النجوم لا يريدون التردد على المطاعم الفاخرة فقط.. بل يفضلون امتلاكها

روبرت دي نيرو يطمح بشراء مطعمه أيام الطفولة «تافرن أون ذا غرين» في نيويورك ليضيفه إلى سلسلته من مطاعم «نوبو»

روبرت دي نيرو يمتلك 24 مطعما من سلسلة «نوبو»، كان آخرها فرع موسكو الذي افتتح الشهر الماضي (ا.ف.ب)
TT

يعلق البعض على أن النجوم إما يعملون كندل في المطاعم أو ملاك لها. بعضهم يقوم بالعمل في المطاعم كجزء من التدريب الذي يقومون به في التحضير لتصوير أفلام تدور أحداثها في المطاعم، كما قامت كاثرين زيتا جونز، قبل فترة، بالعمل كنادلة في أحد مطاعم نيويورك، لتأدية الدور بشكل جيد وعلى حقيقته، لكن ذلك تسبب لها بالإحراج بعد أن ظن بعض الزبائن أن هناك وجه شبه بينها وبين الممثلة ذاتها. وكذلك الممثل آل باتشينو، الذي قام بدور الطباخ مع ميشيل فايفر، التي كانت تعمل نادلة في فيلم «فرانكي آند جوني».

لكن زاد في الآونة الأخيرة توجه هؤلاء إلى هذا النوع من الاستثمار، أي امتلاك المطاعم. النجوم، خصوصا نجوم هوليوود، حتى من الذين لا يتمتعون بالشراهة ومعروف عنهم أنهم نباتيون، يريدون امتلاك كل ما ذاع صيته من مطاعم حتى لو كانت غير نباتية. ترى الباباراتزي (مصوري الجرائد الشعبية) واقفين في المساء خارج مطاعم لندن الشهيرة مثل مطعم «ايفي» بوسط لندن ينتظرون خروج النجوم لالتقاط صور لهم مع أصدقاء جدد خارج العلاقات الزوجية، ربما تنوه عن فضيحة ما بعد عشاء رومانسي في المكان.

إلا أن هؤلاء النجوم أصبحوا لا يريدون فقط تناول وجباتهم في هذه المطاعم، وبسبب شهرة المكان، يريدون أيضا امتلاكها. إن طموحهم بالشهرة لا حدود له. الواضح أن حصول الممثل روبرت دي نيرو على الأوسكار مرتين خلال حياته السينمائية وامتلاكه مئات الملايين من الدولارات واقترانه بأجمل النساء في حياته، غير كافية لنجوميته وشهرته العالمية. الممثل المخضرم، الذي لمع اسمه في أدوار في أفلام مثل «سائق التاكسي» وفي ثلاثية فرانسيس كوبولا (العراب)، أصبح يمتلك عشرات المطاعم في جميع أنحاء العالم، من بينها سلسلة مطاعم «نوبو» الشهيرة، بالإضافة إلى سلسلة مطاعم أخرى في منطقة مانهاتن الراقية بنيويورك.

وفي أبريل (نيسان) الماضي افتتح آخر مطاعمه، الرابع والعشرين، في موسكو من سلسلة مطاعم «نوبو». امتلاكه لمطاعم «نوبو» يرجع إلى عام 1989 عندما افتتح الطباخ الياباني ماتسوهيسا نوبو مطعمه الأول، الذي يحمل اسمه في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا. وجاء الممثل دي نيرو وطلب منه أن يفتتح مطعما شبيها في نيويورك. ورفض نوبو قائلا إنه ما زال منهمكا في مطعمه هذا ولا يوجد عنده الوقت الكافي في إدارة مطعم آخر. إلا أنه قال له أن يتصل به ثانية بعد سنوات.

وفعلا جاء إليه مرة ثانية واقترح عليه العمل معا في هذا المجال، وافتتحا معا ثلاثة مطاعم «نوبو» في مدينة نيويورك كان أولها عام 1994. ومن هناك امتد أخطبوطه إلى العديد من عواصم العالم، حتى أصبح يمتلك 24 مطعما من السلسلة نفسها، كان آخرها فرع موسكو الذي افتتح الشهر الماضي وحضر افتتاحه بنفسه مع ماتسوهيسا نوبو، وحضور شركاء، مثل منتج الأفلام مائير تيبار، وأيضا رفائيل نجل دي نيرو. المطعم يقع في منطقة فاخرة من موسكو في الطابق الرابع في بناية تقع على زاوية شارع بولشايا ديميتروفكيا وستولشنيكوف بيرولوك. وكان النجم دي نيرو قد افتتح أخيرا سلسلة مطاعم «لوكاندا فيردي» في منطقة تريبيكا بمانهاتن، إلا أنه يأمل في شراء أشهر مطاعم نيويورك وهو مطعم «تافرن أون ذا غرين» الواقع في منطقة سنترال بارك. بالنسبة للنجم فإنه يطمح لشراء هذا المطعم المفضل لديه والذي يتذكره من أيام الطفولة. ومعروف أن دي نيرو هو زبون دائم في مطاعم «تافرن أون ذا غرين»، التي ظهرت في العديد من الأفلام السينمائية مثل «وول ستريت» و«ذا أوت أوف تاونرز»، والتي تعد حاليا ثاني أضخم مطاعم في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات.

