القفاز الأبيض والجاكيت الأسود.. أزياء قلدها المراهقون حول العالم

مايكل جاكسون: ملك الموضة

تحولت أزياء مايكل جاكسون إلى موضة بين الشباب في جميع أنحاء العالم (رويترز)
TT

مرتديا قفازا واحدا، دخل مايكل جاكسون عالم البوب وأثّر على جيل كامل، وأضفى على بعض الأشياء البسيطة مثل الشارات العسكرية وقبعات الرأس طابعا كان له قوة الموسيقى الخاصة به. وفي ذروة عمله في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، كان نموذجا جديدا على الطريقة التي يمكن أن يبدو بها مغني البوب، على ضوء عمليات التجميل التي أجريت على وجهه ببراعة وشعره الطويل والتي شيرت الأبيض وبنطال أسود، وجوارب ذات عقب الأبيض وحذاء أسود. وعززت ملابسه التي تشبه ملابس الرقص والتي تجمع بين اللونين الأبيض والأسود من حركاته الرائعة. وأصبح قفازه المرصع بحجر الراين علامة مميزة له. وقد ساعد على إظهار أسلوبه الرائع قناة «إم تي في»، التي نشرت أغنياته «بيلي جين» و«بيت ات» في مختلف أنحاء العالم وجعلته نجم الموضة الأول بها. وأحب المراهقون ما كان لديه، وكانوا يذهبون إلى دروس رقص «بريك دنس» ويرتدون رابطة عنق قرنفلية اللون وقفاز حجر الراين عند الذهاب إلى المدرسة. ومع تنامي شعبيته، كان يزداد الأثر الذي تتركه ملابسه. وتطوّر الجلد الأحمر والشعر الطويل اللذان ظهر بهما في «ثريلر» إلى منظر أكثر فخامة كان يهدف التساوق مع سمعته كملك للبوب. وأصبحت السترات المزخرفة هي الزي الذي يرتديه دوما. وكان تزين السترات بأشرطة ذهبية وشرائط على الكتف وأزرة نحاسية وأشكال للشوك والسكاكين، وكان كل واحد منها به تفاصيل أكثر من الذي يليه، وأصبحوا رمزا على موضة العصر. وفي عام 1984، دُعي جاكسون إلى البيت الأبيض كي يستلم جائزة من الرئيس ريغان، وارتدى جاكت أزرق اللون مطرزا وعليه شرائط ذهبية مطرزة، وقفازه الشهير وحذاء أسود ونظارة شمسية. وقام مصمما الأزياء مايكل بوش ودينيس تومبكينز، من لوس أنجيليس، بتصميم ملابسه لأغنية «مان إن ذي ميرور». وقاما بتصميم معظم ملابس جاكسون الشخصية وملابسه التي كان يرتديها خلال الحفلات: عشرات الآلاف من القطع، الكثير منها به أشياء كثيرة تشبه الملابس العسكرية، وكانوا يعملون على مانيكان لمايكل في الاستوديو الخاص بهما وقد صمم المانيكان على مقاس جاكسون. وكان ما يقوله نجم البوب دائما: «هذا ما يرتديه العالم، تميزا عليه»، حسب ما قاله المصممان في 2005. وقد حاولا القيام بذلك. وارتدى جاكسون سترة في 1990 خلال حملة إعلانية كانت عبارة عن جلد أسود ناعم مغطى بما يشبه لوحات سيارات مصغرة ذهبية اللون.

وقامت مصممة الأزياء ديبرا لانديس بتصميم السترة المصنوعة من الجلد التي ارتادها جاكسون في «ثريلر»، واستخدمت ألوان أكثر هدوءا بعد أن علمت أنه «سيكون هناك الكثير من الرقصات مع أشخاص يبدون مثل الغيلان، وأنهم سيرتدون ملابس رثة ويصعدون من التراب،» حسب ما قالته أخيرا. وأضاف: «ولذا فكرت ما الذي سوف يجعل مايكل مغني بوب؟ ذهبت إلى لوحة الألوان وخلصت إلى اللون الأحمر».

وكان جاكسون يفهم قوة الملابس على المسرح وخارجه، وحتى داخل المحكمة. فعندما ظهر أمام محكمة سانتا ماريا في عام 2005 لمواجهة تهم بالتعدي جنسيا على طفل، خلقت أشكاله ذات النمط الغريب (أزرة البيجاما الشهيرة والحزام) إطارا لمنظر غريب لشخص شهير يذهب إلى المحاكمة. ومع ذلك يبدو أن وجهه هو الذي كان له الجاذبية الأكبر لدى الجمهور. وتسبب التفكير المستمر في عمليات التجميل بأنفه في هوس ثقافي بعمليات التجميل، حيث كان جاكسون يسعى إلى نموذج من الجمال كان بالنسبة له صعب الوصول إليه. وكأن صناعة الموضة تعرف أن هذا هو الوقت الذي سوف يُنعى فيه جاكسون، فقد كان تأثير نجم البوب في كل مكان خلال الموسم الماضي، حيث ظهر مرتديا سترات بلورية في بلامين وفي سترات ذهبية من جيفنشي وقفازات مطرزة من لويس فيتون. وكان من المنتظر أن يضفي سواروفسكي لمسات سحرية على ملابس جاكسون خلال جولة العودة التي كان مقررا أن تبدأ الشهر المقبل في لندن. وكانت مقررا لها أن تكون عرض موضة على مدى أجيال.

*خدمة «لوس أنجيليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»