معرض لوسائل تقنية متقدمة لمحاربة الإرهاب

ممثل إحدى الشركات: تشتريها لا لأنك ستحتاجها ولكن لأنك قد تحتاجها

شهد المعرض إقبالا من مسؤولي وكالات البنتاغون ووزارات الأمن الداخلي والطاقة والعدل، إضافة إلى الدبلوماسيين الأجانب وشرطة الولايات
TT

تحت شعار «اكمي غادجيت ديفيشن»، (قسم الأدوات الرائعة) يجذب ريلاند فليت المارة لتفقد منتجه، وهو عبارة عن بندقية آلية تحتوي على ثلاثين طلقة مثبتة على ظهر مركبة ويطلق سائقها النار باستخدام عصا تحكم.

ويشرح فليت الذي يرتدي زيا أسود وبجانبه الأدوات التي يستخدمها في صنع الأسلحة في منزله في غابات فيرجينيا: «أنت لن تشتريها لأنك ستحتاجها، وسوف تشتريها لأنك قد تحتاجها».

لم يسفر خوف الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية عن استحداث وزارة الأمن الداخلي التي تبلغ ميزانيتها 55 مليار دولار فقط، بل أسهم أيضا في ازدهار صناعات الدفاعات الداخلية للراغبين في العيش الهانئ والمخترعين الصغار وأصحاب الأعمال الصغيرة الذين يسعون إلى جانب المتعهدين الكبار لبيع منتجاتهم للهيئات المحلية وداخل الولايات والفيدرالية.

ويقوم ما يقرب من 650 شخصا معظمهم من البائعين الصغار بعرض بضائعهم، التي أحيانا ما تكون مذهلة، أمام المسؤولين الحكوميين في معرض تموله الحكومة الفيدرالية عقد على مدار 3 أيام الأسبوع الماضي في مطار إقليمي هنا في منطقة ريفية في فيرجينيا، وفي واحد من أضخم المعارض التجارية من هذا النوع. وأقيم المعرض تحت شعار «محاربة الإرهاب بالتكنولوجيا التجارية».

وقال كارل وايت، المتحدث باسم الهيئة المنظمة للمعرض الذي لم يفتتح للعامة: «هذا المعرض الهدف منه ليس فقط تقديم تطبيقات يمكن استخدامها خارج البلاد وحسب، بل إنه مخصص يستهدف المحاكم أو السجون أو أي ولاية أو وكالة محلية معرضة لخطر الإرهاب».

ولا يسمح بالاشتراك في المعرض سوى للشركات التي تقدم تكنولوجيا أصيلة، لمنع تواجد الأسلحة الخيالية ـ الأسلحة التي تبدو جيدة في الأعمال التلفزيونية لكنها لا تعمل على أرض الواقع.

ويقول سكوت ستوكي، منتج مكبرات الصوت العملاقة التي تطلق أصواتا صاخبة تؤذي الأذن لدى اقتراب الأهداف، إن شركته «أميركان تكنولوجي كورب» التي تتخذ من سان دييغو مقرا لها، باعت جهازا لسفينة ميرسك ألاباما ـ سفينة الشحن التي هاجمها القراصنة الشهر الماضي قبالة السواحل الصومالية، وأن العديد من شركات الشحن والمطار ومنشآت الطاقة النووية طلبوا تلك الأجهزة أيضا.

وقال ستوكي وهو يقدم برهانا جعل البائعين الآخرين يسدون آذانهم ويطلبون منه التوقف: «إنها تجعلك تشعر بالألم في محيط 100».

وقد منع منظمو المعرض ما أسماه ريان ألاس: «الأواني ومعارض الأحذية والقمصان» التي يراها في معارض تجارية أصغر. وقال إن شركته تبيع مجموعة من الأدوات الشخصية بقيمة 1.500 دولار يمكن أن تساعدهم في النجاة من حرائق البنايات المرتفعة، ففي حالة الحريق يقوم الفرد بتثبيت بكرة في الدعامة المثبتة على الحائط في الخارج، ثم يقفز داخل الحقيبة المقاومة للهب التي تبدو كشرنقة فضية ثم يغادر عبر حبل طويل.

ويقول ألاس الذي عمل من قبل كإطفائي في ولاية فلوريدا: «إنها ليست كإحدى بذلات أرماني لكنها جيدة على أية حال».

وبإمكان الفرد أيضا الحصول على آخر صيحات درع التمويه وسترات واقية من المواد الخطرة أو الأعمدة المزركشة التي تشد إليها الحبال والتي تستخدم لحماية المباني ضد السيارات المندفعة. كما تم عرض مركبات مدرعة مضادة للألغام بألوان متعددة.

