مهرجان الموسيقى الإلكترونية في تونس يستحضر الآلة لتنشيط الأجساد

المنظمون قالوا إنها ليست حكرا على المراهقين

TT

أصبح من المألوف ومن غير اللافت للانتباه أن يتحدث الموسيقيون عن تعديلات ضرورية لأصواتهم المبحوحة عبر الأجهزة الإلكترونية التي بإمكانها أن تجعل الصوت صادحا لمغن لا يغني.. هذا الحديث بمناسبة الحدث الذي تعرفه تونس العاصمة خلال الفترة الممتدة بين 24 و28 يونيو (حزيران) الحالي والمتمثل في مهرجان الموسيقى الإلكترونية الذي تدعمه الممثلية الأوروبية بتونس بقوة من خلال حضور ممثلي المعاهد الثقافية الأوروبية في اللقاء الإعلامي الذي نظم قبل أيام من انطلاق المهرجان في دورته الثالثة..

«الديجيتال» أو الموسيقى الإلكترونية ظهرت مع ظهور المنظومات الرقمية وتطورت مجمل الأفكار المرتبطة بهذه النوعية من الموسيقى المعتمدة على ما يجود به الحاسوب، وتطور عدد المقبلين على الموسيقى التي ينتجها الحاسوب وتكونت لهذا الغرض فرق موسيقية في الخارج وفي تونس كذلك، وبرزت أسماء تنشط في هذا النوع من الموسيقى الحديثة على حد قول منظمي المهرجان. ويتمثل هذا النوع من الموسيقى في توليد الأصوات الموسيقية إلكترونيا وهي تختلف عن الموسيقى المتعارف عليها إذ إن الخامة الصوتية فيها هي عبارة عن أصوات إلكترونية تتراوح ذبذباتها بين 50 و15000 ذبذبة في الثانية.

المنظمون لهذا المهرجان الذين أدركوا بحدسهم الذي لا يخطئ، أن هذه النوعية من الموسيقى لا تروق إلا لفئات شبابية معروفة بميولها الغربية، قالوا الموسيقى الإلكترونية أو «الديجيتال» كما يسمونها ليست حكرا على المراهقين والشباب ولكنها موجهة لكل الفئات دون استثناء والباب مفتوح على مصراعيه لمن يريد اكتشاف هذا العالم من الموسيقى المختلفة التي أصبحت لها أسماؤها ولها كذلك محبوها.

عفيف الرياحي (جمعية أصداء إلكترونية من باريس) قال «إن المهرجان لا علاقة له بما تقدمه العلب الليلية من موسيقى بل سيسعى بكل الطرق إلى تقديم موسيقى مستساغة ـ ولما لا تكون راقية ـ فيها بحث واجتهاد وذوق وفتح آفاق واستشراف» كذلك.. أكد أن هذه النوعية من الموسيقى لا تتعارض مع الألوان الموسيقية الأخرى على غرار «الجاز» أو»الروك» وأن أعمار جمهور المهرجان تتراوح في الغالب بين 18 سنة و45 سنة وتبقى الأبواب مفتوحة أمام باقي الأعمار ومن سيجلبه الفضول إلى صدى الموسيقى الإلكترونية..

أما برنار فيليب المستشار الأول للممثلية الأوروبية بتونس فقد أكد من ناحيته أن الثقافة تبقى عنصرا بالغ الأهمية في عملية التواصل بين الشعوب. واعتبر المهرجان مبادرة ثقافية تشجع على التبادل والحوار الثقافي بين ضفتي المتوسط.

ولتأكيد أهمية المهرجان، استقدم المنظمون أسماء لها باع في هذا المجال وستنظم أربع سهرات ومن بين الأسماء المشاركة نجد كلا من الألمانية ايلان آليان (برلين) والثنائي سكارتش ماسيف والإسباني أنجيل مولينا، والفنانة الفرنسية الثائرة دانتون ايبروم. وتشارك تونس في هذا المهرجان ببعض الأسماء من بينها اسكندر، وشينغامي سان. وسيكون عدد العروض المقدمة في حدود أربعة عروض في السهرة الواحدة. ولن يكتفي المشاركون كما هو الشأن بالنسبة لهذه النوعية من الموسيقى بالاستماع وسماع تقاسيم الموسيقى وتلويناتها، بل ستحدث حالة من التواصل كما عبر عنها منظمو المهرجان قد لا تتكرر كثيرا في المهرجانات التونسية على حد تعبير عفيف الرياحي. ولكن الحاضرين من ناحية أخرى سيسمعون موسيقى ولا يرون عازفين، وسيسمعون أصواتا قادمة من كل الأنحاء ولا يعرفون من يطلقها فلا عود ولا طار. لا ناي ولا كمنجة.. هي موسيقى تنشط الأعضاء وذلك أقصى ما يمكن أن تفعله.