تحذير وسائل الإعلام الإيطالية بعدم نشر صور برلسكوني

بعد ما قامت صحيفة «إيل باييس» الإسبانية بنشر صور لعراة في منزله بسردينيا

TT

دعت الهيئة الإيطالية، المكلفة حماية الحياة الخاصة، وسائل الإعلام الإيطالية إلى «احترام كامل» للقواعد المتعلقة باحترام الحياة الخاصة بعدما نشرت صحيفة «إيل باييس» الإسبانية صورا ملتقطة في منزل رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني.

وقالت الهيئة المكلفة حماية المعلومات الشخصية في بيان إنه «من غير القانوني التقاط صور أشخاص داخل ملك خاص واستخدامها من دون موافقتهم».

وأضافت الهيئة «يبدو أن الصور التي نشرتها (إيل باييس) لا تحترم هذه المبادئ» مذكرة بتعليماتها بعدم استخدام هذه الصور ومصادرتها من قبل النيابة العامة في روما نزولا عند طلب رئيس الحكومة الإيطالية.

وقال البيان إن «الهيئة توصي وسائل الإعلام الإيطالية بضرورة احترام كل القواعد المتعلقة بحماية الحياة الخاصة وآداب مهنة الصحافة فضلا عن احترام المبادئ والقرارات الصادرة عن القضاء الوطني».

ونشرت صحيفة «إيل باييس» الإسبانية اليسارية، الجمعة، خمس صور ملتقطة في حفلات أقيمت في منزل برلكسوني في سردينيا وهي من ضمن مئات الصور التي صادرها القضاء الإيطالي بعد شكوى تقدم بها رئيس الوزراء بتهمة انتهاك خصوصياته. وتظهر إحدى الصور برلسكوني محاطا بعدة نساء في حديقة المنزل وأخرى لامرأتين ممددتين في الشمس عاريتي الصدرين ورجلا عاريا تماما قرب المسبح.

وكانت النيابة العامة في روما قد أمرت بمصادرة «مئات» الصور التي التقطت في الفيلا التي يملكها برلسكوني. وقالت مصادر أيضا إن نيكولو غيديني، محامي برلسكوني، قدم شكوى ضد مصور قد تكون بحوزته حوالي 700 صورة التقطت خلال حفلات استقبال خاصة أقامها رئيس الحكومة في الفيلا.

وأعلنت الوكالة الإيطالية «إنسا» قبل أسبوع أن النيابة العامة في روما أمرت بمصادرة «مئات» الصور وإجراء تحقيق في حق المصور ليس فقط للاشتباه بانتهاكه الحياة الخاصة برئيس الحكومة بل أيضا لمحاولته الاحتيال على مجلتين فاوض معهما من أجل بيعهما الصور.

وقالت وسائل الإعلام الإيطالية إن برلسكوني أرسل إلى السلطات مطالبا إياها بحماية حياته الشخصية وحجز صور هذا المصور السرديني المدعو أنطونيللو زابادو، الذي حاول بيع الصور لعدد من المجلات الإيطالية والأجنبية.

وأكدت صحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» أن هذه الصور تبين «مناسبات اجتماعية أقيمت في فيلا بورتو روتوندو الرائعة» وتظهر «فتيات يرتدين البيكيني أو عاريات الصدر وأخريات يأخذن حماما في الهواء الطلق إلى جانب صور تظهر فتيات بلباسهن الكامل إلى جانب برلسكوني في باحة الجناح المخصص للضيوف».

بعض الصور التقطت في حفل رأس السنة الذي قد تكون شاركت فيه نويمي ليتيسيا، 18 عاما وكانت قاصرا في تلك الحقبة، والتي لا تزال طبيعة علاقتها ببرلسكوني تثير ضجة في الحياة السياسية وتشكل أحد الأسباب التي دفعت بزوجة رئيس الحكومة فيرونيكا لاريو إلى طلب الطلاق منه.

وجاء في الرسالة التي أرسلها برلسكوني إلى السلطات المختصة مطالبا إياها بحماية حياته الخاصة، أنه تم «التطفل» على ضيوفه من خلال تصويرهم في مناسبات خاصة مسموح بها كليا لا طابع معينا لها فيما كانوا يتواجدون داخل المقر الموضوع بتصرفهم». ودافع المصور الصحافي أنطونيللو زابادو عن نفسه من خلال حديث له إلى صحيفة «إيل كورييري» قائلا إن «هذه الصور التقطت من مواقع مختلفة في الخارج لا تصنف ممتلكات خاصة».

وفي عام 2007، باع زابادو صورا إلى مجلة «أوجي» تظهر سيلفيو برلسكوني في هذه الفيلا بالذات برفقة خمس شابات يجلس بعضهن على ركبتيه وتتمشى اثنتان وهما تمسكان بيدي رئيس الحكومة.

الجدال مستمر في إيطاليا حول تصرفات برلسكوني وتعليقاته الساخرة خاصة بعد اتهام صحف أجنبية له مثل «الفايننشال تايمز» البريطانية الرصينة بأنه ليس من طراز موسوليني «لكنه خطر على إيطاليا في المقام الأول». والبعض يعتبر قصة ليتيسيا مثل قشرة الموز التي قد «تزحلق الحكومة الحالية».

أما أصدقاء رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ومناصروه فلا يعدمون وسيلة لإنقاذه من عواقب تصرفاته. وبعد القضايا المالية العديدة التي نجح أصدقاء الزعيم اليميني الملياردير في تخليصه من إحراجاتها خلال العقدين الأخيرين، ها هم ينشطون الآن لإنقاذه من أحدث ورطاته، وهي حاليا ورطات نسائية مع أنه «سبعيني» يفترض به بعض الوقار والتحفظ.

فحسب تقرير لصحيفة «النيويورك تايمز» الأميركية من العاصمة الإيطالية روما قبل أيام، يعكف أصدقاء برلسكوني على إخماد الشائعات التي تناولت حياته الشخصية وربطته بعلاقات مع حسناوات صغيرات، وأدت إلى ثورة عارمة من زوجته فيرونيكا لاريو انتهت في الشهر الماضي إلى طلبها الطلاق. أما الوسيلة الذكية التي يركز عليها بعض هؤلاء الأصدقاء فتحويل الأنظار عن حياة برلسكوني الشخصية وترشيحه ضمن حملة قومية صاخبة للفوز بجائزة نوبل للسلام. ومع أن أحدا لا يتذكر إنجازا واحدا لرئيس الوزراء الملياردير على صعيد تعزيز السلام العالمي يستحق ترشيحه للجائزة، يقول أحد الناشطين في الحملة، وهو المحامي جياماريو باتاليا (36 سنة)، «لم يفز أي إيطالي بجائزة نوبل للسلام منذ 1907... واليوم نشعر أنه حان الوقت المناسب لذلك».