أفلام كردية وثائقية تشارك لأول مرة في مهرجان فرنسي

تعالج الجوانب السلبية والإيجابية في المجتمع الكردي

مشهد من فيلم «العبوة البلاستيكية («الشرق الأوسط»)
TT

أقيم في مدينة «ليبي كوي باريس بلازا» الفرنسية مؤخرا مهرجان «فيكرا» السادس عشر للأفلام الوثائقية بمشاركة 97 فيلما لكبار المخرجين والمنتجين من 16 دولة في العالم، ولعل الحدث الأهم في هذا المهرجان الذي يقام سنويا بإحدى المدن الفرنسية هو مشاركة ثلاثة أفلام وثائقية كردية، وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان، بحضور عدد كبير من نجوم السينما العالميين وسط اهتمام كبير من الأوساط الإعلامية والرسمية الفرنسية.

ويقول أحمد محمود مخرج أحد الأفلام الكردية الثلاثة المشاركة في المهرجان: «إن مجرد مشاركة الأفلام الكردية وللمرة الأولى في مثل مهرجان عالمي كبير كهذا يعني بالنسبة لنا الشيء الكثير، فالأفلام الثلاثة هي من إنتاج المعهد الكردي ـ الفرنسي للفنون، والذي يتخذ من مدينة السليمانية مقرا له، بالتعاون مع جهات إعلامية عديدة في إقليم كردستان العراق».

وأكد محمود في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الأفلام الكردية التي كانت تتمحور مواضيعها حول مشاهد من واقع الحياة اليومية والظواهر الاجتماعية البالية في المجتمع الكردستاني، استقطبت خلال العرض اهتمام النقاد والمخرجين والأوساط الإعلامية الفرنسية والعربية والعالمية، التي كثفت اهتمامها الإعلامي بالأفلام من خلال اللقاءات والندوات التي نظمت لأعضاء الوفد الكردي، الذي ضم المخرجين أحمد محمود ومريوان رؤوف، بالإضافة إلى بودوان كوين المشرف على المعهد الكردي ـ الفرنسي ومدير فرع منظمة التردوك الفرنسية في السليمانية وأستاذ السينما في إحدى الجامعات الفرنسية.

ويوضح محمود أن الفيلم الأول الذي يحمل اسم «الأمن الأحمر» نسبة إلى مبنى جهاز الأمن القمعي المطلي باللون الأحمر، الذي كان قائما في عهد النظام السابق بمدينة السليمانية، ويقول: «إن فكرة الفيلم تعالج قصة مواطن كردي بريء يقع ضحية لممارسات جلادي ذلك الجهاز التعسفي الظالم، فيصبح عقيما جراء عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرض لها».

أما الفيلم الثاني والذي يحمل اسمح «حبسة » فيحكي قصة سيدة كردية تقع فريسة لبعض العادات والتقاليد الاجتماعية البالية التي ما برحت سائدة في بعض أجزاء ومناطق كردستان. ويقول أحمد محمود الذي أخرج هذا الفيلم مع المخرجة الشابة شوخان محمود: «إن قصة الفيلم تتناول إحدى الحالات الشاذة في المجتمع الكردي والمتمثلة في معاقبة بطلة الفيلم السيدة حبسة من قبل ذويها بقطع أنفها، لمجرد الاشتباه بأن لها علاقة غرامية بأحد الشباب في منطقتها، كما يتطرق الفيلم إلى حالات مماثلة تتعرض فيها الفتيات والنسوة إلى قطع الأنوف والآذان كعقوبات لهن من قبل ذويهن على حالات تعتبرها التقاليد العشائرية البالية عارا وخزيا، وكيفية تصدي المجتمع الكردي والجيل الجديد لمثل تلك الممارسات البعيدة تماما عن الخلقيات الإنسانية».

ويقول مريوان رؤوف مخرج الفيلم الثالث «دبه ـ العبوة البلاستيكية»: «إن قصة الفيلم تعالج جانبا من كفاح بعض الفئات البائسة في المجتمع من أجل الحصول على لقمة العيش، ومنها بائعو العبوات البلاستيكية الذين يقومون طوال ساعات النهار بجمع العبوات المستهلكة التي تستورد من إيران وهي مملوءة بالوقود، وإعادة بيعها إلى إيران عبر وسطاء وبأسعار زهيدة جدا بالكاد تسد رمقهم».

ويؤكد المخرج محمود أن أطرف ما شاهده الوفد الكردي المشارك في المهرجان من قبيل الصدفة البحتة، هو التقاؤهم بمجموعة من اللاجئين الكرد غير الشرعيين في إحدى الغابات بالقرب من مدينة كاليه الحدودية مع هولندا، في أثناء زيارتهم لتلك المنطقة، واطلاعهم على معيشة أولئك اللاجئين القاسية ومعاناتهم في انتظار فرصة الحصول على الإقامة في فرنسا أو الرحيل إلى دولة أوروبية أخرى، موضحا أن تلك المشاهد المثيرة ولدت لدى المعهد الكردي الفرنسي رغبة في إنتاج فيلم وثائقي عن أوضاع أولئك اللاجئين.