28 رئيس دولة سابقا أول ساكني مدينة الملك عبد الله الاقتصادية

تهافتوا على شراء الأحذية الشعبية.. واختاروا خيام القهوة العربية للاستراحة

فلل أزميرالدا بمنطقة المنتجعات في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية («الشرق الأوسط»)
TT

قص 28 رئيس دولة سابقا شريط السكن في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ بسكنهم عدة أيام خلال انعقاد أعمال مجلس التفاهم العالمي في دورته السابعة والعشرين الذي استهل أعماله في المدينة الأحد الماضي وختمه الأربعاء.

واستمرت مدة إقامة الحضور4 أيام متتالية في برج الشاطئ الواقع بمنطقة البيلسان، الذي قام أحد فنادق فئة الخمسة نجوم بتشغيل البرج كاملا أثناء فترة إقامة الضيوف، إلى جانب تجهيز مناطق سكنية في المدينة الصناعية بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية لإقامة الجهات المشاركة في تنظيم الملتقى من ضمنها رجال الأمن والسائقون.

واعتبر فهد الرشيد، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن خطوة إقامة الضيوف على أرض مدينة الملك عبد الله الاقتصادية من أهم العلامات البارزة التي أضيفت للمدينة، لا سيما وأنهم يعدون أول الساكنين فيها.

وقال «كانت الجهود التي بذلتها المدينة محل تقدير كافة أعضاء مجلس التفاهم العالمي الذين أشادوا بحسن التنظيم وكرم الضيافة، ما جعل الكثيرين منهم يوجهون عبارات الثناء والإعجاب لما شاهدوه على أرض الواقع من إنجازات جعلت من المدينة الاقتصادية وجهة عالمية». وعندما يكون الحديث عن مجلس التفاهم الذي عقد في المدينة الاقتصادية لا يمكن إغفال القرية التراثية التي شهدت اقبالا كبيرا من الرؤساء والحضور، حيث كانت القرية التراثية التي شارك بها مركز الحرفيين التابع لمدينة بريدة محطة استراحة لرؤساء الدول السابقين والمشاركين في الملتقى بعد عناء مباحثات جلساتهم اليومية.

وبات معظمهم يتجهون مباشرة عقب صلاة العصر إلى خيام القهوة العربية لاحتسائها مع تناول مختلف المأكولات السعودية التراثية مثل الكليجا وأنواع التمور بهدف تبادل الأحاديث الجانبية لمدة زمنية تتجاوز ربع الساعة وسط أجواء تراثية أصيلة.

ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل إنهم تهافتوا على شراء الأحذية الشعبية المنقوشة والمصنوعة بشكل يدوي من جلود الإبل والغنم، إضافة إلى مختلف القطع النحاسية والنسيجية والخوص التي كانت معروضة بالقرية التراثية، إذ بلغ حجم المبيعات التي حققها مركز الحرفيين خلال ثلاثة أيام نحو 9 آلاف ريال.

وذكر عبد الرحمن صالح اليحيى، مشرف مركز الحرفيين الذي يمتلك نحو 3 متاحف في مدينة بريدة جرّاء ممارسته لهواية جمع التراث على مدار 35 عاما، أن مشاركتهم بالقرية التراثية كانت بناء على طلب منظمي الملتقى أنفسهم، مؤكدا أن مردود المبيعات عائد للمركز ومنسوبيه، إلى جانب حصولهم على مكافآت مقابل مشاركتهم في الملتقى.

وقال اليحيى لـ«الشرق الأوسط» تتكون القرية من نحو7 خيام تضم مختلف الحرف اليدوية مثل النحّاس والخرّاز والنسيج والخوص، إلى جانب خيام جلسات القهوة العربية التي تحوي أشهر البهارات المستخدمة في إعداد القهوة كالهيل وغيره، إضافة إلى الكليجا القصيمية وأنواع التمور المختلفة كالسكري والبرحي وغيرها.

وأشار إلى أن مبيعاتهم خلال أيام الملتقى الثلاثة بلغت نحو 3 آلاف ريال في اليوم الواحد، وذلك بمعدل بيع ما بين 20 إلى 25 قطعة يوميا، وأضاف تعد الأحذية الشعبية والقطع النحاسية الصغيرة من أكثر المنتجات التي تم بيعها في ملتقى التفاهم العالمي التي تتراوح أسعارها ما بين 70 إلى 300 ريال، لافتا إلى أن عدد المشاركين في القرية التراثية 8 رجال و7 سيدات جميعهم من مدينة بريدة وتتراوح أعمارهم ما بين 65 و75 عاما.

وأوضح المشرف على مركز الحرفيين أن نحو أربع سيدات يعملن في النسيج، إضافة إلى ثلاث أخريات في زينة الورود والفل والحنّاء، غير أن الأخيرة لم تحقق مبيعات كثيرة باعتبار أن معظم الشخصيات المشاركة في الملتقى هم من الرجال.

وتحوي الخيام التي شارك بها المركز في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية عددا من المنتجات اليدوية التراثية والمتضمنة الأبواب الخشبية المنقوشة ذات الطراز القديم وأكثر من ثمانية أنواع من الأحذية القديمة بمختلف مقاساتها ومنفاخ الهواء ودلاء الآبار وقرب الماء والسقايات المستخدمة في خض اللبن والحقائب والخروج القديمة.

