جوني هوليداي يعطل حركة المرور في «كان»

المخرج الإيراني بهمن قبادي يتناول في «القطط الفارسية» تمرد الشباب الإيراني

النجم الفرنسي جوني هوليداي يتوسط طاقم الفيلم (رويترز)
TT

أحدث النجم الفرنسي الكبير جوني هوليداي حالة من الاختناقات المرورية خلال وجوده أمس (الأحد) في مدينة «كان» الفرنسية، حيث عرض فيلمه الجديد، «انتقام»، من إخراج الصينى جوني تو.

وكان هوليداي قد أعلن اعتزاله الغناء بعد أيام من الحفل الذي أقامه في شمال فرنسا وقبيل أيام من انطلاق فعاليات مهرجان «كان» السينمائي. وهو يجسد في فيلمه الجديد دور رجل فرنسي يذهب إلى مكاو من أجل الانتقام لاغتيال زوج وابنته وأطفالهما بالإضافة لتعرض ابنته إلى إصابات كبيرة جعلها شبة مقعدة. ويحفل الفيلم الجديد بأكبر عدد من مشاهد المغامرات على طريقة أفلام جوني تو المقرونة بالسخرية والتقنيات الفنية عالية الجودة، التي تمثل حالة من الخصوصية في السينما المغامراتية القادمة من هونغ كونغ.

وكان المهرجان قد شهد عرض عدد من الأفلام العربية في سوق الفيلم الدولية، من بينها فيلم «إبراهيم الأبيض»، إنتاج «غود نيوزغروب»، وإخراج مروان حامد، ومن بطولة محمود عبد العزيز وأحمد السقا وهند صبري وعمرو واكد.

كما يعرض في تظاهرة «أسبوع المخرجين» فيلم «أميركا» من إنتاج أميركي – كندي – كويتي وإخراج الفلسطينية شيرين دبيس.

كما تشهد المسابقة الرسمية للمهرجان تنافسا كبيرا من خلال عودة عدد بارز من كبار الصناع، من بينهم مخرجون كانوا قد فازوا بالسعفة الذهبية من ذي قبل وهم يفكرون في تكرار التجربة، من بينهم الدنماركى لارس فون ترير، والنيوزيلندية جين كامبيون، والبريطاني كين لوش، والأميركي كونتين تارنتينو.

هذا ويختتم المهرجان بفيلم «كوكو شانيل وإيغور سترافنسكي» عن حياة مصممة الأزياء الفرنسية كوكو شانيل.

وقدم المخرج الإيراني الكردي بهمن قبادي في تظاهرة «نظرة خاصة» في الدورة الـ62 لمهرجان «كان» السينمائي عمله الجديد «القطط الفارسية» متناولا واقع الشباب الإيراني في محاولته التمرد على منع الموسيقى في إيران منذ قيام الثورة الإسلامية.

وسبق أن حاز قبادي جائزة «الكاميرا الذهبية» في مهرجان كان عن فيلمه الأول «وقت لسكر الخيول» الذي فاز أيضا بجائزة النقد الدولي عام 2000.

ويتناول «القطط الفارسية» عالم موسيقى الشباب في طهران ومعاناة صانعيه في فن ينمو وينتشر في شكل سري أو في الأماكن المنعزلة لعدم جذب انتباه الشرطة. فالمنع لم ينجح في القضاء على وجود الموسيقى أو تعطش الشباب العاملين في مجالها للتعبير عن أنفسهم.

وتستند أحداث الفيلم إلى قصة واقعية لشابين يهويان الموسيقى ويمارسانها، مما يؤدي إلى دخولهما السجن. ولدى خروجهما يقرران السفر لإحياء حفلات في الخارج ويصممان على تأليف فرقة ويقرران إحياء حفلة سرية بهدف تمويل سفرهما.

ويتابع المخرج في سيناريو الفيلم نشاط هذين الشابين في بحثهما عن أعضاء للفرقة، ويتصاعد نبض الفيلم على وتيرة نمو أملهما ثم فقدانهما هذا الأمل الذي يرادف الحياة. ويلقي المخرج نظرة سوداء على واقع الشباب الإيراني، الذي يعاني القمع والمنع والضغط والبطالة وصولا إلى اليأس، وهي نظرة توجه انتقادا شديدا إلى النظام وتتهمه بقمع المجتمع وخنقه.

وقال قبادي، المصمم على العيش في المنفى بعدما أظهر فيلمه القمع الذي تمارسه السلطات الإيرانية على الموسيقيين الشباب في بلاده، «لو عدت إلى إيران أنا متأكد أنهم لن يسمحوا لي بتصوير الأفلام»، كما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكان قبادي صور في أعماله الأربعة السابقة مناطق في كردستان العراقية والإيرانية وأماكن قصية في الجبال الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية.

واللافت أن «القطط الفارسية» صور في جزء منه كسلسلة من الكليبات الموسيقية المتعاقبة والسريعة، تنضوي في مشاهد تواكب الأغاني وتلتقط مختلف جوانب الحياة في طهران عبر تفاصيل كثيرة تشير إلى امتداد المدينة وحركتها ونبضها وشوارعها وأرصفتها وأسطحها وعماراتها التي تختزن أحلام سكانها المجهضة.

ووضع قبادي سيناريو الفيلم مع صديقته روكسانا صابري (الصحافية الإيرانية الأميركية التي أخلي سبيلها أخيرا بعدما اتهمتها طهران بالتجسس وحكمت عليها بالسجن ثماني سنوات ثم خفض حكمها إلى سنتين مع وقف التنفيذ). وكان متوقعا حضورها إلى مهرجان «كان» إلا أنها لم تأت.