السكتة القلبية.. تقود إلى الموت خلال دقائق معدودات

تسببها فوضى في كهربائية القلب وعلاجها إعادة إيقاع نبضاته بسرعة

TT

السكتة القلبية المفاجئة، التي وقع ضحيتها نجم الموسيقى العالمي مايكل جاكسون، تقضي على ما بين 200 و300 ألف أميركي سنويا.

ويخلط الكثيرون بين النوبة القلبية والسكتة القلبية، إلا أن السكتة تحدث عندما يبدأ نظام كهربائية القلب بالاختلال مسببا حدوث فوضى عارمة في إيقاع ضرباته، وحصول الرجفان البطيني، بينما تظهر النوبة القلبية بعد انسداد الشرايين المغذية لعضلة القلب بسبب تراكم خثرات دموية (جلطات) فيها. والنوبة هي واحدة من عدة أسباب لحدوث السكتة القلبية.

وتؤدي السكتة إلى هلاك المصاب بها خلال دقائق معدودات إن لم يتم التدخل لإنعاشه بإعادة إيقاع القلب الطبيعي، وعند حدوث الرجفان في البطين، وهو حجيرة القلب الدنيا، فإن الدم لا يخرج من القلب إلا قليلا، ولهذا فإن خلايا الدماغ تهلك خلال 4 إلى 6 دقائق بسبب نقص تغذيتها بالدم المشبع بالأكسجين. وتؤدي كل دقيقة من السكتة القلبية، التي لا يتم فيها علاج إيقاع القلب، إلى انخفاض معدل نجاة المصاب بنسبة 10 في المائة، ولذلك فإن المصاب يتوفى خلال 10 دقائق في أعلى التقديرات.

وتحدث السكتة القلبية نتيجة أسباب داخلية وخارجية مختلفة، منها: وجود أمراض في القلب، وتوقف وظيفة الرئتين في التنفس، والتعرض لصعقة كهربائية، والغرق، والاختناق، والتعرض لصدمة شديدة. كما قد تحدث بسبب التأثيرات السيئة لتناول الأدوية، أو الإدمان على المخدرات. وفي عدد من الحالات فإنها تحدث من دون ظهور أعراض واضحة مثل آلام الصدر.

وكانت أنباء صحافية قد أشارت إلى تلميحات أدلى بها برايان أوكسمان الناطق الرسمي باسم مايكل جاكسون وصديقه، حول مشكلات تناول الأدوية لدى المغني. وكانت تقارير صحافية قد تناقلت عام 2007 خبر إصابة جاكسون بمرض الذئبة الحمراء، وهو من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها جهاز المناعة مواقع سليمة في الجسم مسببا حدوث الالتهابات، وتؤثر تلك الالتهابات على المفاصل والجلد والكليتين وخلايا الدم والقلب والرئتين والدماغ. ووفقا لخبراء مايو كلينيك فإن إعراض الذئبة الحمراء تشمل الإجهاد والحمى وأوجاع المفاصل والتيبس وظهور طفح جلدي وتقرحات في الفم والجلد.

وفيما عدا النوبة القلبية التي تمثل أحد المحفزات التي تقود إلى حدوث السكتة الدماغية، ونسبتها ليست عالية بين الأسباب الأخرى، فإن هناك تأثيرات النوبات القلبية السابقة التي تحدث ندوبا في عضلة القلب مما يؤثر على انتظام كهربائية القلب. والسبب الثالث للسكتة القلبية هو الاضطرابات الجينية. ويتطلب علاج المصاب بالسكتة القلبية اللجوء إلى وسائل الإنعاش الرئوي القلبي لدفع القلب لضخ الدم مجددا في الجسم، إلا أن الوسيلة الرئيسية لعلاج عدم انتظام إيقاع القلب هي توجيه صعقة كهربائية بواسطة أجهزة إيقاف الرجفان تعيد القلب إلى إيقاعه المنتظم.