في السعودية.. الأطفال نجوم عروض الأزياء

تنوعت الملابس لتشمل أكثر من 280 ماركة عالمية

جانب من عروض الأطفال («الشرق الأوسط»)
TT

عادة ما تطغى على الحضور في صالات عروض الأزياء سمة الرسمية التي قد تميل إلى التصنع، حتى في إبداء علامات الإعجاب بما يرونه، لا سيما أنهم اعتادوا على رؤية خطوات احترافية نسائية كانت أو رجالية تزيد من جمال ما يرتدونه، إلا أن ذلك اختلف في متجر «إيتر» للموضة، إذ قام بأداء مهمة العرض مساء يوم الأربعاء الماضي نحو 17 طفلا وطفلة في مجمع «رد سي مول» التجاري بمدينة جدة.

وعلى الرغم من البراءة التي تحلى بها هؤلاء الأطفال، فإنهم لم يستطيعوا إخفاء انبهارهم بأنفسهم عند رؤية كاميرات التصوير من حولهم، الأمر الذي جعلهم يعيشون أجواء النجومية الحقيقية لفترة زمنية لم تتجاوز الساعتين، غير أنهم عادوا إلى طبيعتهم في اللعب بمجرد انتهاء العرض وفور انطلاق مجموعة من البالونات حولهم.

ولم يتحل جميع عارضي وعارضات الأزياء الأطفال بالقدر نفسه من الجرأة على السير بين الحضور وبمساحة تتجاوز 7 آلاف متر، إذ إن بعض الأمهات اضطررن إلى الإمساك بأيدي أطفالهن أثناء العرض، بينما تحمس أطفال آخرون على المشي بمرح وسط موسيقى صاخبة ممزوجة بمؤثرات صوتية طفولية، مما جعل خطوات أقدامهم تواكب الإيقاع الموسيقي وكأنهم يرقصون على أنغامه.

الطفلة لينا ابنة الثماني سنوات تحدثت لـ«الشرق الأوسط» باللغة الإنجليزية لمحاولة إتقان أجواء نجمات عارضات الأزياء الأوروبيات، أكدت أنها تحب مجال عرض الأزياء كثيرا، إذ بدأت فيه منذ العام الماضي.

وتقول «أحب هذه الأجواء لأنها تبين للناس كم أنا رائعة وقادرة على اختيار الملابس المناسبة، إضافة إلى رغبتي في أن أعرض أزياء جميلة»، مشيرة إلى أنها لا ترغب في الاستمرار كعارضة أزياء بالمستقبل، وإنما تريد أن تصبح طبيبة أطفال من منطلق حبها لهم.

فيما ذكرت والدتها منى أبو الليل أن لينا اعتادت على تصميم ملابس دماها في المنزل، إلى جانب امتلاكها لحس فني عالٍ، خاصة أنها تهتم بالرسم والكتابة، وقالت إن مجال عرض الأزياء للأطفال بدأ يلاقي دعما في السعودية، خاصة أنه لا يستدعي دفع مبالغ طائلة وإنما يشعر المشاركون فيه من البنات والأولاد بتحقيق ذاتهم، لافتة إلى أن لينا خضعت للتدريب على العرض لمدة أربعة أيام وبمعدل ساعة ونصف الساعة يوميا.

وأضافت أن لينا تمتلك مواهب متعددة، إذ إنها دخلت مجال الإعلانات واشتركت في أناشيد إحدى قنوات الأطفال العربية المتخصصة.

وتنوعت ملابس الأطفال التي تم عرضها في متجر «إيتر» لتشمل أكثر من 280 ماركة عالمية، لا سيما أن ملابس المتجر صممت من قبل مجموعة من مصممي الموضة العالميين.

من جهتها أوضحت تغريد أمية إحدى المنظمات لعرض الأزياء أنه لم يتم وضع معايير محددة لاختيار الأطفال المشاركين، وإنما استهدف العرض الفئة العمرية ما بين 4 و10 سنوات ذكورا وإناثا، مؤكدة أنه تم قبول جميع المتقدمين للمشاركة.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» شهد العرض مشاركة 9 بنات و8 أولاد، وتم تدريبهم على المسار الذي من المفترض أن يسيروا عليه، غير أن البنات كنّ أكثر استجابة من الأولاد الذين كانوا لا ينصتون بسرعة لملاحظاتنا.

وأشارت إلى أن استخدام الأطفال في عروض الأزياء يعد بديلا في ظل عدم السماح بتنظيم عروض رسمية للأزياء تختص بالكبار، الأمر الذي يزيد من الإقبال على تلك الخطوة في السعودية، مبينة أن هذا العرض يعد الثاني بعد إقامته العام الماضي.

وأضافت: «بعض الأطفال توقفوا عن إكمال العرض نتيجة خوفهم من المشي أمام الحضور، لا سيما أنهم ما زالوا في سن صغيرة، إلى جانب أن العرض جاء متزامنا مع أوقات نومهم، منوهة إلى وجود مسؤولة مع كل طفل من أجل مساعدتهم على تبديل ملابسهم بسرعة، لا سيما أنهم لا يستطيعون القيام بذلك وحدهم.