العملية العسكرية في سوات تؤثر على أسواق الفاكهة

خسائرها قدرت بملايين الدولارات

بسبب العمليات العسكرية نقصت كمية الفاكهة الموسمية مثل البرقوق والخوخ والمشمش داخل الأسواق الباكستانية وارتفعت أسعارها (أ.ف.ب)
TT

يشتهر وادي سوات، الذي يطلق عليه اسم «سويسرا باكستان»، بأفضل ثمار المشمش والخوخ والبرقوق. وتغطي مزارع وحدائق الفاكهة قرابة 40 في المائة من هذه المنطقة، كما أنها توفر وظائف لـ60 في المائة من السكان المحليين. ولكن نتائج العملية العسكرية القائمة في الوادي قد تجاوزت نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص من منازلهم، فهي قد أدت إلى حرمان مواطني باكستان من أفضل الفاكهة الموسمية التي تشتهر بها المنطقة. وقال طاهر أيوب، السكرتير العام لرابطة تجار الفاكهة في إسلام آباد خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نقص في الفاكهة الموسمية مثل البرقوق والخوخ والمشمش داخل الأسواق الباكستانية وقد ارتفعت أسعار الفاكهة».

وحسب ما تفيد إحدى التقديرات، فإن ما يصل قيمته إلى 15 مليون روبية (120 مليون دولار) من الفاكهة تصل إلى أسواق الفاكهة داخل المدن الباكستانية من وادي سوات كل عام، وتباع هذه الكمية بسرعة، لدرجة أن التجار لا يحتاجون إلى توفير مخازن لها على الرغم من حقيقة أن فاكهة سوات موسمية، ومنها المشمش والبرقوق والخوخ التي تعد من السلع التي تتلف سريعا. ويقول محمد أكرم، وهو تاجر فاكهة بارز في إسلام آباد: «تعرضت بعض مزارع الفاكهة للدمار بسبب القتال الدائر في وادي سوات وتواجه المزارع الكثيرة التي ما زالت قائمة خطر التلف».

وتزامن بدء العملية العسكرية مع موعد وصول الفاكهة الموسمية من سوات إلى أسواق الفاكهة. وقد تسبب الحصار القائم في قدر كبير من الأذى بالنسبة لتجار الفاكهة حيث لا يسمح الجيش بنقل الفاكهة خارج منطقة النزاع. ويظهر سوق الفاكهة بالعاصمة الفيدرالية، الذي يقع في ضواحي إسلام آباد، كمحور مهم ومنطقة ترانزيت بالنسبة لتجارة الفاكهة التي يتم من خلالها نقل فاكهة وادي سوات إلى المناطق الأخرى من البلاد. ويقول إحسان الله، وهو تاجر فاكهة في سوق الفاكهة بإسلام آباد: «هناك مليارات من الروبيات في تجارة فاكهة سوات، وقد تضرر التجار الذين يعملون في تجارة الفاكهة ومعهم المزارعون والوسطاء من سوات بسبب العملية العسكرية».

وحسب ما يفيد مكتب تابع لرابطة تجار الفاكهة، فهناك نحو 400 ـ 500 تاجر فاكهة في سوق الفاكهة بإسلام آباد يتعاملون مع تجارة الفاكهة بسوات. ومعظم هؤلاء التجار متأكدون من أن استثماراتهم، التي دفعوها إلى المزارعين والوسطاء سلفا مقابل توريد الفاكهة الموسمية قد ضاعت.