وبالحديث عن المدينة الاقتصادية، والزيارة الأخيرة لا يمكن المرور على ما وصلت إليه المدينة من تطور مرور الكرام، حيث شهدت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية تطورات متسارعة في عمليات البناء وتنفيذ مشاريع البنية التحتية والمباني والطرق والخدمات، ضمن المرحلة الأولى خلال عام 2008 التي ستنتهي في عام 2010 م وتهدف إلى تطوير 17 مليون متر مربع، إضافة إلى 30 كم من الطرق الرئيسية، إذ سيتم بدء تسليم الأراضي للمستثمرين خلال الشهر الحالي بعد أن تمت أعمال الردم والقطع لتسوية الأرض في الوادي الصناعي، بمساحة 7.5 مليون متر مربع وبقيمة 80 مليون ريال، والانتهاء من تنفيذ أعمال الإنشاء والتشطيب لمجمع المرافق العامة في نفس المنطقة مقابل 106 ملايين ريال.

وسجلت اتفاقيات وعقود مشاريع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية زيادة كبيرة وصلت نسبتها إلى نحو 88 في المائة، إذ بلغت قيمتها الإجمالية نحو 4.9 مليار ريال في ظل تضاعف عدد تلك الاتفاقيات والاستشارات الهندسية بنسبة 226 في المائة، إضافة إلى ارتفاع عدد المهندسين والفنيين والعاملين في المدينة إلى 13500 مهندس بزيادة بلغت 170 في المائة، ما أدى إلى زيادة المبيعات بنسبة 400 في المائة ليصل حجمها إلى نحو 2 مليار ريال وذلك مقارنة بعام 2007.

وحول المناطق السكنية بالمدينة، انتهت شركة إعمار المدينة الاقتصادية التي تعمل على تطوير وتنفيذ مدينة الملك عبد الله الاقتصادية من إنشاء الهياكل الإسمنتية لـ6 أبراج سكنية، وبدأت في أعمال التشطيب بقيمة 749 مليون ريال بقرية البيلسان وتطوير 16 قطعة أرض فيها لتطويرها مرة أخرى من قبل مطورين آخرين، إلى جانب البدء في إنشاء الهياكل الإسمنتية لـ8 أبراج في منطقة البوليفارد بقيمة 500 مليون ريال. كما تم البدء في تنفيذ مجموعة من فلل «بريديرا» و«تاون هاوس» في ضاحية أزميرالدا، بقيمة 325 مليون ريال، وتنفيذ ملاعب الجولف الخضراء وشبكة الري وشبكة الطرق الداخلية والبنية التحتية بقيمة 741 مليون ريال.

وبدأت الشركة تنفيذ خمسة مبان في مجمع الأعمال بقرية البيلسان التي وصلت قيمتها الإجمالية إلى 800 مليون ريال، من ضمنها مكاتب الهيئة العامة للاستثمار ومكاتب شركة إعمار المدينة الاقتصادية.

وقد نفّذت 3 مداخل رئيسية للمدينة تربطها بالطريق السريع (جدة ـ المدينة المنورة)، إذ تم الانتهاء من الطريق الرئيسي بين البوابة الرئيسية وقرية البيلسان بطول 15 كيلومترا الذي بلغت قيمته نحو 129 مليون ريال، إضافة إلى الاستمرار في تنفيذ الطريق الساحلي الممتد بطول 13كم، وأعمال البنية التحتية الخاصة به بقيمة 477 مليون ريال.

وبدأت شركة اعمار المدينة الاقتصادية بإنشاء جسرين من مجموع 4 جسور معتمدة في المرحلة الأولى، والبدء في إنشاء أعمال الحفر لقنوات مائية جديدة بطول 1500م وبقيمة 250 مليون ريال، إلى جانب الاتفاق مع الشركات المتخصصة لإنشاء محطة التحلية للمياه بطاقة إجمالية تبلغ نحو80 ألف متر مكعب، ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بطاقة إنتاجية تصل إلى 30 ألف متر مكعب يومياً، وذلك بقيمة 200مليون ريال ، عدا عن توقيع عقد لتوفير وإمداد الكهرباء مؤقتاً، وعقد آخر لبناء محطة التبريد المركزي باستثمارات تصل إلى 650 مليون ريال.

وانتهت أعمال التصميم للميناء البحري، بالتعاون مع شركة موانئ دبي وشركة هالكرو وإعمار المدينة الاقتصادية بعد توقيع مذكرة تفاهم مع موانئ دبي لتشغيل الميناء، إلى جانب ترسية عقد تنفيذ البنية التحتية وتشغيل شبكة المعلومات المتعددة الأغراض لمشروع (إثراء– المدينة الذكية)، بقيمة 320 مليون ريال على شركة اريكسون، لتنضم إلى شركات (سيسكو) و(أورنج بيزنس) بهدف المساهمة في تطوير مبادرة المدينة الذكية. وبدأت أعمال تنفيذ وبناء أول فندق في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الذي سيكون جاهزا بحلول عام 2010، إذ بلغت تكلفته نحو 240 مليون ريال، خاصة أن الشركة وقعت مذكرات تفاهم مع شركة «كارلتون ريتز» وشركة «كابري كابيتال بارتنرز» بجانب اتفاقية مع «سراج كابيتال» لتأسيس أول فندق في مدينة الصناعات المتكاملة بالمدينة الاقتصادية.

وفيما يخص برنامج المسؤولية الاجتماعية، اتخذت شركة إعمار المدينة الاقتصادية عدة خطوات من أجل تدريب وتأهيل الشباب السعودي لمجالات العمل المختلفة في المدن الاقتصادية، من ضمنها إطلاق مشروع مدينة كادر القائم على إعداد برنامج لتدريب وتطوير الشباب والفتيات من أهالي محافظة رابغ والمناطق المجاورة في مجالات وتخصصات متعددة، إذ تم البدء في هذا البرنامج بشكل تجريبي وذلك بتدريب الدفعة الأولى المكوّنة من 15 شابا وشابة بالتعاون مع شركة كادر المتكفلة بجميع تكاليف تدريب الكوادر السعودية، غير أن برنامج التدريب سيبدأ فعليا خلال الأشهر المقبلة.