تشكيلية سعودية تجسد انفعالات الأنثى بـ38 لوحة

وجوه بلا ملامح سطعت بألوان صاخبة في معرض «نهارات»

من أعمال التشكيلية السعودية نوال العجمي («الشرق الأوسط»)
TT

نطقت 38 لوحة لتشكيلية سعودية بأوجاع وأفراح عاشتها المرأة في الماضي وانعكست على واقعها المعاصر في كرنفال لوني تطلب من الفنانة أكثر من عام للانتهاء من رصد هذه الانفعالات «الأنثوية» الصاخبة، وتقديمها في معرض تشكيلي حمل اسم «نهارات»، افتتح بمدينة الخبر مساء الثلاثاء الماضي، متضمنا صورا من التراث والأساطير ورائحة الماضي في بعض الشخوص الغامضة، التي عكستها الوجوه النسائية عبر لوحات الأكرليك على القماش.

ووصفت التشكيلية نوال العجمي، صاحبة المعرض، لـ«الشرق الأوسط»، صورة النساء اللافتات في لوحاتها، بالقول «وجدت المرأة أقحمت نفسها في لوحاتي بشكل ظاهر، المرأة بكل همومها، المرأة من ماضينا، هي الأم والجدة، المرأة الفرحة والراقصة والحزينة، المرأة بكل جوانبها وتحملها، بصبرها وفرحها»، وتابعت بأنها لم تقصد المرأة المعاصرة بقدر ما داعبت فرشتها عاطفة نساء الماضي وصورتهن الشعبية، وهو ما صورته بوضوح في ملامح البيوت الطينية والقرى القديمة.

وكان من اللافت أن الوجوه النسائية في لوحات المعرض جاءت خالية تماما من أي ملامح، الأمر الذي أرجعته العجمي لكونها وجوها صارت أشبه بالذكرى، قائلة «أرى مجرد امرأة بدون ملامح لأنها ماض انتهى»، وأوضحت أن معرض «نهارات» انطلقت شرارته الأولى بعد دورة فنية حضرتها في سويسرا قبل نحو عام وأظهرت لها الألوان بشكل مغاير لما كانت تراه، مما دفعها للتركيز على ألوان الشمس والنهار المشرقة، بدلا من البنيات والألوان الترابية المعتمة، مؤكدة أن هذا المعرض يمثل نقلة نوعية لها منذ انطلاقتها الفنية عام 1997.

من جهته، عبَّر عبد الرحمن السليمان، رئيس جمعية التشكيليين السعوديين، عن رؤيته للوحات العجمي بالقول «الأعمال الجديدة لا تبتعد كثيرا عن اهتمامها الأسبق في تبنيها أو استلهامها موروثها الشعبي، لكنها هنا أكثر تنويعا وحرية في اختيار مواضيعها وألوانها، مغايرة ما كانت تعالج به، بأكثر جرأة في التعامل مع اللون فنراه أحمر وأزرق وأصفر، على أنها تعاملت في السابق مع البنيات ودرجات ألوان أخرى قريبة بشيء من الحذر».

وأكد السليمان على الحضور الإنساني الطاغي في معظم لوحات المعرض، مما رآه المحرض الأول لتعبير الفنانة، معتبرا تجربتها هذه محاولة تسعى من خلالها للتعبير عن موقف إنساني وخط جديد في مسيرتها الفنية. وهو ما وافقته ردات الفعل الإيجابية للجموع التي حضرت المعرض، حيث وصفت العجمي حجم الإقبال بـ«الرائع»، مؤكدة أن الحضور لم يقتصر على رواد الفن التشكيلي والمتذوقين فقط، بل ضم شريحة مختلفة من عامة الناس والمهتمين.

يذكر أن نوال العجمي، التي بدأت الرسم قبل حوالي 12 سنة، حاصلة على دبلوم فنون جميلة من سيتي آند قيلدز في بريطانيا، وحضرت مجموعة دورات تدربت فيها على أيدي خبيرات فنون في كل من لبنان والكويت والسعودية، وقد ترأست سابقا القسم التشكيلي النسائي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، فيما يعد «نهارات» المعرض التشكيلي الثاني لها بعد معرضها الشخصي الأول الذي أقامته عام 2004.