السمراوات نجمات أسبوع الموضة في ساو باولو

في رد على اتهام المنظمين بالعنصرية

(إ.ب.أ)
TT

انطلقت أول من أمس، الأربعاء، الدورة ال27 لأسبوع ساو باولو للموضة، الذي يعتبر من أهم أسابيع الموضة في أميركا اللاتينية، كونه المسرح الذي يتيح للمصممين المحليين وجيرانهم استعراض إبداعاتهم أمام وسائل الإعلام العالمية. وعلى الرغم من أن البداية كانت مبشرة بالجمال والإثارة بفضل مشاركة عارضة سوبر هي جيزيل باندشن، فإن الأجواء كانت أيضا مشوشة بسبب اتهام البعض لمنظمي الأسبوع بالعنصرية لتركيزهم على الاستعانة بعارضات شقراوات، مع أن البلد يتكون من أعراق وأجناس مختلفة. ولأن هذا الأسبوع يتمتع بأهمية لا يستهان بها في أميركا اللاتينية، ورغم أنه قد لا يكون بأهمية العواصم الأوروبية ونيويورك، فإنه استطاع أن يستقطب له جمهورا وتغطية لا بأس بها، تقدر بـ 5000 مراسل صحافي من كل أنحاء العالم، مهمتهم تغطية 40 عرضا، مما قد يجعل أي تغطية سلبية تنعكس على سمعته وتؤثر عليها على المدى البعيد. ولا شك أن جزءا كبيرا من هذا الاهتمام والبريق يعود الفضل فيه لمشاركة وجوه معروفة مثل العارضة السوبر، جيزيل باندشن، التي تشارك بشكل دائم في عرض ماركة «كولتشي»، وهو الأمر الذي لم تخرج عنه هذه المرة أيضا، مما يدعو للشك بأن هناك اتفاقا شبه ضمني على هذه المشاركة الدائمة بين الماركة وعارضة يتمنى أكبر المصممين العالميين أن تحلي عروضهم. فماركة «كولتشي» قد تكون مهمة في أميركا اللاتينية، وما من أحد ينكر أن تصميماتها شبابية وأنيقة، لكنها لا ترقى إلى أناقة باريس أو ميلانو مثلا، التي ترتبط في الأذهان بعارضات سوبر من عيار جيزيل ومثيلاتها.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأخيرة تزوجت من لاعب كرة القدم الأميركي توم برايدي في فبراير (شباط) الماضي، لكنها لا تزال تعتبر من أغلى العارضات في الساحة بالنظر إلى عقودها مع شركات إعلانية كبيرة. المثير هذا الأسبوع أيضا، أنها لم تكن أهم نقطة جذب فيه، حيث تسلطت الأضواء على عارض الأزياء البرازيلي، جيسوس لوز، الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها محط الأنظار والعدسات العالمية. وإذا عرف السبب بطل العجب، فهذا هو العارض الذي التقطت له صور حميمة مع المغنية الأميركية مادونا، وتدور الشائعات بأن العلاقة بينهما تتعدى الصداقة التي يؤكد عليها. لكن رغم مشاركة كل من جيسوس لوز (22 عاما) وابنة بلده البرازيلية جيزيل في عرض «كولتشي»، فإن ما يضفي طابعا خاصا ولافتا على أسبوع ساو بولو الذي سينتهي يوم الاثنين المقبل، هو زيادة عدد العارضات السود بشكل غير مسبوق، مع العلم أنه لم يأت من فراغ أو نتيجة تذمر عام فحسب، بل بموجب نظام حصص جديد فرضه المنظمون بعدما تلقوا تهديدات بمواجهة دعاوى قضائية بتهمة العنصرية. فقد لوحظ في المواسم الماضية، أن نسبة العارضات السمراوات كانت قليلة بالمقارنة بمثيلاتهن الشقراوات، وهو ما لم يعد السكوت عنه مقبولا، وأكبر مثال كان خلال أسبوع الموضة الذي أجري في يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي شاركت فيه ثماني عارضات سمراوات فقط من أصل 344 عارضة، مما أثار انتباه المتابعين وأثار حفيظتهم. ووصلت حالة الغضب إلى تهديد المنظمة المناهضة للعنصرية «ايدوكافرو» بتنظيم «عرض أزياء مضاد» تتكون كل بطلاته من عارضات سمراوات قبالة المبنى الذي يستضيف أسبوع الموضة، الأمر الذي من شأنه التشويش على الأسبوع وسرقة الأضواء منه ومن إبداعات طالما حلم مصمموها بأن تأخذ نصيبها من الاهتمام حتى تشق طريقها إلى العالمية.

وتفيد الأرقام الرسمية أن 7% فقط من سكان البرازيل، البلد الذي يضم الكثير من الأعراق والأجناس، يعتبرون أنفسهم من السود في حين يؤكد 43% أنهم خلاسيون، أما نسبة 50% المتبقية فتعتبر نفسها من البيض.