ابتكارات الستينات وألوان السبعينات في متحف تاريخ «أيكيا» في استوكهولم

على امتداد عشر صالات تقدم أهم ابتكارات الشركة

جانب من معرض «أيكيا» (أ.ف.ب)
TT

قد لا يرى الكثيرون في متاجر «أيكيا» للأثاث غير أنها متاجر تقدم الأثاث المبتكر والمعتدل الأسعار. وعلى الرغم من الشهرة الذائعة للمتاجر في جميع أنحاء العالم فإن القليلين قد يجهلون تاريخ الشركة وبداياتها التي قلبت قواعد التصميم الداخلي في أرجاء العالم.

وفي خطوة جديدة أقامت الشركة متحفا يضم قطعا صنعت تاريخ الشركة وأحدثت أثرا واضحا في الأسواق ومفهوم التصميم الداخلي. وحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية فإن من القطع المميزة التي يضمها المتحف هناك أريكة خضراء من إنتاج العام 1959، وكنبة حمراء تعود للسبعينات، وغطاء سرير أزرق من العام 1984 ومصباح من تصميم العام 1995.

في جانب من المعرض توجد أول طاولة قابلة للتفكيك أنتجتها «أيكيا» في منتصف الخمسينات إلى آخر ابتكارات الألعاب مرورا بأثاث قاعات الجلوس على طراز الستينات أو التصاميم البسيطة في التسعينات، يتسنى لزائر متحف ليلييفاش التنقل بين 10 صالات تقريبا ترسم تاريخ أكثر من نصف قرن للعملاق السويدي.

ويقول ستيفان بينغتسون المسؤول عن المعرض لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «ليس معرضا كلاسيكيا عن التصميــم، فقطــع الأثــاث هــذه تشكل جزءا من حياة الناس وتجاربهم، هناك شيء من الحنين فيها».

ويضيف «سيتعرف الناس على أثاثهم القديم الذي يرتبط بمراهقتهــم ومنازلهم وبيوت أهلهم. هــم بالتأكيد سيبدأون حديثا عن حياتهم الخاصة (كان لدينا مثل هذه الطاولة)، (آني كان لديها مثل هذا الكرسي، ما الذي حل به؟)».

تتخذ قطع الأثاث هذه وزن الأعمال الفنية في هذا المتحف المترامي الأطراف المخصص للفن المعاصر بعدما كانت معتادة على المخازن العملاقة في ضواحي المدن.

أشكال مبتكرة تعود إلى الستينات، ألوان السبعينات الوامضة والجريئة، يتبعها لاحقا ما عرف بـ«التصميم الديمقراطي»... يروي المعرض ما تعجز عن روايته «أيكيا» ومؤسسها الملياردير إينغفار كامبراد، بسبب عدم الاحتفاظ بنماذج من الابتكارات الغزيرة التي أنتجت على مر العقود.

ويقول بينغتسون «أعتقد أنه بالنسبة لإينغفار كامبراد، «الغد» هي الكلمة الوحيدة التي تعنيه. كنت أعتقد أن لـ«أيكيا» أرشيفات مدهشة يكفي الذهاب إليها واختيار ما نشاء منها، لكن الأمر ليس كذلك»، مضيفا «لذلك دعونا الجيران والأصدقاء وجامعي القطع ونشرنا الإعلانات في أرجاء السويد لنحصل على ما نريده، كان هذا صعبا».

وقد أعار مؤسس «أيكيا»، الذي يقال إنه بخيل، أريكته الخاصة المفضلة للمعرض، وقد أرسلت من سويسرا حيث يقيم لتجنب دفع الضرائب المرتفعة جدا في السويد.

علقت على جدران المتحف الكاتالوغات الشهيرة لـ«أيكيا» منذ أولها الذي صدر مطلع العام 1951، ولوحات تروي تاريخ الشركة وصور هزلية تمثل الزبائن الأوائل يحاولون إدخال علب الكرتون المقوى إلى سياراتهم الفولفو الصغيرة خلال الخمسينات.

بدأت «أيكيا»، التي أسسها كامبراد في العام 1943 وهو مراهق، بتصنيع قطع الأثاث الخاصة بها في منتصف الخمسينات، مما أسهم في رواج التصاميم الاسكندنافية الشهيرة على نطاق صناعي وانتشارها في أوروبا وأميركا الشمالية ثم بقية العالم وصولا إلى الصين واليابان مرورا بروسيا.

وتسمح إحدى صالات المعرض بمتابعة هذا الإنجاز عبر شعارات الشركة الاستفزازية التي اتخذت طابعا أسطوريا، مثل «أهلا بكم أيها البخلاء» في فرنسا، و«ارموا أثاثكم القديم المزين بالزهور» في بريطانيا.

ويستعيد المعرض كذلك مراحل أقل شهرة مثل مجموعة محدودة راجت في منتصف التسعينات وتمثلت بإعادة إنتاج قطع أثاث قديمة الطراز تعود إلى القرن الثامن عشر يدويا. وهي مجموعة يتم الإقبال على المتبقي من قطعها عبر المزادات. وتروي كنبات مصنوعة من قماش الجينز يضمها المعرض كيف أخذت «أيكيا» في السبعينات تنتج فجأة كل قطعها تقريبا من هذا القماش لأن مؤسسها اشترى آنذاك 700 ألف متر منه بسعر بخس من مصنع صيني متعثر. ويعلق ستيفان بينغتسون قائلا: بالنسبة لـ«أيكيا»، كل شيء يرتبط دوما بالسعر.