تحويل شارع برودواي الشهير إلى واحة للمشاة

من خلال ثورة تنظيمية لساحة «تايمز سكوير» بمدينة نيويورك

تحول برودواي، إحدى الجادات الأشد اكتظاظا بالسير في العالم، إلى منطقة للمشاة (أ.ب)
TT

فيما يعتبر تغييرا جذريا في مدينة نيويورك والمشهورة بضجيج شوارعها وازدحامها بالسيارات، تخضع ساحة «تايمز سكوير» التي تعد قلب المدينة اعتبارا من اليوم الأحد، إلى ما يشبه العملية الجراحية التنظيمية التي تحول برودواي، إحدى الجادات الأشد اكتظاظا بالسير في العالم، إلى منطقة للمشاة وذلك حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

ويعتبر هذا الإجراء خطوة أولى في ثورة ثقافية تقصى السيارات من الشارع وتسمح للمشاة بالحركة في راحة في الشارع الثاني والأربعين، وصولا إلى الشارع السابع والأربعين من برودواي.

وعلى الرغم من أن الفكرة قد طبقت سابقا في مدن كبرى عدة في العالم، غير أن حرمان سائق سيارة من بعض حقوقه في مدينة نيويورك، مسألة كبيرة جدا.

ويشرح تيم تومبكينز وهو رئيس «تحالف تايمز سكوير» الذي يضم سكان ضفتي النهر وأصحاب المحال والمطاعم في أشهر ساحات نيويورك، لوكالة «فرانس برس» أن الأمر بمثابة «تغيير جذري في ثقافة الأميركيين».

وبحسب تصنيف لمجلة «فوربز ترافيلير»، تشكل «تايمز سكوير» المكان المفضل للسياح الذين يزورون الولايات المتحدة. وتجتذب مدينة نيويورك 47 مليون زائر سنويا ينفقون فيها ثلاثين مليار دولار.

وتكثر في «تايمز سكوير» ناطحات السحاب واللافتات الإعلانية المضيئة، وهي شهيرة بكرتها المشعة التي تطلق احتفالات رأس السنة كل عام، فضلا عن أنها عاصمة المسرح الموسيقي في العالم، غير أن الساحة ضحية مجدها أيضا.

ويقول تيم تومبكينز في هذا الصدد «قبل خمسة عشر عاما كنا نتذمر من الجريمة، أما الآن فبتنا نعاني زحمة الناس».

يمر بـ«تايمز سكوير» 365 ألف شخص يوميا، نجد من بينهم سكان المنطقة والسياح فضلا عن «راعي البقر العاري» الذي يصعب عدم التنبه إليه وهو صار أحد أكثر الرجال اجتذابا لعدسات الكاميرات في العالم.

وفي محاولة للتقدم وسط الحشود، يغادر كثير من المشاة الأرصفة ويتجنبون السيارات والحافلات السياحية المفتوحة السقف وسيارات الأجرة الصفراء، لتتسبب الفوضى العارمة بشلل الحي في حالات كثيرة، فضلا عن تكاثر الحوادث.

ويدرك رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ صعوبة فرض تغييرات على مدينة بارزة الشخصية إلى هذا الحد، غير أنه يؤكد رغبته في تحويل نيويورك إلى مدينة «خضراء» من طريق التعاون مع المشرفة على النقل في البلدية، جانيت صادق خان.

واستوحت صادق خان أفكارها مما يجري في الخارج لا سيما في كوبنهاغن، وهي مسقط رأس مستشارها يان غيل.

واقترحت صادق خان سياسة تدريجية طبقت أولى خطواتها في حي تشيلسي (جنوب غربي مانهاتن) على أن تمر بمعمودية النار في «تايمز سكوير». وتقول صادق خان في هذا الشأن «هذا أمر جيد بالنسبة إلى حركة السير والمحال وأظنه سيكون مسليا في النهاية».

وبحسب المدافعين عن المشروع، يمكن للسيارات سلوك الجادة السابعة (التي تمر أيضا بـ«تايمز سكوير») أو شوارع أخرى. والمفارقة في القانون هذا أنه يعتمد، من أجل تخفيف كثافة السيارات، على تضييق الطرق عوضا من توسيعها.

ويترجم هذا التغيير في مرحلة أولى من خلال تحويل وجهة السير، فضلا عن وضع بضع طاولات وكراس في تصرف المارة.

ومن المتوقع تنظيم بعض النشاطات الخاصة خلال فصل الصيف كمثل بث حفل توزيع جوائز «توني اواردز» المسرحية الذي يجري في صالة «راديو سيتي» القريبة من الساحة، على شاشة عملاقة في السابع من يونيو (حزيران). فضلا عن إعطاء درس يوغا جماعي، فجر الحادي والعشرين من (حزيران) يونيو بحلول موسم الصيف.

وينتظر ركاب الدراجات الهوائية تطبيق هذه التغييرات بفارغ الصبر، على أن يغلق جزء إضافي من برودواي يقع جنوبا، بين الشارعين الثالث والثلاثين والخامس والثلاثين.

ويختتم تيم تومبكينز حديثه بالقول «في حال نجح مشروعنا على مستوى حركة السير، فإن حلمنا سيكتمل من خلال ابتكار مساحة عامة من الدرجة الأولى على مستوى العالم».