«مهرجان قرطاج» يُفتتح بشعر الشابي.. وشارل أزنافور عين الحدث

بمشاركة نخبة من الفنانين العرب والأجانب

مهرجان قرطاج يفتتح بدراما غنائية بمشاركة 100 مبدع (أ.ف.ب)
TT

بشعر أبي القاسم الشابي تُفتتح الدورة الخامسة والأربعون لـ«مهرجان قرطاج الدولي» التي تبتدئ من يوم 9 يوليو (تموز) إلى 17 أغسطس (آب). على إيقاع القريض تشتعل الأضواء من بين حروف أبي القاسم في ليل قرطاج الجليل، معلنة عن «الصباح الجديد»، وهو عنوان لدراما غنائية موسيقية بمشاركة مائة مبدع، وعرض تكريمي لروح أبي القاسم في إطار سنة مئويته. «الصباح الجديد» مشهد إبداعي يعود فيه مهرجان قرطاج بالذاكرة إلى أقطاب يخلد ذكرهم وذكراهم وينحت كيانهم في خارطة برنامجه. غنائية تستفيق فيها المشاعر، يعلو النشيد، نشيد الجبار يترنم به برومثيوس، ينأى عن عالمه العلوي المثالي ليلج أرض الواقع، يشعر بالغربة إلا أنه يقرر الصراع ليتحدى العوائق فيدرأ الظلم والظلام. وفي إطار احتفاء تونس بأعلامها أيضا، باعتبار هذه السنة سنة استثنائية، إلى جانب مئوية الشابي، هناك أيضا مئوية علي الدوعاجي، أحد أكبر رواد القصة والرواية في تونس، وكذلك مئوية الفنان الهادي الجويني الذي ستخصص له سهرة عرض فرقة الرشيدية لإحياء أغانيه. أما بالنسبة إلى عرض علي الدوعاجي فيتمثل في دراماتورجيا من تصوّر وإخراج توفيق الجبالي. وهو عمل فيه الكثير من الموسيقى والغناء والرقص، يستفيق فيه الدوعاجي ليروي لحظات من أدبه وإبداعه، ويتساءل الحاضر: هل ما زال الدوعاجي حاضرا في الأذهان والوجدان؟ عرض يقدم الفكرة المتمردة لهذا الفنان ويوثق لطرافته وسعة خياله. ومن العروض التونسية الأخرى التي تمثل 38 في المائة من مجمل عروض المهرجان، سنسهر مع لطفي بوشناق، وأمينة فاخت، ونوال غشام، وغازي العيادي، ومحمد القرفي، وصوفية صادق.

أما العروض العربية والتي تمثل 22 في المائة، فسيستضيف المهرجان نجمة الطرب العربي وردة الجزائرية التي تقيم حفلها الساهر يوم 28 يوليو (تموز)، ومرسيل خليفة، وإليسا، وشيرين عبد الوهاب، وفضل شاكر، وماجد المهندس، وملحم بركات، وإيهاب توفيق، والشاب خالد، وعمرو دياب، وعاصي الحلاني، ونوال الزغبي. ويبقى حدث الدورة الاستثنائي الذي ستخلده ذاكرة المهرجان، هو دعوة الفنان الفرنسي الشهير شارل أزنافور الأرمني الأصل الذي يعتلي خشبة قرطاج يوم 21 يوليو (تموز) ويحل معه طاقم إعلامي يفوق الثلاثين صحافيا. كما تم تنظيم رحلات خاصة من فرنسا والنمسا لمحبي وعشاق شارل أزنافور. وينتظر أن تحل بتونس، قبل الحفل بأيام قليلة، نحو 20 طائرة على متنها أحباء هذا الفنان. وفي نطاق تفتُّح المهرجان على الثقافات الكونية، يستضيف 12 عرضا: بالي «بولي وود شو» من الهند، و«ورزوان معظم مجاهد ـ علي خان» من باكستان، و«نانتا ـ كوكين» من كوريا الجنوبية، و«سونوس ميموريا» من إيطاليا، وسهرة إفريقية من مالي ومن البنين، وعرض خماسي الجاز من أميركا، و«باتريسيا كاس» من فرنسا، والأركسترا السيمفونية لمائة كمنجة «غجر بودابست» من المجر. وقد ألغى المهرجان من برنامجه الأمسيات الشعرية باعتبارها تجربة لم تنجح سابقا، والأفلام السينمائية التي كان يخصص لها أسبوعا كاملا من نهاية كل مهرجان يجلب فيها أحدث الأفلام العالمية، رغم أنها كانت تجربة ناجحة ولها جمهورها، ولكن لكل دورة مفاجآتها. ولعل مفاجأة هذه الدورة هي تغيير مديرها قبل أيام قليلة واستبدال أبو بكر بن فرج مدير ديوان وزير الثقافة ومدير «معرض الكتاب الدولي»، بسمير بالحاج يحيى.