«بيغ بن».. أشهر جرس في العالم

يطفئ شمعته السنوية الـ150

الساعة في موقعها المميز ببرج مبنى البرلمان الذي يعد أشهر المعالم المعمارية في بريطانيا والعالم (إ.ب.أ)
TT

لعله أشهر جرس في العالم.

إنه «بيغ بن» الذي اعتاد سماع دقاته كل من استمع في يوم من الأيام إلى نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية في أقاصي الأرض، ناهيك عن من شاهده عن قرب أو قرأ عنه. «بيغ بن» صنع قبل 150 سنة. وبالتالي، سيحظى هذا العام باحتفالات تكريمية خاصة تليق بمكانته.

بخلاف ما يظنه البعض، هذا الاسم هو اسم جرس الساعة المطلة على لندن من ارتفاع 96 م من موقعها المميز في برج مبنى البرلمان الذي يعد أشهر المعالم المعمارية في بريطانيا والعالم، مع العلم أن البعض يتصور خطأ أن الاسم عائد إلى البرج نفسه. كما أن الساعة نفسها تعد أكبر ساعة رباعية الأوجه في العالم.

يبلغ وزن الجرس الشهير 13 طنا، وقد صب في شركة «وايتشابل فاوندري كومباني» بشرق لندن، وهي الشركة نفسها التي صنعت أيضا «جرس الحرية» الشهير في الولايات المتحدة، الموجود في مدينة فيلادلفيا، وكثيرا من أجراس كبريات الكاتدرائيات الكبرى العريقة. وفي بريطانيا، هو واحد من ثلاثة أجراس تحمل أسماء تحظى بشهرة واسعة، على الأقل في بريطانيا، أما الآخران فهما «غريت بول» في كاتدرائية القديس بولس (سانت بول) بلندن، و«غريت توم» في كلية كرايست تشيرتش بجامعة أوكسفورد. أما عن مصدر اسم «بيغ بن» فإنه مسألة غير محسومة. وثمة من يقول إنه اعتمد تكريما للسير بنجامين هول، البرلماني الذي أشرف على مشروعه، أو بطل الملاكمة في حينه بنجامين كونت.

ومما يقوله ألان هيوز، من الشركة الصانعة، عنه: «عندما تسمع دقات بيغ بن، فإنك تعرف فورا أنها حقا دقات بيغ بن.. وليس أي جرس آخر». ويتابع أن «صوته فريد، لأن فيه فسخا بسيطا»، مضيفا أن «أول جرس صنع للبرج، في مكان آخر، اكتشف فيه تفسخ كبير إلى درجة اتخاذ قرار بالتخلي عنها وصهره عام 1858، وبالتالي أمكن صب الجرس الجديد بتكلفة أقل بكثير مما كان سيتكلف». والحقيقة أن الجرس الأول صبته شركة «جون وارنر آند صنز» يوم 6 أغسطس (آب) عام 1856 في مدينة ستوكتون أون تيز، بشمال شرقي إنجلترا، وبلغ وزنه 16 طنا، لكنه لم يحمل اسما.

وشرح هيوز أن التكلفة الأصلية كانت ستكون في حدود الـ4757 دولارا أميركيا (2401 جنيه)، ولكن مادة الجرس جاءت كمعدن خردة لا يزيد سعره عن 1800 جنيه، وبالتالي كان هناك فارق 572 جنيها، هو قيمة التكلفة الفعلية لصب «بيغ بن». أما عن الشركة الصانعة، فيقول هيوز إن «وايتشابل فاوندري كومباني» شركة عائلية ما زالت تحتل المرافق التي أعيد تشييدها عام 1570 بعد حريق لندن المدمر، وإن أحد المؤرخين المحققين الذين درسوا قبل 40 سنة تاريخ الشركة، أعادوا تأسيسها إلى عام 1420. قبل أن يقول: «مع هذا، لم يثر فينا الرقم 1420 الكثير، فحتى مع 1570 نحن نعتبر أقدم شركة صناعية في بريطانيا».