وقدم عشرة من صغار البائعين طائرة بلا طيار يمكنها حمل كاميرات مراقبة ـ من بينها طائرة على هيئة طائر النورس تحمل نظاما يبلغ تكلفته 6.000 دولار. وقامت إحدى الشركات ببيع دراجات مصممة للقفز بالمظلات، في حين عرضت أخرى صورا لقافزين وعلى صدروهم ربط كلب ضخم وتكلف الواقي من الرصاص الخاص بالكلب المزيد من المال.

بإمكان الأصدقاء الطيران في بوكي بريز التي تبدو أشبه ما يكون بسيارة ذات مروحة عملاقة في خلفيتها، وهي تتحرك محدثة أزيزا عاليا في الهواء تحت جناح مظلة مع أغطية مقاعد مخملية.

بالقرب من ذلك جذب، غيرمان آريس، بائع متوقد أحد الصحافيين إلى كرسي زجاجي أشبه ما يكون وضغط على زر ففاض محيطه بضباب خانق كثيف وأضواء مبهرة قوية.

وقال من مكان ما في وسط الضباب: «إن ذلك هو أفضل ما فيه، حيث يجعلك غير مرئي».

خلال الطريق، أصر بيل غريم على أن جهازه كورنر شوت يستحق أوسمة، فقد أوصل كاميرا فيديو صغيرة وسلاح نصف أوتوماتيكي إلى قاعدة سلاح مثبتة على حامل يمكنه الدوران فوقه بحرية، مما يسمح للسلاح بإطلاق الرصاص حول الزاوية، وقال إن هذا النظام مشهور في إسرائيل، لكنه لم يدخل إلى هنا بعد.

يوضح غريمان الذي يترأس مجموعة غولان في بوكا راتون بولاية فيلادلفيا: «الأميركيون يحبون أن يشاهدوا قبل أن يطلقوا الرصاص».

كان هناك الكثير مما يمكن مشاهدته في معرض فورس بروتكشن إكويبمنت ديمونستراشن، كما يطلق على المعرض الذي يقام كل عامين. فقد ازدانت أماكن العارضين أنظمة أشعة اكس التي تثبت في العربات إضافة إلى الأقنعة الواقية من غاز الأعصاب ووحدات التوجيه بالليزر وأجهزة الرؤية الليلية وأكثر من 3.200 جهاز آخر مصمم لهزيمة الإرهابيين وإنقاذ الأرواح.

وقد شهد المعرض إقبالا من مسؤولي وكالات البنتاغون ووزارات الأمن الداخلي والطاقة والعدل ـ إضافة إلى الدبلوماسيين الأجانب وشرطة الولايات ـ حيث ملأت السمة العسكرية سماء المعرض.

وفي منتصف اليوم استقل العديد ممن حضروا المهرجان الحافلات للتوجه إلى ميدان الرماية في قاعدة كوانتيكو التابعة للبحرية التي تبعد 10 أميال عن مكان إقامة المعرض، حيث شاهدوا اختبارات الزجاج الواقي للرصاص، والعبوات الناسفة المخصصة لاقتحام الأبواب وقاذفات القنابل اليدوية وإطلاق الرصاص بصورة متوالية سريعة.

واستغل لويل هاورد وقت الفراغ في عرض الروبوتات نازعة الألغام والتي تحمل كل منها كاميرات فيديو وأذرعا ميكانيكية، والتي لا يبيعها للجيش والشرطة. وقام هاورد بتحريك بعض الأزرار الموجودة في لوحة تحكم لأحد الألعاب لينطلق الروبوت الضخم إس يو جي في 300 ينقب في الأرض وكأنه أشبه بدبابات الحرب العالمية الأولى. وقد قال هاورد: «كنت أرغب أن أضع فيها مقعدا وأن أتجول بها، وبعد ثوان معدودة دوت صافرة الإنذار في الميدان وصرخ هاورد في ألم وتساءل: «هل تنزف أذناي؟» لم يكن من الممكن معرفة الوقت الذي بدأ فيه البائعون في بيع معداتهم في اليوم الأول، لكن فليت رئيس شركة أكمي غادغيت ديفيشن كان متفائلا بأن وجد مشتريا لأحد دروعه والسلاح المثبت على ظهر العربات والأسلحة الأوتوماتيكية بكل تجهيزاتها».

وقال: «إن جنرالا كولومبيا أبدى اهتماما كبيرا بها».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»