أوباما يختتم جولته الرسمية كسائح أميركي مع عائلته في باريس

الرئيس الأميركي مع إحدى ابنتيه لدى زيارته مركز بومبيدو (أ ف ب)
TT

كما كان يحدث في بلاط السلاطين القدماء، وعلى العادة التي كان يتبعها صدام حسين، قام موظف من الأجهزة السرية الأميركية بتذوق الطعام الذي تناوله الرئيس باراك أوباما في مطعم باريسي، ليلة أول من أمس.

هذا ما أكده نادل يعمل في مطعم «لا فونتين دو مارس»، الواقع في الدائرة السابعة من باريس، للصحافيين الذين كانوا يتتبعون أثر أوباما في ليلته الباريسية الأخيرة. وتناول الرئيس الأميركي العشاء مع عائلته في هذا المطعم، الذي جرى افتتاحه قبل مائة عام، غير بعيد عن برج «إيفل» ثم ذاعت شهرته ليصبح من العناوين المعروفة للمطبخ الفرنسي التقليدي. ويتميز المكان بأرائكه ذات الجلد القديم وجوه الحميم الذي يسمح بوجبات هادئة وعائلية.

وكشف النادل غابرييل دو كارفالو، الذي يقدم الطعام لرئيس للولايات المتحدة الأميركية لأول مرة في حياته، أنه دهش عندما وجد أن لأوباما «ذواقة» في جهاز حمايته، مهمته تناول لقمة من كل طبق قبل السماح بتمريره إلى المائدة. وقال إن هذا الأمر لم يلق صدى طيبا لدى طباخ المطعم الذي لا يحب أن يعبث أحدهم بأطباقه، وتقبل وجود الموظف داخل المطبخ على مضض.

وقال غابريال دو كارفالو «كانت الأجواء مريحة جدا. كانوا في غاية السرور. وقالوا إنهم تناولوا عشاء رائعا». وأضاف «كانوا خمسة إلى الطاولة، هم: الرئيس وميشيل أوباما وإحدى ابنتي الرئيس وكاتبة أميركية وشخص خامس». ولم يكن في وسعه تقديم مزيد من التفاصيل. وأوضح أن «الرئيس كان بالغ اللطف مع الموظفين».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية معلومات تفيد بأن البيت الأبيض الأميركي لا يعطي، في العادة، تفصيلات حول وسائل حماية الرئيس. لكن من المعروف أن طعام رئيس الدولة يخضع للفحص والرقابة عندما يتناول وجباته خارج مقر الرئاسة.

وقال أحد القائمين على خدمة رواد المطعم إن أوباما والمرافقين له لم يتناولوا أي خمور ولم يحتسوا سوى الماء. وأضاف أن أوباما تناول فخذا من الضأن فيما تناول الآخرون لحم «الاستيك».

واختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما جولة تاريخية استغرقت خمسة أيام بالانضمام إلى أسرته في باريس وتفقد المدينة كأي سائح أميركي آخر. وقام أوباما في وقت مبكر أمس الأحد، قبل ساعات قليلة من مغادرته عائدا إلى واشنطن، بزيارة متحف «مركز بومبيدو» الشهير للفن المعاصر بالعاصمة الفرنسية برفقة زوجته ميشيل. وتضم معروضات المتحف أعمالا فنية للنحات والفنان الأميركي ألكسندر كالدر والرسام التجريدي الروسي فاسيلي كاندينسكي.

ونزل الموكب الذي يضم حوالي 30 سيارة قرابة الساعة إلى موقف السيارات تحت الأرض، في حين اتخذت إجراءات أمنية مشددة في الحي وسدت كل المنافذ إلى المكان.

ومساء أول من أمس (السبت)، زار الرئيس أوباما وعائلته كاتدرائية نوتردام قبل تناول العشاء في المطعم الباريسي الشهير في إطار الجزء الخاص من زيارتهم لفرنسا.

وغادر الموكب الرئاسي الكاتدرائية في ظل تدابير أمنية مشددة. وتم إبعاد الصحافيين والفضوليين حتى مسافة 150 مترا من الكاتدرائية، فيما حلقت مروحية في الأجواء وتمركزت عناصر من الشرطة على أبراج الكاتدرائية. وقد احتشد عدد كبير من السائحين والباريسيين وحيوا مرور الموكب الرئاسي.

ومن المقرر أن يعود أوباما إلى واشنطن اليوم فيما ستبقى زوجته وابنتاه ماليا وساشا يوما آخر في باريس، حيث من المقرر حضور مأدبة غداء يستضيفها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته بقصر الإليزيه بالإضافة إلى القيام بجولة تسوق. وهذه ستكون أول رحلة لبنات الرئيس خارج الولايات المتحدة منذ أن تولى والدهما الرئاسة في البيت الأبيض.