مؤسس فرقة «بينك فلويد» يطالب بتدمير الجدار الإسرائيلي

روجر ووترز قال إنه سيغني في الضفة الغربية مثلما غنى بعد هدم جدار برلين

روجر ووترز يقف عند الجدار قرب مخيم عايدة ويطالب بهدمه (أ.ب)
TT

وعد مؤسس فرقة «بينك فلويد» لموسيقى الروك، روجر ووترز، بإحياء حفل في الضفة الغربية، ما إن يتم «تدمير وهدم هذا الشيء الشنيع»، مشيرا إلى جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وقال روجرز (65 عاما)، وهو الذي كتب أغنية «الجدار» للفرقة البريطانية الشهيرة، إن هدف الجدار الإسرائيلي هو السيطرة على أجزاء من الأراضي الفلسطينية.

وبدا روجرز متأثرا وهو ينظر إلى الجدار الذي يطوق مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم، وقال: «إنه مقرف، ويجب أن يسقط» حتى يجد صوته مساحة للغناء.

وهذه ثاني زيارة يقوم بها روجر ووترز إلى الأراضي الفلسطينية، وكان كتب بخط يده عام 2006 فوق كتل خرسانية يتكون منها الجدار، وبالطلاء الأحمر: «اهدموا الجدار»، وعبارة أخرى تقول: «لا للسيطرة على أفكار الناس».

وكان الجدار أول محطة في زيارة ووترز إلى الأراضي الفلسطينية. وكان ووترز قال في زيارته الأولى، إنه شاهد صورا له وسمع الكثير عنه، لكن دون الوجود هنا لا يمكن تخيل حجم الظلم غير العادي الذي يعنيه ومدى الأسى الذي تشعر به حين ترى هؤلاء الناس يأتون من هذه الفتحات الصغيرة. إنه جنون».

وقام الموسيقار الشهير آنذاك بوضع رسومات على الجدار الذي يبلغ علوه ثمانية أمتار في قرية أبو ديس إحدى ضواحي القدس الشرقية.

وروجر ووترز موسيقي معروف وكاتب أغانٍ، وقد اشتهر بأغنيتَي «الجدار» و«الجانب المظلم من القمر». وقد أنشد ووترز في عام 1990 أغنية «الجدار» إلى جوار سور برلين الذي كان يفصل بين شرق وغرب ألمانيا احتفالا بالوحدة، ويكرر دائما أنه يأمل أن يهدم الجدار الإسرائيلي أيضا ذات يوم، مثلما هدم جدار برلين.

فرقة «بينك فلويد» تعد واحدة من أشهر فرق موسيقى الروك في بريطانيا والعالم. وكتبت أغنية الجدار التي سُمي اسم ألبوم الفرقة بها «ذي وول» كتبها روجر ووترز وأطلق الألبوم قبل 30 عاما.

وكان ووترز قد كتب كلمات الأغنية عام 1977 خلال جولة غنائية للفرقة، وكان أحد المعجبين يحاول اختراق الحاجز الأمني للوصول إلى الفرقة، وحدثت مشادة كلامية بينه وبين الفرقة. وبعد الحادثة كتب ووترز كلمات الأغنية للتعبير عن الحواجز القائمة بين الناس.

وبعد عشر سنوات من إطلاق الألبوم، وسنة من سقوط حاجز برلين، رأى روجرز ووترز وفرقته أن الأغنية وكلماتها هي أفضل تعبير عن هذه الحالة الإنسانية، وأقام عام 1990 حفلا في ساحة بوتسدامار بلازا قرب الجدار للتعبير عن الفرحة بزواله. ومن هنا جاءت أمس تصريحات روجر اتجاه الجدار الإسرائيلي، حيث وعد بأن يقوم بما قام به في برلين والغناء في نفس المكان الذي يمر منه الجدار في مخيم عايدة.

ويقطع الجدار أوصال الأراضي الفلسطينية ويحولها إلى كنتونات، كما يحاصر المدن الفلسطينية، ويحد من حركة الفلسطينيين إلا عبر بوابات إلكترونية يحرسها جنود إسرائيليون.

ورغم أن ووترز ربط بين هدم الجدار وإقامته حفلا في الضفة الغربية المحتلة، فإنه قبل ذلك، في 2006 غنى في قرية بالقرب من نيفي شالوم («واحة السلام» بالعبرية)، وهي قرية يتعايش فيها يهود وعرب مسيحيين ومسلمين غرب القدس.

ودعا ووترز آنذاك إلى «كسر الجدار» الفاصل، وقال أمام أكثر من 50 ألف شخص كانوا يصفقون له لدى أدائه أغنيته الشهيرة «الجدار» «جيلكم يمكنه أن يكسر الجدار».

وواجه ووترز سابقا ضغوطا من فنانين فلسطينيين لعدم إجراء الحفل في بلد «يغتصب حقوق الفلسطينيين ويمارس سياسة التطهير العرقي». لكن روجر ووترز أبقى على قراره بتنظيم الحفل في إسرائيل وقال: «أن أكون على خلاف مع السياسة الخارجية لإسرائيل لا يعني أني لن أذهب هناك».

وأمس الأول قام روجر ووترز بزيارة معهد سام سبيغل السينمائي في القدس، وقال للطلاب إن زيارته لمدينة جنين كانت «غريبة جدا ولكن بشكل إيجابي». وقام خلال زيارته لجنين بزيارة دار عرض سينمائية كانت قد أغلقت عام 1987 وتدهور وضعها. ويحاول روجر ووترز إعادة تأهيلها وافتتاحها من جديد. وقال ووترز لطلاب معهد السينما: «أنا لست من مدرسة بونو (مغني فرقة [يو تو] الأيرلندية التي تدعم العديد من المشاريع الخيرية في العالم). ولهذا لا أستخدم الكلمات الحلوة مع الناس. عندما أشعر أن هناك كلمات جارحة، أقولها بغضّ النظر عن وقعها».

وعندما سُئل من أحد الطلاب عن سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول القدس بأنها عاصمة لإسرائيل ولا يمكن تقسيمها، رد ووترز: «لا أصدق أن هذا هو موقف الحكومة الإسرائيلية. إنه موقف يميني متطرف». ويجتذب جدار الفصل الكثير من الفنانين والسياسيين التقدميين المناهضين للاحتلال. واستغل فنانون فلسطينيون منطقة الرام الواقعة على جدار الفصل الطويل، للرسم عليه وكتابة عبارات مؤيدة للقضية الفلسطينية ومناهضة للتمييز العنصري الذي يمثله هذا الجدار. ومن أشهر من قام بالرسم على الجدار فنان الغرافيتي البريطاني الشهير المعروف باسم بانكسي، والذي ما زال مجهول الهوية، إلا أنه تمكن من الذهاب إلى الضفة الغربية والرسم على الجدار بطريقته المعروفة الخاصة به التي يستخدمها في الرسم على الجدران في العديد من مدن العالم وبالتحديد في مدينة لندن.

وأقامت مجموعة تطلق على نفسها اسم ملتقى الشباب الفلسطيني للسلام والحرية، مؤخرا، موقعا على الإنترنت، يبدي فيه فنانون فلسطينيون الاستعداد لكتابة شعارات أي كانت ما دامت لا تخرج عن حدود الأدب، باسم أي شخص كان، مقابل 40 دولارا أميركيا. وأكد هؤلاء أن هذه الأموال ستُستخدم لإقامة مشاريع اجتماعية وثقافية في الضفة الغربية.