إرييل إيمانويل: قصة صعود نجم في هوليوود

إلى جانب تنامي طموحاته في أعقاب انضمام شقيقه مجددا إلى إدارة أوباما

أصبح إرييل إيمانويل واحدا من كبار الشركاء في «تيبل ماكس هولدنغز» ومستشارا لها وهي شركة في لاس فيغاس تعمل بمجال خدمة النوادي (نيويورك تايمز)
TT

عام 1992، واجهت إرييل زيف إيمانويل، وكان يعمل آنذاك بشركة «إنترتالنت» المتعثرة، صعوبة في سداد إيجار شقة بإحدى الضواحي المتواضعة بمدينة فيرفاكس، وبلغ 639 دولارا شهريا. ورفع عليه مالك الشقة دعوى قضائية لطرده منها، وفاز بها بالفعل. اليوم، يملك إيمانويل منزلا قيمته 10 ملايين دولار في ضاحية برنتوود، علاوة على وجود صلة له بالبيت الأبيض عبر شقيقه، رام، كبير فريق العاملين هناك، وامتلاكه وكالة جديدة ناجحة لاكتشاف المواهب تولى هو بناءها وتدعى «ويليام موريس إندفر إنترتينمنت». وحسبما تعلمنا من قصص هوليوود الشهيرة، تعد تلك بداية طيبة، لكن لا يزال ينقصها فصل ثالث. اشتهر إيمانويل (48 عاما)، منذ أمد بعيد بمهارته الفائقة وعزيمته القوية. وقد صعد نجمه على نحو خاص خلال الأسابيع الستة الماضية كأحد العناصر المؤثرة في هوليوود التي غالبا ما تتحسر على أفول نجم أقطابها البارزين من جيل أكبر، أمثال مايكل أوفيتز وديفيد غيفين. ويتولى إيمانويل منصب الرئيس التنفيذي والمسؤول الأول عن صياغة سياسات العمل داخل «ويليام موريس إندفر إنترتينمنت»، التي تأسست في أبريل (نيسان) الماضي من خلال اندماج شركة «إندفر» المملوكة لإيمانويل مع وكالة «ويليام موريس» المرموقة. وأخيرا، تمكن إيمانويل من شراء حصة الوكالة، بناءً على اعتقاده بأن باستطاعته إدارة الشركة بأكملها. وخصص إيمانويل جزءا كبيرا من وقته خلال الأسبوع الماضي لحضور اجتماعات ترمي لمساعدة المئات من الزملاء القلقين المنتمين إلى الوكالات المدمجة حديثا على تنمية شعورهم بالارتياح والألفة تجاه بعضهم البعض. في تلك الأثناء، لا تزال هوليوود تناضل من أجل الشعور بالارتياح تجاه إيمانويل وتطلعاته وتحديد سر نجاحه. في هذا الصدد، أعرب جيه. سي. سبينك، أحد المنتجين الشباب الذين تولت وكالة إيمانويل رعايتهم، وكذلك شريكه في نشاطه التجاري، كريس بيندر، عن اعتقاده بأن: «الأمر يتعلق بالاحترام. إن تسعة من بين كل 10 أشخاص، إن لم يكن أكثر، يبقون في هذا المجال نتيجة شعورهم بالاحترام». لكن آخرين جرى استطلاع رأيهم في الأسبوع الماضي أشاروا إلى النفوذ والمال والرغبة القوية في التفوق على وكالة «كرييتف أرتيستس»، إلى جانب تنامي طموحات إيمانويل على نحو بالغ في أعقاب انضمام شقيقه، رام، المستشار السابق لإدارة كلينتون، مجددا إلى البيت الأبيض مع إدارة أوباما. في هذا السياق، أكد أحد مساعديه ـ أصر على عدم الكشف عن هويته لحماية علاقته برئيسه ـ أن: «آري يرغب في بناء إمبراطورية».