ويقول أكرم، وهو رائد متقاعد ويعد من تجار الفاكهة البارزين في سوق الفاكهة بإسلام آباد: «لا يسمح الجيش بخروج حبة فاكهة واحدة من منطقة النزاع. وقد حاول المزارعون المحليون والوسطاء داخل سوات في بادئ الأمر نقل الفاكهة إلى سوق إسلام آباد باستخدام طريق بديل عبر جبال بونير وماردان، ولكن بعد ذلك أغلق الجيش الطرق التي تمر عبر الجبال». يشار إلى أن العملية العسكرية في سوات والمناطق المحيطة بدأت مع بدء وصول أولى شحنات الفاكهة من سوات إلى إسلام آباد. ويقول التجار في سوق الفاكهة بإسلام آباد إنهم بدأوا في تقديم دفعات سلفا إلى الوسطاء في سوات خلال نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) للحصول على إمدادات من الخوخ والبرقوق والمشمش في مايو (أيار) ويونيو (حزيران). ويقول إحسان الله: «نبدأ في دفع الدفعات سلفا في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، وبحلول منتصف مايو (أيار) ندفع نحو 80 في المائة من الأقساط إلى الوسطاء في سوات». وأشار إلى أنه خسر نحو 10 ملايين بسبب العملية العسكرية الحالية. وبالتأكيد، ليس مطلوبا من هؤلاء التجار التنبؤ بمستقبل الأحداث في وادي سوات عند دفع الأقساط سلفا للوسطاء والمزارعين في وادي سوات. ويقول إحسان الله: «في الوقت الحالي، لا يتسنى الوصول للوسطاء، كما أن أجهزة التليفون الجوال الخاصة بهم مغلقة وربما هاجروا إلى بيشاور أو المدن الأخرى بإقليم الحدود الشمالية الغربية».

وفي الأيام الأولى من مايو (أيار) حصل التجار على إمداد محدود من الفاكهة، ولكن في يونيو (حزيران) توقف الإمداد، وهو ما أدى إلى زيادة مضاعفة في أسعار ثلاثة أنواع من الفاكهة هي الخوخ والبرقوق والمشمش. ويقول أكرم: «في العام الماضي كنا نبيع المشمش بسعر 20 روبية للكيلوغرام، وفي الوقت الحالي بلغ سعره 80 روبية للكيلوغرام». وبالصورة نفسها، يباع البرقوق مقابل 80 روبية (1 دولار) للكيلوغرام. وارتفع سعر المشمش بمعدل الضعف ويباع حاليا في سوق الفاكهة بإسلام آباد مقابل 45 روبية للكيلوغرام. وقد أثر نقص هذه الأنواع الثلاثة في أسعار الفاكهة الأخرى، لا سيما المانجو. يقول طاهر أيوب: «زاد الطلب على الفاكهة الأخرى مع غياب المشمش والبرقوق والخوخ، ولذا ارتفعت أسعار الفاكهة الأخرى».

ويقول أكرم: «خلال العام الماضي بعت 4000 صندوق، كل صندوق يحتوي على 8 كيلوغرامات من المشمش والخوخ والبرقوق في أسواق بنجاب والسند، وفي العام الحالي بعت أقل من 260 صندوقا من الفاكهة». وأضاف أنه حاول الاتصال بقادة الجيش في سوات لإقناعهم بعدم إلحاق الضرر برجال الأعمال في قطاع الفاكهة من سوات. وأضاف: «قلت لمن أنا على علاقة بهم في الجيش إن إجراءاتهم في سوات سوف تلحق الضرر بالتجار، ولكن لا يسمعنا أحد».

ويقول أكرم: «تعرضت ثمار الخوخ الأولى للدمار بصورة كاملة بسبب العملية العسكرية، ولكن ما زال هناك أمل في أن الدفعة الثانية من الخوخ والبرقوق يمكن أن تصل لأسواق البلاد». ويقول تجار الفاكهة في إسلام آباد إن إمدادات الفاكهة تستمر حتى الشهر التاسع، ولذا فهناك أمل بالنسبة لهم. ونقلت كمية صغيرة من هذه الفاكهة إلى المناطق الجنوبية من البلاد حتى الأسبوع الأول من مايو (أيار)، ولذا فإن الموسم الفعلي لهذه الفاكهة هو من منتصف مايو (أيار) إلى نهاية يونيو (حزيران).