أسبوع آسكوت الملكي.. خلاصة التقاليد الملكية والرياضية والاجتماعية في بريطانيا

انطلق عام 1711 وتزيد جوائزه اليوم على 3 ملايين جنيه

القبعات النسائية منظر مميز
TT

من ألطف مشاهد فيلم «سيدتي الجميلة» (ماي فير ليدي) الشهير، صراخ البطلة إليزا دوليتل من قلب السرادق الملكي الفاخر في مجمع آسكوت لسباقات الخيل لتشجيع الحصان «دوفر» بشتيمة صعقت الأعيان الموجودين في السرادق. كان وجود ليزا، تاجرة الزهور الفقيرة المسكينة، التي لعبت دورها باقتدار نجمة السينما الأميركية أودري هيبورن، في ذلك المكان الأرستقراطي ضربة تحدٍ من البروفسور هنري هينغنز الذي كان يومذاك يعلمها النطق السليم للغة الإنجليزية، ويتباهى أن بمقدوره أن يظهر بها حتى في السرادق الملكي في آسكوت ويخدع بمظهرها ولهجتها الأرستقراطية الجميع.

ولكن إذا بشتيمة «دوفر» قد فضحت حقيقة إليزا، فإن ذلك المشهد عرّف جمهورا عالميا واسعا لا يعرف الكثير عن التقاليد الاجتماعية والرياضية البريطانية باسم آسكوت.

آسكوت بلدة صغيرة قرب بلدة وندسور إلى الغرب من لندن، أنشأت فيها الملكة آن، عام 1711، أحد أكبر وأعرق مجمع لسباقات الخيول الأصيلة في العالم. وأقيم أول سباق فيه يوم 11 أغسطس (آب) من ذلك العام، وشارك فيه يومها سبعة خيول لمسافة أربعة أميال (6437 مترا) وبلغت قيمة الجائزة 100 جنيه. وفي عام 1813 سن البرلمان تشريعا يبقي أرض المضمار والمجمع ملكية عامة (أملاك الملكة). وبعد مائة سنة أي عام 1913 أسست «هيئة آسكوت» لإدارة المجمع ومضماره حتى اليوم. ومنذ ذلك التاريخ وحتى عام 1945 كان الحدث الوحيد الذي ينظم في آسكوت هو الـ«رويال ميتينغ»، أي «الملتقى الملكي»، أو (الأسبوع الملكي) الممتد لأربعة أيام. ولكن فيما بعد أضيفت سباقات أخرى أهمها سباق الموانع «الستيبلشايس» والحواجز عام 1965. ومما يستحق الإشارة أنه يوم 26 سبتمبر (أيلول) 2004 أغلق مجمع آسكوت ومضماره لمدة 20 شهرا جرى خلالها تطوير مرافقه بمبلغ 185 مليون جنيه إسترليني تكفل بها البنك الأيرلندي «آلايد أيريش بنك». وأعادت الملكة إليزابيث الثانية باعتبارها مالكة المجمع افتتاح المضمار والمرافق يوم الثلاثاء 20 يونيو (حزيران) 2006. اليوم تقام في مضمار آسكوت تسعة سباقات من سباقات الطبقة الأولى أو المجموعة الأولى السنوية الـ 32، ويفتح المضمار أمام السباقات لمدة 25 يوما كل عام بما فيها السباقات الـ 16 بلا موانع المقامة في شهري مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول). ولئن كان الحدث الأهم شعبيا في آسكوت يظل الـ«رويال ميتينغ» في يونيو (حزيران)، وبالذات جائزة «كأس آسكوت الذهبية»، فإن الحدث الأرقى فهو «سباق الملك جورج السادس والملكة إليزابيث» في يوليو (تموز). جزء أساسي من تراث آسكوت الملكي، تقاطر الرجال بزي السموكنغ (المورننغ أو البونجور) والنساء بأزياء كلاسيكية مع قبعات، على السرادق الملكي الكبير، وفي هذا الأمر لا تنازلات على الإطلاق. بل إن لألوف البريطانيين يعد هذا الحدث من الأحداث التي تستحق الانتظار والتحضيرات بفارغ الصبر. ولكن خارج هذا السرادق فإن القيود تخفف بالنسبة لأزياء الجنسين، مع أن الجو العام المحيط بآسكوت، وسحر الحدث، يشجع كثيرين على الانسجام مع مقتضيات الوقار والأبهة.

للطامحين بمتابعة الخيول المتسابقة من السرادق الملكي في آسكوت، لا بد للواحد أو الواحدة منهم إما أن يكون أو تكون ضيفا أو ضيفة لأحد الأعضاء، أو مرشحا أو مرشحة للعضوية بتوصية من أحد الأعضاء سبق له أن حضر الحدث أربع مرات على الأقل. مثل هذه الشروط تحفظ للسرادق مستواه الراقي الخاص، في حين يقدر أنه يتوافد على المجمع خلال الأسبوع الملكي، الذي يشتهر بالـ«رويال آسكوت» أكثر من 300 ألف شخص من الجنسين. وأمام هؤلاء 16 سباقا مع سباق واحد على الأقل من الطبقة الأولى ـ أو المجموعة الأولى ـ في كل يوم من الأيام الخمسة. ويجري سباق «كأس آسكوت الذهبية» في «يوم السيدات» (الخميس). أما إجمالي قيمة الجوائز حاليا فيربو على الثلاثة ملايين جنيه.