علاء الأسواني: استقلت من «بيروت 39» لأنه لم يتم الإعلان بشكل واسع عن المسابقة

قال إن مؤسس مهرجان «هاي فيستيفال» عرض الاستجابة لمطالبه.. وإنهم كانوا يبلغون معارفهم فقط بالمسابقة

علاء الأسواني (إ.ب.أ)
TT

استقالة علاء الأسواني من رئاسة تحكيم مشروع «بيروت 39»، أصابت بالمباغتة الشديدة كل المعنيين بالمشروع الذين اتصلنا بهم يوم أمس. فـ«بيروت 39» الذي تنظمه مؤسسة «هاي فيستيفال» البريطانية المعروفة، يعتبر درة احتفالات «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، ويهدف لاختيار 39 من أفضل الأدباء العرب ممن لا تزيد أعمارهم عن 39 سنة وإحضارهم إلى بيروت للاحتفاء بهم. وأكد علاء الأسواني، الأديب المصري المعروف، استقالته من رئاسة مسابقة «بيروت 39»، بسبب ما قال إنه عدم التزام منظمي المسابقة بالإعلان على نطاق واسع عن مسابقة اختيار أفضل 39 من الأدباء الشبان العرب لهذا العام. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه تلقى رسالة أمس من بيتر فلورنس، مؤسس مهرجان «هاي فيستيفال» الذي ينظم مسابقة «بيروت 39»، يعرض عليه (على الأسواني) الاستجابة لمطالبه، بنشر إعلانات متزامنة عن المسابقة في الصحف العربية، قبل شهرين من الموعد النهائي للتقدم للمسابقة، وأضاف الأسواني، أن الرسالة طالبته بالعدول عن استقالته من رئاسة المسابقة. لكن الأسواني لم يبت بعد في أمر التراجع عن الاستقالة، وأشار إلى أنه قرر توضيح القواعد التي يجب أن تجرى وفقها المسابقة. وحول موقفه إذا ما تم تأجيل الموعد النهائي للتقدم للمسابقة حتى يتم نشر الإعلانات التي يطالب بها، اكتفى الأسواني بالقول إن المسألة مطروحة ولكل مقام مقال.

وبحسب الأسواني، فإن الموعد المتفق عليه لنشر الإعلانات المتزامنة في الوقت نفسه كان أول يونيو (حزيران) الجاري، بناء على اتفاقه مع «لافوينتي» في لندن مطلع مايو (أيار) الماضي، بحضور ممثل عن دار النشر الإنجليزية التي يتعامل معها، مؤكدا أنه أوضح لها بشكل قاطع إنه سينسحب إذا لم يتم نشر الإعلانات، وذلك حتى لا يتم انتقاء مرشحين من دائرة صغيرة جدا.

ولفت الأسواني إلى أن المنظمين كانوا يُعلمون معارفهم في البلاد العربية بالمسابقة، من دون الإعلان عنها بشكل مفتوح لجميع الأدباء الشباب، مشيرا إلى أنهم اختاروا من مصر على سبيل المثال 10 أشخاص فقط منهم 7 صحافيين في الأقسام الثقافية بالجرائد، بينما غابت دول عربية عن التمثيل.

وأضاف: «انشغلت في عدة سفريات بعدها، وفوجئت في الثالث والعشرين من الشهر الحالي بأن الإعلانات لم تنشر.. بينما تحدد الموعد النهائي للتقديم للمسابقة في الرابع عشر من يوليو (تموز)، فقررت الانسحاب لأن المسابقة هكذا ستكون غير عادلة».

وفي لندن، بدت كرستين لاروش مديرة المشروع مستغربة عندما سألتها «الشرق الأوسط» وقالت إن علاء الأسواني كان قد تحدث معها عن وجهة نظره سابقا، وتم الاتفاق على تمديد فترة تسلم الترشيحات إلى نهاية شهر يوليو (تموز) وهو ما حصل. ورفضت لاروش إعطاء أي تعليق، وطلبت مهلة للاستعلام عن الأمر.

لكن راكويل فيسيدو أحد منسقي المشروع قال في رسالة بالبريد الإلكتروني إنهم أجروا نقاشا أمس مع الأسواني حول إمكانية أن يقوم شخصيا بكتابة دعوة مفتوحة للكتاب المؤهلين وذلك من أجل إطلاق مرحلة ثانية للمرشحين في «بيروت 39»، كما أن بيتر فلورانس مؤسس ومدير «هاي فيستيفال» لديه اجتماع غدا مع الأسواني لمناقشة إضافية. المنسقة العامة لمشروع «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» ليلى بركات، استغربت الأمر أيضا، وأسفت لأن وزارة الثقافة اللبنانية تعتبر هذا المشروع أحد أهم مشروعاتها لهذه السنة، وتموله بمبلغ 100 مليون دولار، ولم تبلغ لغاية الآن عن استقالة الأسواني أو تعرف سببها. وهذه ليست المرة الأولى التي يثور فيها لغط حول هذا المشروع الذي يصل تمويله إلى أكثر من 300 مليون دولار. ففي المراحل الأولى للمشروع كانت اللجنة تتألف من الروائي إلياس خوري وعبده وازن وهدى بركات وماهر جرار، ثم استبدلت اللجنة فجأة، لأسباب لم تعلن. وتجيب ليلى بركات بأنها طرحت السؤال حول سبب تغيير اللجنة على مديرة المشروع لاروش، فاعتبرت أن وجود أربعة لبنانيين في لجنة لمشروع ذي طابع عربي هو أمر غير مناسب، فتشكلت لجنة جديدة عربية الطابع على رأسها علاء الأسواني، وتضم عبده وازن وعلوية صبح إضافة إلى سيف الرحبي. وللغرابة، فإن أخبارا كانت تسري في بيروت منذ أيام عن اختيارات للجنة لبعض الأسماء المحددة، التي بدأت تنتشر وتذاع وكأنها بلغت التصفية النهائية بالفعل. فكيف يتم الاختيار قبل إغلاق باب الترشيحات، وهل لاستقالة الأسواني علاقة بهذه التسريبات التي لا يعرف أحد مدى صحتها؟ على هذا السؤال تجيب الروائية علوية صبح، وهي أحد أعضاء لجنة التحكيم، بأنها تعرف بأن مرشحين قبلوا وهذا أمر طبيعي، لكن التصفيات لم تتم بعد. واستغربت خبر استقالة الأسواني، وكلامه عن عدم علم كثير من المصريين بالمشروع، وأضافت: «في حوزتي 300 كتاب، لأدباء مختلفين من مختلف الدول العربية، وبينهم مصريون. واعتقد أن كثيرين علموا بالمشروع وتقدموا وهي ليست سرا. ولا أظن أن هذا ما يمكن أن يغضب الأسواني. ولعل هناك خلافات من نوع آخر». يبقى أن هذا المشروع الثقافي الكبير، كما كل المشروعات العربية الثقافية، التي تتخللها الشكوك وعدم الشفافية.