وإذا كنا نشهد بالفعل بناء إمبراطورية هنا، فإن ذلك يتحقق على يد رجل لا يكل ولا يمل، يحمل بداخله تعطشا كبيرا للمغامرات الجريئة مثلما حدث عندما شرع إيمانويل وثلاثة من زملائه عام 1995 في تأسيس وكالة «إندفر» وشنوا غارة في منتصف الليل سرقوا خلالها ملفات من وكالة «إنترناشونال كرييتف منجمنت» رغم أن ذلك خلق لهم مشكلات كبيرة فيما بعد. وقد ترتب على هذا التصرف الأحمق، إقدام جيمس إيه. ويات، رئيس الوكالة آنذاك، على فصلهم قبل أن يتمكنوا من تقديم استقالتهم. وحتى أكثر المراقبين المعنيين بأساليب هوليوود القاسية صرامة شعروا بصدمة بالغة عندما قرروا التخلص من عشرات الوكلاء التابعين لوكالة «موريس» وانفصلوا عن ويات، الذي أصبح منذ ذلك الحين رئيسا لوكالة «موريس»، في غضون أقل من شهر من الموافقة على عملية الاندماج. وكان من المتوقع أن يستمر ويات (62 عاما) في رئاسة الوكالة لمدة عام، إلا أنه قرر الرحيل عنها خلال الشهور المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن ويات رفض إصدار تعليق من أجل هذا المقال، ولم يستجب رام إيمانويل للتساؤلات التي طرحت عليه بخصوص المقال. وعلى الرغم من أن ويات آثر الرحيل، فقد انتابت إيمانويل موجة من الغضب العارم خلال المفاوضات التي أجراها مع محطة «إن بي سي» حول العمل الدرامي «ميديم»، الذي أنتجه أحد عملائه، غلين غوردون كارون. وأفضى الخلاف، الذي اندلع عندما اعترضت المحطة على الشروط المالية المقترحة، إلى نقل «ميديم» إلى محطة «سي بي إس» وتهديد إيمانويل مارك غرابوف، رئيس «إن بي سي إنترتينمنت»، بتدميره شخصيا، طبقا لثلاثة مصادر مطلعة. من جهته، رفض غرابوف التعليق على هذا الأمر. ومن ناحية أخرى، أكد أحد زملاء إيمانويل أن التهديدات لم تحمل طابعا شخصيا. في هذا السياق، قال أحد المسؤولين التنفيذيين بمجال التلفزيون، طلب عدم الكشف عن هويته حفاظا على علاقته الشخصية مع إيمانويل: «لا أحد يرغب في الدخول في خلاف مع آري إيمانويل، خاصة الآن مع تولي شقيقه إدارة شؤون البيت الأبيض». ويتحرك إيمانويل حاليا في اتجاه الخطوة التالية التي ستتضمن عقد تحالف مع شركة استثمارية لا تزال قيد التأسيس. ويرمي من وراء ذلك إلى توفير دفعة مالية قوية للوكالة في صورة رأسمال جديد بإمكانه، على سبيل المثال، السماح للشركاء أو العملاء التابعين لـ«ويليام موريس إندفر» بتمويل شركات إعلامية ناشئة أو مواد من إنتاج الوكالة. ومن أجل ذلك، عكف كل من جوزيف رافيتش، المستثمر المصرفي الذي سبق له العمل لدى «غولدمان ساشز»، وجيفري إيه. سين، المسؤول السابق بـ«يو بي إس وربرغ»، طيلة عدة شهور في هدوء على تكوين شركة وصندوق بحيث يضمان «ويليام موريس إندفر» وإيمانويل. قبل عملية الاندماج، درست «غولدمان ساشز» فكرة تنظيم شراء «إندفر». إلا أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، إضافة إلى تنامي الشعور بأن ويليام موريس يقع في دائرة الخطر، نتج عنهما بدلا من ذلك عقد محادثات ـ مع اضطلاع رافيتش بدور مستشار «إندفر» ـ تمخضت عن عملية الاندماج الراهنة. جدير بالذكر أن كلا من رافيتش وسين لم يجيبا اتصالاتنا الهاتفية المرتبطة بهذا المقال. ورفض إيمانويل عقد مقابلة معه. إلا أن بعض المصادر المطلعة تتوقع أن ينتهي رافيتش من تأسيس الشركة وأن تبدأ بالفعل عملها خلال العام الجاري، الأمر الذي سيمنح «ويليام موريس إندفر» القدرة على الحصول على أكثر سلعة مرغوبة بالمجال التجاري المرتبط بالأعمال الفنية: رؤوس أموال جديدة. إضافة إلى ذلك، قضى إيمانويل وباتريك وايتسيل، المسؤول التنفيذي لدى «ويليام موريس إندفر» كثيرا من الوقت معا داخل ملعب للغولف، برفقة ثيودور جيه. فورتسمان، وهو مستثمر خاص تربطه صداقة بالرجلين. يذكر أن فورتسمان يسيطر على «آي إم جي»، وهي وكالة رياضية وإعلامية تتولى رعاية كثير من الأحداث البارزة مثل عروض الأزياء وبرامج مسابقات الغولف. وعلى الرغم من تنامي التكهنات على نطاق واسع حول إمكانية حدوث تحالف أو اندماج بين الوكالة الجديدة و«آي إم جي»، فمن غير المحتمل إقرار أي روابط رسمية بينهما في المستقبل القريب، طبقا لما أكدته مصادر معنية رفضت الإفصاح عن هويتها خشية الإضرار بعلاقاتها بمسؤولي الجانبين. والواضح أن التوجه الذي سيسلكه إيمانويل نحو تحقيق طموحاته سيكون بعيدا كل البعد عن النهج التقليدي.

