«دكان شحاتة» للمخرج المصري خالد يوسف يفتتح مهرجان سينما المؤلف في الرباط

هيفاء وهبي سعيدة بدورها السينمائي الأول.. ومحمود عبد العزيز لا يقوى على الكلام لحظة التكريم

الممثل المصري محمود عبد العزيز، والعلم المغربي فوق كتفيه، أثناء تكريمه في مهرجان سينما المؤلف بالرباط («الشرق الأوسط»)
TT

افتتح الفيلم المصري «دكان شحاتة» لمخرجه خالد يوسف فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط، المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، والذي يتميز هذه السنة باحتفائه بالقدس عاصمة للثقافة العربية، من خلال تنظيمه لسلسلة من الأنشطة الثقافية والقراءات الشعرية، منها افتتاح معرض دولي للصور الفوتوغرافية حول «الوجود المغربي في القدس الشريف» الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس، بتعاون مع وزارة الاتصال (الإعلام)، والأرشيف الفلسطيني، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

وبدت المغنية اللبنانية هيفاء وهبي سعيدة، وهي تتسلم درع التكريم من يد المطرب المغربي البشير عبده، وعبرت عن اعتزازها بأول دور سينمائي في حياتها الفنية في فيلم «دكان شحاتة». واستحضر مخرج الفيلم خالد يوسف، في كلمة له بالمناسبة محطات من التاريخ، تؤكد «عمق التواصل الوثيق والدائم بين بلدين لا فاصل بينهما»، في إشارة إلى المغرب ومصر، اللذين «يندمجان ضمن أمة عربية وثقافة واحدة».

وقال يوسف إن السينما التي ينحاز إليها هي التي تعبر عن هموم الإنسان البسيط الذي ينتمي إليه، في حياته اليومية، وهي السينما التي تجد صداها دائما سواء في نفس المتلقي، أينما كان في القاهرة أو الرباط أو غيرهما.

وكشف يوسف في ختام كلمته أمام جمهور حفل الافتتاح، أن منتج الفيلم، كامل أبوعلي، الحاضر إلى جانبه، متزوج بسيدة مغربية، ومضى يقول معلقا، إن هذا الرباط الزوجي يشكل أيضا وجها آخر من أوجه التواصل التاريخي بين المغرب ومصر.

وتم تكريم ثلاثة أسماء فنية ذات حضور مميز في السينما العربية، وكان أول المكرمين هو الكاتب والسيناريست المغربي يوسف فاضل، الذي قال إنه لم يتعود على لحظات مثل هذه، وأنه لأول مرة يجد نفسه «في هذا الوضع، وهو ليس سهلا»، مشيرا إلى أن التكريم يمنحه مزيدا من الثقة فيما يقوم به من أعمال فنية.

ولم تسعف العبارة الممثل المصري محمود عبد العزيز، بعد تكريمه من طرف مهرجان سينما المؤلف بالرباط، ووقف صامتا بضع لحظات، وهو يضع العلم المغربي فوق كتفيه، قبل أن يعترف، بنوع من التأثر، قائلا «ما عرفش أتكلم»، مضيفا أنه سعيد بأن يحظى بهذا الاحتفاء في بلد عربي يحب الفن والفنانين.

وقالت الممثلة المغربية فاطمة خير التي ترتبط بعلاقة صداقة مع أسرة محمود عبد العزيز، إنه إنسان بسيط، يكره التصنع، ولم تغيره الشهرة، ولا بريق النجومية، رغم أنه هرم من أهرامات السينما في مصر.

ولم تتمكن المخرجة الفلسطينية مي مصري من الحضور لتكريمها، وناب عنها زوجها المخرج جان شمعون، الذي اعتبر التكريم بمثابة مفاجأة جميلة بالنسبة لزوجته، مؤكدا أن «كل المواضيع التي يتم اختيارها في أفلامنا، تصب كلها في التعبير عن نضال شعبنا الفلسطيني وكفاحه العادل من أجل حقه المشروع في الحرية والاستقلال». وقال عبد الحق منطرش، رئيس المهرجان، في حفل الافتتاح، إن المهرجان «شكل طيلة ربع قرن موعدا ثقافيا هاما يستقطب المهتمين بمختلف التعبيرات الفنية والأدبية»، مشيرا إلى أنه، تبعا لذلك، «أضحى أيضا قبلة للسينمائيين والمثقفين وطنيا وعربيا ودوليا».

وذكر منطرش أن اختيار مهرجان الرباط الاحتفاء بالقدس «لا ينم فقط عن مجرد احتفاء بعاصمة للثقافة العربية، بل يتعلق الأمر بانخراطنا كمغاربة في القضية الفلسطينية، التي تشكل جزءا أساسيا من وجدان الأمة العربية».

وأشار المنطرش إلى أن المسابقة الرسمية للمهرجان ستشهد تنافس 12 شريطا، وإلى جانب ذلك سيتم عرض أزيد من 72 شريطا تمثل 13 دولة من الوطن العربي وأوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا، للاطلاع على مختلف التجارب السينمائية الرائدة في العالم، إضافة إلى الفيلم الوثائقي العلمي، وفيلم الطفل، وتخصيص «بانوراما السينما المغربية» لتقديم مجموعة من الأفلام السينمائية المغربية التي جرى إنتاجها في المدة الزمنية الأخيرة.