دواء أفيوني لتسكين الألم.. قد يكون السبب في وفاة مايكل جاكسون

جرعة عادية منه ربما أدت إلى تأثيرات «جرعة زائدة» قاتلة في الدماغ

TT

إن صحت الأنباء المتواترة عن استخدام مايكل جاكسون نجم الغناء الشعبي الأميركي لحقن من دواء «ديميرول» ـ وهو من الأدوية القوية المسكنة للآلام ـ قبل تعرضه لسكتة قلبية، فإن ذلك قد يفسر سرعة انهياره ووفاته.

وهذا الدواء نوع من المستحضرات الأفيونية القوية opioid يوصف للسيطرة على الألم. ويمكن تلخيص مفعوله في عبارتين: إنه يعود الجسم على الإدمان، وإن له كثيرا من التأثيرات الجانبية.

وكانت السلطات الصحية في لوس أنجليس قد أعلنت أن الاستنتاجات الأولية لتشريح جثة جاكسون تشير إلى تناوله لأدوية موصوفة طبيا، وأنه لا توجد أي شكوك حول وفاته لأسباب غير عادية. إلا أن وكالة «رويترز» للأنباء نقلت أمس عن أحد أفراد عائلة جاكسون أنه حقن بدواء «ديميرول» قبل نصف ساعة من وفاته. كما أنه كان يتلقى جرعة يومية منه. كما نقلت عن مسؤول كبير في الشرطة أن جاكسون كان «مدمنا بشدة» على دواء مسكن آخر هو «أوكسيكونتين» وكان يحقن يوميا بهذا العقار، بالإضافة إلى «ديميرول». و«أوكسيكونتين» الاسم التجاري لدواء «أوكسيكودون» وهو من المستحضرات الأفيونية أيضا لتخفيف الآلام ويستخدم عادة مع الأسبرين.

ويختلف «ديميرول» عن مسكنات الآلام الأخرى التي تعمل على مبدأ منع نهايات الأعصاب من إرسال رسائل الألم إلى الدماغ، إذ إنه يؤثر على الجهاز العصبي مباشرة، حيث يقوم باستبدال الشعور بالألم بشعور من الراحة الكبيرة. ولذلك فإن المرضى الذين يتناولونه يشعرون بالخفة التامة.

ووفقا لخبراء أميركيين في السيطرة على الألم، فإن حقن «ديميرول» قد يؤدي إلى تسارع نبضات القلب، والخفقان، وإلى اضطراب عملية التنفس أيضا في حالات الجرعة الزائدة له. وهي الأعراض نفسها التي قيل إن جاكسون قد تعرض لها قبل وفاته.

ونقل موقع قناة «فوكس» الإخبارية الأميركية أمس عن باتريك انيلو الاختصاصي في مستشفى سانت فرانسيس في لونغ آيلاند أن هذه التأثيرات تزداد سوءا إذا كان المريض يتناول «ديميرول» مع أدوية أخرى مثل المسكنات والمهدئات وأدوية استرخاء العضلات التي تزيد من حالة الاسترخاء وتقلل وتيرة التنفس.

إلا أن البروفسور البريطاني جون سترانغ مدير مركز الإدمان الوطني في مستشفى مودزلي للأمراض العقلية في لندن أشار في حديث لصحيفة «إندبندنت» إلى أن الأشخاص الذين يتناولون المستحضرات الأفيونية قد يتوفون من «تأثيرات الجرعة الزائدة» حتى من دون حصولهم على تلك الجرعة، بل بعد حقنهم بجرعة اعتيادية! وأضاف أن «هناك أمرا آخر يحدث هنا ربما يرتبط بتدفق الدم. فإن حدث وكان تدفق الدم بطيئا فإن كمية معينة من حقنة الدواء الأفيوني لا تتعرض للتخفيف بشكل مناسب، أي إنها تبقى قوية في تركيزها، وتصل إلى الدماغ، ولذلك فإنها تؤدي مهمة الجرعة الزائدة نفسها في تأثيراتها القاتلة».

وكان تقرير حديث لجامعة هارفارد قد أشار إلى أن الخبراء لا يزالون قلقين من استخدام الأدوية الأفيونية لتخفيف الآلام المزمنة، خاصة لأوقات طويلة، ذلك أن الجسم يتعود عليها، لذلك يضطر المرضى إلى زيادة جرعاتها للحصول على التأثير نفسه، كما يصبح بعض الناس أكثر حساسية للألم بعد استخدامهم الطويل لهذه المستحضرات، كما تفترض بعض الدراسات أن التوسع في استخدامها يمكنه كبح جهاز المناعة.

هذا، وقد طرحت بعض التساؤلات حول عدم إسراع طبيب المغني الشهير إلى حقنه بدواء مضاد فور حدوث أعراض حقنة «ديميرول» المفترضة. ويعتبر دواء «نولوكسون» من الأدوية المضادة المعروفة الذي ينقذ حياة الإنسان إن تم إعطاؤه بسرعة.