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009». ورغم أن الفلسطينيين حاولوا جهدهم كسر هذا التعنت الإسرائيلي فإن كل المحاولات باءت بالفشل، وذهبت البرامج التي تم التحضير لها في فلسطين أدراج الرياح. وفي المقابل برز اتفاق عربي على أن يستعاض عن الاحتفال المقدسي، باحتفالات عربية يعلن عنها في العواصم. وهكذا بدأت الإعلانات تتوالى، والبرامج تحضَّر في الجزائر كما في دمشق وبيروت وعواصم عربية عديدة أخرى. وعقد وزير الثقافة اللبناني تمام سلام مؤتمرا صحافيا في العاصمة اللبنانية يوم أول من أمس، بحضور السفير الفلسطيني عباس زكي، أعلن خلاله عن البرنامج اللبناني للاحتفال بالقدس. وقال الوزير سلام: «إن احتفالنا في إطار القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 والتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية أكبر دليل على التواصل مع أهلنا وإخوتنا المقدسيين والفلسطينيين لدعمهم ومؤازرتهم في صمودهم ونضالهم في مواجهه المحتل الغاصب، والعدو الشرس الذي يقوم باستكمال مستلزمات النظام العنصري مؤسسا على استعداء كل من حوله».

وتم الإعلان خلال هذا المؤتمر عن برنامج وزارة الثقافة اللبنانية الذي يتضمن نشاطات ثقافية من وحي المناسبة، ومنها: ندوة بعنوان «القدس وتراثها الثقافي في إطار الحوار الإسلامي ـ المسيحي» و محاضرة بعنوان «المزاعم والادعاءات الصهيونية ومخاطر تهويد القدس». كما ستنظم أمسية شعرية حول فلسطين، ويقام معرض لرسوم وصور فوتوغرافية التقطها أطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهناك أسبوع سينمائي لبناني بعنوان «فلسطين والقضية الفلسطينية في السينما اللبنانية» تعرض خلاله 7 أفلام روائية طويلة و7 أفلام وثائقية. ويتضمن البرنامج كذلك معرضا لصور فوتوغرافية قديمة لمدينة القدس (1890 ـ 1940)، ومعرضا لفنانين تشكيليين فلسطينيين تحت عنوان «صنع في فلسطين» يتم نقله من ولاية هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية إلى بيروت. وهناك معرض ثالث لرسوم معتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وعلى البرنامج عروض فلكلورية تراثية فلسطينية، وسيوضع شعار «القدس عاصمة ثقافية عربية لعام 2009» على مطبوعات ومراسلات وزارة الثقافة. ويصدر طابع بريدي عن مدينة القدس، كما يطلق اسم القدس على إحدى الساحات أو الميادين في لبنان (حيث إن مؤتمر وزراء الثقافة العرب اتخذ قرارا بإطلاق اسم «القدس» على إحدى الساحات أو أحد الميادين في كل عاصمة عربية)، وكان قد سبق لبلدية بيروت أن أطلقت اسم «القدس» على إحدى الساحات في منطقة ميناء الحصن مقابل فندق «الفنيسيا». كما يستضيف لبنان بهذه المناسبة أسبوعا ثقافيا فلسطينيا تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية, ويتضمن أمسيات شعرية وفنية وغنائية وندوات ومعارض صور ولوحات فنية وعروضا لفرقة فنون شعبية فلسطينية. كما يشارك لبنان في احتفالية معهد العالم العربي في باريس من خلال معرض متميز يتضمن مجسمات لمدينة القدس تبرز معالمها الحضارية والروحية وتبين مخاطر تهويدها، كما تعرض في باريس بهذه المناسبة مجموعة من 7 أفلام سينمائية لبنانية مترجمة إلى الفرنسية تتناول القضية الفلسطينية.

وقال وزير الثقافة اللبناني تمام سلام: «إن قرار العدو الإسرائيلي إلغاء انطلاقة احتفالية (القدس عاصمة الثقافة العربية) للعام الحالي في القدس والناصرة، وممارساته العنيفة ضد المشاركين، لن يحقق أهدافه، لأن لمدينة القدس أبعادها الدينية والحضارية في ثقافة العرب والمسلمين، وهذه الأبعاد تبقى عصيّة على طمس هويتها رغم الظروف الصعبة التي يتعرض لها أصحاب الأرض الأصليون».