تونس وكلوديا كاردينالي تتبادلان الحب

مع تكريم خاص من الرئيس زين العابدين بن علي

TT

يبدو أن أضواء الشهرة الساطعة التي اجتذبتها كلوديا كاردينالي إحدى أبرز نجمات السينما العالمية لم تُنسِها جذورها التونسية. كاردينالي اختارت أن تعبر عن عشقها لتونس بكتاب جديد «تونسية أنا» لتفاجأ باستقبال حافل وحب غامر من بلدها الذي تركته قبل عشرات الأعوام.

وبدأت كاردينالي أمس الثلاثاء زيارة إلى تونس لتقديم كتابها الذي أصدرته دار تيمي الفرنسية للنشر «تونسية أنا» والتقت مع الصحافيين لتحدثهم عن «حنينها إلى تونس الذي لم تزعزعه أضواء الشهرة بل جعلته قويا وأكثر عمقا».

ولكن قبل أن تلتقي الصحافيين فوجئت كاردينالي (وهي تونسية المولد لكنها تحمل الجنسية الإيطالية) بإعلامها بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يعتزم استقبالها في أولى محطات زيارتها إلى تونس التي تستمر أربعة أيام.

وقالت كاردينالي متحدثة للصحافيين بتأثر: «لقد كانت المفاجأة مذهلة! لقد استقبلني الرئيس في القصر، ومنحني منذ وقت وسام الاستحقاق الوطني للثقافة من الدرجة الأولى. إنه أمر رائع ومثير للمشاعر».

قالت وكالة الأنباء الحكومية إن الرئيس التونسي كرّم كاردينالي ونوّه بمسيرتها الفنية الثرية ومكانتها الهامة على الساحة السينمائية طوال سنوات عديدة وقدر لها تعلقها المتين بتونس بلد نشأتها.

يشار إلى أن مشاركة كاردينالي في مسابقة «أجمل إيطاليات تونس» وفوزها بالمركز الأول فيها غيّر حياتها رأسا على عقب حيث تم مكافأتها بحضور مهرجان البندقية السينمائي عام 1956 لتدخل بعد ذلك عالم السينما بفيلم «حدث ذات مرة في الغرب»، وتؤدي بطولة عشرات الأفلام مع نجوم السينما في العالم.

ومن أبرز أفلامها «ليوبارد» و«توندا روسا» و«بينك بانتر» و«بيبزي بوب» و «غابي» و«صيف حلق الواد».

وقالت كاردينالي: «كتابي أردته تحية لتونس حيث نشأت وقضيت أحلى أيام عمري. لن أنسى رائحة الياسمين العبقة بحلق الواد ولن أنسى ذلك القطار الأزرق المتواضع الذي نركبه لننتقل إلى قرطاج والمرسى وحلق الواد».

وزارت كاردينالي أمس الثلاثاء بيتها القديم حيث ولدت بقلب العاصمة، وهي آخر زيارة لها لهذا البيت الذي سيتم هدمه لإقامة جسر فوقه أرضه. ووصفت الزيارة بأنها مؤثرة.

ومن المقرر أيضا أن تزور مدرسة نهج مرسيليا حيث قضت جزءا من طفولتها وأن تلتقي عددا من أصدقاء طفولتها. وستستمتع بأكل السمك في حلق الواد مثلما تعودت على ذلك في فترة شبابها.

ورغم أن بيتها سيهدم لإقامة مشروع عليه فإن كاردينالي أصرت على أن حلمها هو أن تعود لتستقر في تونس وأن تنهي حياتها فيها مثلما بدأتها فيها.

ولا تحمل كاردينالي الجنسية التونسية، لكنها قالت: «ستكون سعيدة لو يحصل ذلك وستدرس إجراءات تقديم الملف للحصول على الجنسية التونسية». وتحدثت عن تونس قائلة: «كل شيء تغير هنا. إنه أمر جيد. لكن ما لم يتغير في هذا البلد هو روح التعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود. أرجو أن لا يتغير هذا وأن يبقى دائما مثلما هو».

وتضمّن كتاب «تونسية أنا» الذي جمعت فيه كاردينالي بين الصور الفوتوغرافية والكلمات المؤثرة ذكريات هذه الفنانة العالمية في تونس التي ولدت بها في 15 أبريل (نيسان) عام 1938 في بيت بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة.

وتحاول الممثلة الشهيرة في كتابها الذي جاء في 200 صفحة أن تسترجع ذكريات طفولتها وتحكي المناظر الطبيعية التونسية الخلابة التي سحرتها والدراسة بمدرسة نهج مرسيليا بالعاصمة.