فنان الغرافيتي المراوغ بانكسي يقيم معرضا لأعماله في مسقط رأسه

موعد المعرض ظل سرا حتى اللحظة الأخيرة وحتى العاملون في المتحف لم يتعرفوا على شخصيته

TT

«بانكسي يطلق معرضا (سريا) لأعماله» هكذا قدمت وكالة «رويترز» لخبرها حول افتتاح معرض لأعمال فنان الغرافيتي الشهير بانكسي في متحف مدينة بريستول. وعلى الرغم من شهرة أعمال بانكسي، فإن شخصية هذا الفنان المراوغ لا تزال سرية، ومن الطريف أن موعد إطلاق معرضه في متحف بريستول ظل سرا حتى الجمعة، كما قالت مديرة المتحف لقناة «بي بي سي 2» إنها لا تعرف ما إذا كانت قابلت الفنان أثناء وجوده في المتحف للإعداد لمعرضه فبانكسي كان مع مساعديه في المتحف للإشراف على المعرض ولكن العاملين في المتحف لم يتعرفوا عليه.

وكعادة بانكسي الذي يخفي أعماله عادة في أماكن غير متوقعة، فبالمصادفة قد يجد المارة رسم غرافيتي كبيرا في أحد شوارع لندن أو بريستول ويدركون أنه لبانكسي، أو كما ترك رسوماته في الضفة الغربية وعلى جدار الفصل الاستيطاني الذي تبنيه إسرائيل، وجدران منازل اللاجئين في المخيمات، وبعض المحال التجارية. في معرضه الحالي في بريستول ينبغي لزائر المعرض التجول بين المعروضات والنظر بدقة لاكتشاف أعمال بانكسي، فهو لم يضع أعماله واضحة للعيان إلا في أقسام محددة من المتحف، وفي باقي الأقسام قام بإخفائها داخل معروضات أخرى. فمثلا على لوحة تمثل منظرا طبيعيا نجد أن بانكسي قد أضاف رسما صغيرا على جانب اللوحة يمثل شلالا أو وضع سيارة معطلة مخلوعة الباب على لوحة أخرى، أو يكون قد وضع كمامة على تمثال لحصان صغير ضمن مجموعة تماثيل. وليست هذه المرة الأولى التي يخفي فيها بانكسي أعماله ضمن أعمال فنية داخل متحف، فهو قد قام من قبل بوضع لوحة له في إحدى قاعات متحف تيت بريتان الشهير في لندن ومرت ساعات قبل أن ينتبه أحد من العاملين في المتحف، أو عندما نجح في وضع رسم للموناليزا وهي تبتسم داخل متحف اللوفر بالقرب من لوحة الموناليزا الشهيرة.

يضم المعرض الجديد نحو 100 قطعة من توقيع الفنان، منها 70 عملا جديدا، ونقلت الـ«بي بي سي» بيانا أصدره الفنان قال فيه: «هذا هو المعرض الأول لي الذي يموله دافعوا الضرائب بدلا من أن تستخدم أموالهم في إزالة أعمالي». وهو بهذا يشير إلى ما قامت به البلدية في لندن من إزالة عدد من الرسومات التي تركها على جدران مباني عامة. أضاف بانكسي أن المعرض يقدم «رؤيتي للمستقبل، وهنا قد ينصحني البعض بالذهاب لأقرب اختصاصي نظر».

ويعتبر هذا المعرض هو الأضخم للفنان، حيث تحتل أعماله كامل مبنى المتحف في مسقط رأسه بريستول، وقال الفنان لصحيفة «بريستول إيفننغ نيوز» إنه يريد أن يرد بعض الجميل لمدينته، مضيفا في دعابة: «كنت أستطيع أن أضع أعمالي في أي مكان آخر، ولكنهم هنا يقدمون نوعا جيدا من الشاي». من الأعمال المعروضة هنا تمثال لامرأة يبدو كلاسيكيا، ولكن المرأة لا تتخذ وضعا فنيا، بل تحمل في يديها أكياسا من المشتريات، وفي مثال آخر، لوحة يظهر فيها شخص يكتب على جدار جملة «يا عمال العالم اتحدوا» ويبدو خلفه عامل النظافة ينتظر بممسحة في انتظار انصراف الرسام ليقوم بمسح الكتابة. وفي جانب وضع حوض أسماك ضم سمكتين وقطعتين من «أصابع السمك» المقلية.

المعروف عن بانكسي أنه بدأ مشواره في بريستول عبر رسم الصور على جدران البنايات، ولكنه الآن أصبح من الفنانين المشهورين الذين يسعى كثيرون لاقتناء لوحاتهم، والمعروف أن براد بيت وأنجلينا جولي من المعجبين بأعماله وسبق لبيت شراء عمل لبانكسي في أحد المزادات.