لقطات من الحياة في العراق وتركيا والجزيرة العربية في رسائل مبعوث بريطاني

مثل شركة الهند الشرقية في بغداد والبصرة و عمل سفيرا فوق العادة في فارس

من الرسائل التي يضمها الأرشيف (سوذبيز)
TT

ضمن مزادها لمخطوطات الأدب الانجليزي والتاريخ وكتب الأطفال الذي يقام بعد غد الثلاثاء، تقدم دار «سوذبيز» في مقرها بلندن الأرشيف الخاص بالسير هارفارد جونز الممثل البريطاني لشركة الهند الشرقية إلى بغداد والبصرة. الأرشيف يضم 3100 قطعة نادرة تدور حول الفترة التي قضاها جونز في بغداد والبصرة حيث كان المسؤول عن شركة الهند الشرقية هناك، كما تصور المخطوطات الفترة التي قضاها جونز سفيرا لبلاده في إيران في الفترة ما بين 1807 ـ 1810.

الأرشيف يضم الرسائل التي تلقاها جونز خلال الفترة ما بين 1783 ـ 1811، ويقول غابرييل هيتون خبير الدار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن أهمية الأرشيف تعود لأهمية الرجل والمنطقة التي خدم فيها، ويشير هيتون إلى أن جونز كان يتقن الحديث بعدة لغات منها الفارسية والعربية. ويضيف أن المزاد يكاد يعتبر فريدا من نوعه إذ إن هناك عددا قليلا من الأرشيفات الخاصة التي تصور الوجود البريطاني في منطقة الشرق الأوسط في تلك الفترة. وتقدر قيمة الرسائل بمبلغ يتراوح ما بين 150 ألفا و200 ألف جنيه إسترليني. وتعكس الرسائل انغماس جونز في نمط الحياة السائد في الشرق في تلك الفترة وهو ما يظهر في وصف العادات والملابس واللغات في المنطقة خصوصا في إيران والسعودية، ويؤكد هيتون أن الأرشيف بهذا المعنى «ليس مختصا فقط بالدبلوماسية البريطانية ولكنه أيضا يرسم صورة حية للأحداث والحياة في الشرق الأوسط في ذلك الوقت».

وكان جونز يراسل البعثة الدبلوماسية البريطانية في البلاط العثماني بصفة مستمرة وتصور الرسائل الموجودة في الأرشيف أخبار اسطنبول ومعاهدة السلام بين بريطانيا والباب العالي عام 1809 وترسم لنا صورة للأحداث اليومية هناك.

ويشير هيتون إلى أن الرسائل تقدم أيضا تصورا من وجهة نظر جونز لأحداث الحملة الفرنسية على مصر في نهاية القرن الثامن عشر ومحاولات جونز إقناع إيران بالوقوف إلى جانب بريطانيا ضد فرنسا وبالفعل ينجح هارفارد في صياغة اتفاقية بين البريطانيين والفرس للوقوف في وجه فرنسا ولمنع أي محاولة من جانب الفرنسيين للوصول إلى الهند عن طريق إيران. وبحسب الاتفاقية وافقت بريطانيا على إمداد إيران بالأسلحة لتستعين بها في حربها ضد روسيا. وتبعا للاتفاقية أرسلت إيران أول مبعوث لها إلى بريطانيا وهو ميرزا عبد الحسن الذي زار لندن برفقة جيمس موير سكرتير هارفارد جونز الذي قام بكتابة حوالي 30 رسالة إلى جونز يصف فيها سير الرحلة والاستقبال الذي أعد للمبعوث الفارسي حيث قال في إحدى رسائله «حرس الشرف كان في استقبال المبعوث في بليموث وأطلقت الأعيرة النارية تحية له».

ومن مجموعة الرسائل التي تلقاها جونز من روبرت ادير السفير البريطاني لدى الباب العالي عام 1810 ثم من خليفته ستراتفورد كانينغ تظهر لنا صورة غنية بالتفاصيل حول اتفاقية السلام بين بريطانيا والباب العالي. كما يضم الأرشيف رسالة من تاجر في اسطنبول يتحدث فيها عن الحريق الضخم الذي شب في القسطنطينية.

وإلى جانب تركيا تلقى جونز أيضا رسائل من جي اتش لوفت، بريطاني مقيم في منطقة بوشهر يصف فيها انتصارات آل سعود في المدينة ومكة، وفي رسالة أخرى من شخص يدعى جون باركر أرسلت في 12 يوليو (تموز) 1803 يصف فيها فتح مدينة جدة.