جمعية «أفلام» تقدم «شاشات السينما العربية الجديدة» في مدن جنوب فرنسا

وسط حضور أكبر لسينما المرأة العربية وصف بـ«المدهش»

TT

في دورتها الثالثة التي تقام على مدى ثلاثة أيام بين 4 و6 يوليو (تموز) تحيي جمعية «أفلام» تظاهرتها السنوية «شاشات السينما العربية الجديدة» داعية جمهور مدينة مرسيليا حيث مقر الجمعية لاكتشاف عدد من الأعمال الجديدة التي تعتبرها «الأكثر تعبيرا عن السينما العربية الراهنة».

وعبر برنامجها المختار تستمر الجمعية في خطواتها للتعريف بالسينما العربية وإضافة لعروضها التي تقام في سينما «فارييتيه» في مرسيليا (جنوب فرنسا) تنوي الجمعية هذا العام إقامة عروض صيفية في الهواء الطلق في ست مدن جنوبية مثل آرل وشاتو آرنو إضافة إلى مرسيليا وذلك بين 9 و16 يوليو (تموز) الحالي.

وتقترح الجمعية عبر خياراتها تقديم عدد من الأفلام التي «تمثل مختلف تيارات السينما العربية» وتلك «الأكثر تعبيرا عن السينما العربية الراهنة» كما تكتب في برنامجها لإعلان هذه التظاهرة.

وتشمل العروض تقديم 12 فيلما طويلا وقصيرا روائيا ووثائقيا من لبنان والمغرب وفلسطين وسورية والجزائر، وبعض هذه الأفلام حديث للغاية ولم يسبق عرضه في فرنسا وهذه هي حالة فيلم «كازانيغرا» الروائي للمخرج المغربي نور الدين لخماري.

وكان هذا الفيلم نال جائزة أفضل ممثل مناصفة لكل من أنس الباز وعمر لطفي في أول أداء تمثيلي لهما في مهرجان دبي الأخير كما لاقى الفيلم نجاحا كبيرا لدى عرضه في الصالات السينمائية في المغرب.

ويعرض من المغرب أيضا فيلم روائي طويل آخر هو «خربوشة» للمخرج حميد زغبي أما من فلسطين فيقدم المهرجان فيلم «عيد ميلاد ليلى» للمخرج رشيد مشهراوي والفيلم يتناول الحصار المفروض على أهالي مدينة رام الله من خلال قاض يتحول إلى سائق تاكسي كي يكسب عيشه بكرامة بعيدا عن الفساد.

والفيلم من بطولة محمد بكري وعرين عمري، وتدور قصته في يوم واحد وتصور ما يتحمله الفرد الفلسطيني من عوائق وضغوطات على مدى ساعات يومه. أما من لبنان فتقدم تظاهرة مرسيليا شريطا للبنانية الأميركية سابين الجميل «نيلوفار» الذي صورته بعيدا عن وطنها لبنان واختارت منطقة حدودية في إيران للحديث عن وضع المرأة من خلال قصة طفلة في الثانية عشرة اسمها «نيلوفار» وهو عنوان الشريط.

وفي الروائي القصير تقدم التظاهرة فيلم اللبنانية كاتيا جرجورة (31 دقيقة) حيث تقدم المخرجة للمرة الأولى وجها شابا هو رامي أبو حمدان بينما يلعب فادي أبو سمرا دور الأب الذي يحاول منع ابنه من دخول دوامة العنف التي جرفته هو أيام الحرب الأهلية.

في القصير أيضا يعرض من الجزائر فيلم «قولي لي» للشابة سابرينا ضراوي وهو يتناول حديث مراهقات يدور حول قضايا حميمة، أما من تونس فيحضر شريط «أوجعني» لسوسن صايا وسيعرض الفيلم بحضور المخرجة.

ومن الأفلام القصيرة كذلك فيلم طلال خوري «الرجل المحترم» مع سعيد سرحان وهو عبارة عن إعادة تشكيل لقصيدة لسامر أبو هواش برفقة موسيقى خالد صبيح. وفي الوثائقي تعرض التظاهرة فيلم «هيدا لبنان» لاليان الراهب وهو بورتريه صغير لبلد منقسم تظل مخرجته تأمل بمستقبل مختلف فيه أما من سورية فتعرض فيلم «زبد» لريم علي وهو يقدم قصة رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة يتكلم عن ظروف حياته وسجنه السياسي في الماضي.

ومن الوثائقي الجزائري اختار منظمو التظاهرة تقديم فيلم «ذاكرة 8 مايو 1945» الذي يعود لاستذكار أحداث ومجزرة مدينة سطيف في الجزائر التي وقعت في ذلك التاريخ وتستند المخرجة مريم حميدات على ذاكرة أهلها لإعادة تسطير تلك الأحداث.

وفي عروض الهواء الطلق يقدم ـ إضافة للأفلام السابقة ـ فيلم «الأمير» للتونسي محمد زرن، وفيلم «البيت الأصفر» للجزائري أمور حكار، و«الطفل المنوم» للمغربية ياسمين قصاري، و«ميلودراما حبيبي» للبناني هاني طمبة.

ومعظم هذه الأفلام من إنجاز مخرجين شباب، وسط حضور أكبر لسينما المرأة العربية التي تقدم عبر أعمالها مقاربة مختلفة أو أكثر حميمية لمواضيع حساسة ومن قلب المجتمع تبرز نضجا كبيرا يقول المنظمون إنه «مدهش»، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية من باريس.

وتعمل جمعية «أفلام» عادة على عرض الأعمال السينمائية العربية عبر تظاهرات تخص أحد البلدان العربية وهي تحضر لدورة جديدة الخريف المقبل تتناول السينما الجزائرية وستقام بين 24 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009.

وسيصحب سلسلة العروض هذه معرض فوتوغرافي وحفلات موسيقية جزائرية كي يكون شهر نوفمبر «شهر الثقافة الجزائرية» في مرسيليا كما تذكر الجمعية. وكانت الجمعية نظمت تظاهرات في السابق للسينما التونسية عام 2005، والسينما السورية عام 2006، والسينما المغربية عام 2007، والسينما الفلسطينية العام الماضي.