يذكر أنه خلال خطبة ألقاها في احتفال نظمته مدرسة واشنطن وبالتيمور من عامين، وصف إيمانويل أسلوبه المتفرد في إدارة نشاطه التجاري بأنه يستمد جذوره من نضاله في مواجهة مرض ديسلكسيا، وهو ضعف فهم اللغة المكتوبة. وخلال الاحتفال، جرى تكريم إيمانويل باعتباره أحد من حققوا إنجازات كبرى في التغلب على إعاقات التعلم. وفي مقطع فيديو معروض حاليا على موقع «يوتيوب»، أكد إيمانويل، وقد بدت عليه علامات التوتر، أن من يعانون مرض ديسلكسيا حال تمكنهم من التغلب على إعاقتهم، يحققون ذلك عبر رسم نهج خاص بهم. وقال إن هذه الجهود: «تمدهم في الواقع ببصيرة تمكنهم من التوصل إلى حلول إبداعية في الحياة ومجال النشاط التجاري ربما يعجز الآخرون حال مجابهتهم المواقف ذاتها عن إيجادها». كما تباهى إيمانويل في المقطع المصور بأنه أصبح قادرا الآن على قراءة نصوص لعملاء أمثال لاري ديفيد ومارتن سكورسيز. إلى جانب ذلك، سيحضر سكورسيز إلى منزل إيمانويل، تحديدا استوديو تصوير على أحدث طراز. يذكر أن إيمانويل اشترى المنزل منذ أربع سنوات مقابل 9.85 مليون دولار. (فيما يتعلق بمسألة طرده من مسكنه بضاحية فيرفاكس، تمكن إيمانويل، الذي أثار غضب صاحب العقار لمحاولته استغلال مبلغ التأمين الذي قدمه إليه كإيجار عن شهره الأخير في المسكن، من الخروج قبل حضور أي من مسؤولي الشرطة). واعتمدت المكانة البارزة التي احتلها إيمانويل داخل «إندفر» ـ وهو أمر معترف به على نطاق كبير، رغم أنه لم يحمل أي لقب رسمي وشارك في السيطرة على الوكالة مع ثلاثة أعضاء آخرين داخل مجموعة إدارة دائمة ـ على قائمة من العملاء واسعة النطاق على نحو عشوائي فريد من نوعه. وتتضمن القائمة أشخاصا على صلة بإيمانويل منذ أمد بعيد، أمثال الكاتبين جون ألتشولر وديفيد كرنسكي، وشكل ثلاثتهم فريق عمل منذ سنوات عديدة ماضية عندما كانوا يعملون لدى «إنترتالنت»، وساعدوا لاحقا في إنتاج «كنغ أوف ذي هيل». وتضم القائمة أيضا صانع الأفلام بيتر بيرغ، الذي شارك إيمانويل غرفته في «ماكالستر كوليدج» في مينيسوتا. من ناحية أخرى، تضم القائمة عددا من النجوم اللامعين أمثال مارك والبرغ ومايكل دوغلاس وساشا بارون كوهين. إلى جانب ذلك، هناك عدد ممن يحترفون الكتابة والإنتاج معا مثل غريغ دانييلز وآرون سوركين. إضافة إلى ذلك، هناك عدد من الشخصيات الإعلامية