وقال النجم الشهير في تصريحات صحافية، أوردتها الوكالة الألمانية للأنباء، «لطالما كنت أحب (تافرن أون ذا غرين). أتذكر عندما كنت طفلا كنت أشاهد أفلاما يتم تصويرها داخله. يا له من مكان رائع. أعتقد أنه قد يكون مذهلا».

دي نيرو ما زال يعتبر الأنجح بين هؤلاء. كاميرون دياز، وجاستين تيمبرلانك، وحتى الشابة بريتني سبيرز، كلهم حاولوا الدخول إلى هذا النوع من الأعمال الاستثمارية. إلا أن مطعم «نيلا» في نيويورك، الذي كانت تمتلكه بريتني سبيرز، لم يستمر أكثر من خمسة اشهر، ولم يكتب له النجاح، بسبب الافتتاح في اليوم الأول الذي لم يكن موفقا وبعد تقارير حالات التسمم التي تلت افتتاحه. يقال إن هوس النجوم بامتلاك المطاعم والاستثمار في المأكولات ابتدأ في التسعينات من القرن الماضي عندما قام ثلاثي هوليوود، مشاهير أفلام الحركة (أكشن موفي)، بروس ويليس وأرنولد شوارزنيغر وسيلفيستر ستالون، بافتتاح مطعم «بلانيت هوليوود»، الذي تحمل جدران المطعم بصمات كفوفهم، وهذا ما تشاهده عندما تزور فرع المطعم في البيكاديللي بوسط لندن. وكان يأمل الثلاثة الذين افتتحوا المطعم وهم يرتدون القمصان (تي شيرت) أن تمتد فروعه إلى معظم عواصم العالم، إلا أن النجاح لم يكن حليف المشروع كما كان مخططا له. بالرغم من ذلك ما زالت سلسلة المطاعم تعتبر أنجح من بعض التجارب الأخرى للمشاهير، وأصبح هناك 18 فرعا لها، كان آخرها افتتاح منتجع «بلانيت هوليوود» في لاس فيغاس.

ومع أن معظم مطاعم المشاهير تتركز في مدينة نيويورك ولاس فيغاس، فإن بعضهم بدأ يبتعد عن المدينتين ويختار مدنا أقل أهمية وشهرة. وفي عام 2006 افتتحت ساندرا بولوك مطعم «بيس» في أوستن. ودون جونسون هو الآخر افتتح مطعم «انا مندارا» الفرنسي الفيتنامي في سان فرانسيسكو، وكذلك الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو الذي يمتلك مطعمين: الكلاسيكي الفرنسي «لو فاونتين غيليو» و«لو اكيل دي لو فاونتين». وحاولت العارضات الثلاث؛ ناعومي كامبل وإيلي ماكفيرسون وكلوديا شيفر، افتتاح مطعم «مقهى الأزياء» (كافيه فاشون) في نيويورك ولكن لم يحالف المطعم النجاح وقدرت خسارة العارضات من المشروع بحوالي 10 ملايين دولار. وقال مات هيغ، الخبير بأبحاث السوق، لصحيفة «الغارديان» من الواضح أنه «لا توجد علاقة بين الأزياء والمأكولات».

وبعد بعض التجارب الفاشلة لسلاسل المطاعم، يركز النجوم حاليا على إنجاح مطعم واحد فقط، وهذا ما قامت به أخيرا إيف لونغوريا بمطعمها الإسباني بيسو (القبلة) الذي افتتحته أخيرا في لوس أنجليس. وهناك أيضا مطعم «كلارينس» الذي يمتلكه بونو، مغني البوب الإيرلندي في فرقة «يو تو» في العاصمة دبلن، وكذلك مطعم الممثل داني ديفيتو للأسماك «بوسي كات ريلاكسر». وهناك أيضا جاكي تشان الذي يمتلك «مطبخ جاكي»، سلسلة مطاعم السوشي في دول شرق آسيا وهاواي، إضافة إلى سلسلة «مقهى جاكي تشان» في سنغافورة وماليزيا والفلبين. ورغم ثورة التسعينات في المطاعم التي يمتلكها النجوم، إلا أن الفضل يعود إلى الممثل الشهير الراحل بول نيومان. الذي بدأ هذا التوجه في الثمانينات من القرن الماضي. إذ تجد صوره عندما تزور أي سوبر ماركت على زجاجات الصلصة الفرنسية «كول هاند لوك». بدأ الممثل هذا المشروع عام 1982 مركبا مكوناته الخاصة لصلصة فرنسية تضاف إلى أطباق السلطة. إلا أن المشروع أراد منه الممثل العمل الخيري أكثر من الاستمرار، وقد تمكن من التبرع بأكثر من 250 مليون دولار منذ تأسيسه.