«إنجاز العرب».. تضع التلاميذ في مواجهة مع سوق العمل

في مسابقتها السنوية الثالثة توجت الفريق الأردني رابحا لعام 2009

TT

من مقاعد الدراسة إلى أرض العمل المهني وإدارة الأعمال، تجاوز 300 ألف تلميذ عربي الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل من خلال انخراطهم في مشروع «إنجاز العرب». اللقاء هذا العام كان في المعهد العالي لإدارة الأعمال في بيروت حيث التقى 40 تلميذا من مدارس ثانوية في 12 دولة عربية تأهلوا لهذه المرحلة التي خولتهم تقديم مشاريعهم أمام لجنة تحكيم ضمت نخبة من أبرز قادة الأعمال العرب. وقد اختيرت المجموعة الأردنية الفائزة بناء على معايير إدارية مهمة ومنها قوة التقرير وخطط التسويق المرتكزة على المهارات التي اكتسبوها خلال «برنامج شركات إنجاز» الذي امتد على 15 أسبوعا في مدارسهم خلال العام الحالي. وقد تميز الفريق الأردني بتقديمه مشروعا شاملا يرتكز على عناصر مهمة وأبرزها اعتماده على مواد أولية صديقة للبيئة وقابلة للتدوير، مثل أوراق الشجر، في الصناعات التي قدمها وأنتج منها قطعا تزيينية للمنازل لاقت استحسان لجنة التحكيم والحضور. وتعد «إنجاز العرب» المنظمة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تسعى لتزويد تلاميذ المدارس بمهارات تجارية عملية كجزء من المناهج التعليمية بالتعاون مع إدارات المدارس والمؤسسات الخاصة التي يقوم موظفوها بدور المتطوعين الذين وصل عددهم إلى 10000 ونجحوا في نقل خبراتهم العملية إلى التلاميذ الذين تجاوز عددهم الـ 300000 منذ انطلاقتها في الأردن في عام 1999، وأهلتهم في ما بعد لإدارة مؤسساتهم الخاصة التي ترتكز على المبادئ الأساسية التي اكتسبوها من خلال انخراطهم في «إنجاز العرب».

ويرتكز عمل إنجاز العرب على مبدأ التعاون مع الشركات المتطوعة ووزارات التربية والتعليم، من أجل توفير التعليم والتدريب للشباب العربي بأسلوب عملي مباشر في مجال الإعداد للأعمال وتوفير المعرفة المتعلقة بالإدارة المالية وإنشاء المشاريع الخاصة للتلاميذ، لا سيما أن ثلث عدد السكان القادرين على العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم من العاطلين عن العمل، و28 في المائة من الشباب العربي هم في عداد العاطلين عن العمل.

وفي هذا السياق تقول ثريا السلطي، نائب الرئيس الأعلى لإنجاز العرب: «في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، من المهم أن يقارب العالم العربي مسألة إنشاء الأعمال والمشاريع الخاصة ويقدم فرصة للقطاع الخاص للمساهمة في تنمية الشباب في المنطقة وتطويرهم. وتعتبر مسابقتنا السنوية الثالثة شهادة على نجاح برامجنا ضمن جهودنا لمواجهة تحديات التوظيف في المنطقة».

و«انجاز العرب» هو جزء من «إنجازات الناشئين حول العالم» وهي أكبر منظمة في العالم مكرسة لإعداد الشباب وتشجيعهم على تحقيق النجاح في الاقتصاد العالمي. وهي تحتفل اليوم بـ 88 عاما على تأسيسها، وفرت خلالها التعليم العملي المباشر في العلوم المالية وإنشاء المشاريع والإعداد للأعمال لأكثر من 7.4 مليون تلميذ سنويا. ومن خلال مكاتبها المحلية التي تبلغ 510 مكاتب منتشرة في 115 بلدا وشبكة واسعة من الشركاء من القطاعين العام والخاص.

وقد أكدت السلطي «أن مثل هذه المشاريع تساهم في تشجيع الشباب العربي على الانخراط في عالم الأعمال وتوضيح الصورة أمامهم لاختيار الاختصاص الجامعي وكسر قيود العمل الحكومي، وبالتالي تأهيلهم ليكونوا قادرين على تبوء مناصب مهمة في المستقبل، لا سيما أننا نحتاج في العالم العربي في عام 2020 إلى 100 مليون فرصة عمل لتلبية حاجة المجتمع». وقد أظهرت الدراسات أن 30 في المائة من التلاميذ الذين يخضعون لمثل هذه الدورات يصبحون مؤهلين لتأسيس شركة وإدارتها في حياتهم العملية، ويكون 20 في المائة قادرين على تولي مناصب إدارية متقدمة.