المتنوعة والمثيرة للفضول. تتضمن الفئة الأخيرة عددا من منتجي الأفلام الوثائقية مثل مايكل مور وإرول موريس، ومذيع برنامج «تونايت شو»، كونان أوبريان، ونجم كرة السلة شاكيل أونيل والمحاور تشارلي روز. منذ عام مضى، نظم روز حلقة في برنامجه لمقابلة الأشقاء راهم وآري وإزكييل إيمانويل، العالم البارز بمجال الأخلاق الحيوية. وقد وصف الأخير شقيقيه بأنهما يتحركان انطلاقا من روح الجماعة، ويضعان نصب أعينهما تساؤل: «ماذا نفعل اليوم كي نجعل العالم أفضل حالا؟». فيما يخص آري، فإنه يعمد إلى قيادة سيارة «بيروس» تعمل بالوقود المختلط، ويحمل سقف منزله صفوف من الألواح الشمسية ويعمل مديرا لدى «مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية». بيد أن ذلك لم يمنع إيمانويل من الدخول في مشروعات ذات طابع مثالي أقل. على سبيل المثال، أصبح واحدا من كبار الشركاء في «تيبل ماكس هولدنغز» ومستشارا لها، وهي شركة صغيرة في لاس فيغاس تعمل بمجال خدمة نوادي القمار. من جهته، قال غافين بولون، أحد منتجي هوليوود: «أعتقد أن هذا الأمر سينجح». يذكر أن إيمانويل استعان ببولون كمستثمر معاون له. وانضم بولون إلى إيمانويل في ضمان قروض مصرفية بملايين الدولارات لصالح الشركة، التي عانت تحت وطأة ظروف اقتصادية عصيبة. من بين المغامرات التجارية الأخرى لإيمانويل مشاركته في «لايف نيشن»، وهي شركة تعنى بتنظيم الحفلات الموسيقية يجري حاليا دراسة اندماجها مع شركة «تيكيتماستر». يعد إيمانويل أحد أعضاء مجلس إدارة «لايف نيشن». والواضح أن موقف إيمانويل سيزداد تعقيدا باندماج «إندفر»، التي تفتقر إلى نشاط تجاري كبير بالمجال الموسيقي، مع «ويليام موريس»، أحد الكيانات البارزة بالمجال الموسيقي التي سيتأثر عملاؤها بإبرام أي صفقات مع الشركة الموسيقية الجديدة.

إلا أن مايكل رابينو، الرئيس التنفيذي لـ«لايف نيشن»، قال إنه لا يرى أي تعارض محتمل في المصالح في الأدوار الجديدة الصاعدة لإيمانويل. وقال: «آمل في أن يجد متسع من الوقت يسمح له بالاستمرار كعضو». أما روز، صديق إيمانويل الذي يصف نفسه بأنه: «الشقيق الرابع لإيمانويل»، فيعترف بأن بعض التغيير طرأ على مكانة إيمانويل في الأسابيع الماضية. وأوضح أنه: «يبدو أنه انتقل إلى مستوى آخر. وساعد الاندماج في وصوله إلى مكانة أعلى».

* خدمة «نيويورك تايمز»