«أسلاك» و«بلا عنوان» و«رسومات» في الربع الخالي

معارض في دبي تجسد رؤى مميزة في عالم التصوير الضوئي

«أسلاك» للفنانة راشيل ريلو
TT

إنه «غاليري الربع الخالي» للتصوير الفوتوغرافي والفنون التشكيلية، لكنه بالتأكيد ليس صحراء قاحلة كما هي صحراء الربع الخالي، لكنه أخذ من الصحراء الشاسعة آفاقها وغموضها، لذلك كانت ثلاثة معارض لفن التصوير الضوئي المعاصر، افتتحت مساء أمس الأول، ويجسد كل منها رؤية مختلفة لعالم اليوم ويحمل عنوانا خاصا يعبر عن مضمونه.

وتمثل المعارض الثلاثة، «أسلاك» و«بلا عنوان» و«رسومات»، باكورة المعارض الفردية في دبي لفنانتي التصوير الضوئي الفلبينيتين؛ راشيل ريلو، ونويل تان. وتستقبل هذه المعارض في غاليري الربع الخالي زوارها ضمن «قرية البوابة» بمركز دبي المالي العالمي.

ويقول عبد الله حمد بن سوقات، الرئيس التنفيذي لمجموعة «DIFC لايفستايل» «تقدم هذه المعارض رؤية مميزة ومبهرة وغير متوقعة للحياة في عالمنا وذلك من خلال تحدي ما هو مألوف ومنتظر من التصوير الضوئي، دافعة المشاهدين إلى الغوص بشكل أعمق في مشاهداتهم وطرح التساؤلات حول ما يرونه». وأضاف «تشكل مجموعة المعارض الأخيرة إضافة مهمة إلى التنوع الفني الواسع الذي يزخر به مركز دبي المالي العالمي. وتزود الأعمال المعروضة رؤية مميزة للفن والحياة، خاصة أنها تمثل مشهدا فنيا واسعا يمتد من الإبداعات المحلية والإقليمية وصولا إلى الفنون الغربية، شاملة الإسلامية والمعاصرة». ويضم معرض «أسلاك» أعمال الفنانة راشيل ريلو، التي ولدت وترعرعت في العاصمة الفلبينية مانيلا، ثم انتقلت إلى سان فرانسيسكو أثناء دراستها في أكاديمية كلية الفنون هناك. وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، عرضت راشيل أعمالها الفنية في سان فرانسيسكو، ولوس أنجليس، وهيوستن، كما تم نشر أعمالها عبر المنطقة وفي وطنها الأم.

وحول اختيارها «أسلاك» عنوانا لآخر أعمالها، قالت ريلو «لا يمكننا الابتعاد عن أسلاك الهاتف والكهرباء التي تمتد وتلتف وتنعطف عابرة فوق شوارع مانيلا بكل تشابكاتها وتعقيداتها. وكلما أمعنت النظر فيها أكثر حجبت عن ناظري كل شيء آخر. فالأسلاك هي خير كناية عن حال المدينة التي تعمها الفوضى». وتظهر الصور المطبوعة بقياسات صغيرة على ورق كبير الحجم بألوان دافئة. ويسمح الجزء الكبير المقتطع من المساحة المحيطة بالصورة للمشاهدين إما بالاستمرار في مجموعة الشوارع المحيطة والأبنية وأصواتها وروائحها وتركيبتها، أو الاحتفاظ بصور محاطة بالفوضى الراقصة المحتواة ذاتيا. وقد التقطت ريلو أكثر من 1500 صورة من أجل المشروع. وتعرض نويل تان، المولودة في مانيلا أيضا، أعمالها ضمن معرضين منفصلين، هما «بلا عنوان» و«رسومات». وهي حائزة على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة نيويورك ودرجة الماجستير من معهد كاليفورنيا للفنون. وقد أقامت معارض في واشنطن، وودستوك نيويورك، وبالتيمور، وبيفرلي هيلز، كما تعرض أعمالها الفنية ضمن المجموعة الدائمة لمتحف كوركوران ومركز التصوير الفوتوغرافي في وودستوك.

ويقول إيلي ضومط، المدير الإبداعي في غاليري الربع الخالي، «يختلف معرضا «بلا عنوان» و«رسومات» من الناحية البصرية وعلى صعيد المحتوى، ولكنهما يشتركان في تحديهما للتوقعات الاعتيادية للتصوير الضوئي. وترسم هذه الأعمال مشاهد تمتد بين النشوء والكينونة، المرئي واللاوعي. وبخلاف المناظر الطبيعية التقليدية، فإن هذه الصور تجسد مناظر تختفي فيها التضاريس. إنها تتحدى المشاهدين ليتساءلوا عما يمكن أن يروه في الصور».