مدرسة الأمير للفنون التقليدية تنهي عامها الدراسي بمعرض لخريجيها

بأعمال تنوعت بين الخط العربي والسيراميك وزخرفة المساجد وفن الأيقونات

سارة سلمان مع إحدى لوحاتها (تصوير: حاتم عويضة)
TT

في مقرها بشارع تشارلوت رود بوسط لندن تقيم مدرسة الأمير للفنون التقليدية التي يرعاها الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني معرضا لأعمال خمسة من خريجيها يتنافسون من خلاله على الفوز بجائزة «جيروود» للفنون التقليدية. الجائزة وقدرها 5 آلاف جنيه إسترليني أُسست في عام 2008 تمنح سنويا لأحد خريجي المدرسة تقديرا للأعمال المتميزة في مجال الأعمال الفنية التقليدية والحرفية وتقدمها مؤسسة «جيروود» وهي مؤسسة بريطانية مستقلة.

المتنافسون الخمسة تخرجوا هذا العام بدرجة الماجستير في الفنون بعد أن أمضوا عامين في المدرسة درسوا فيهما أشكال الأعمال الحرفية والتقليدية تنوعت من الرسم والأرابيسك والخزفيات إلى الخط والزخرفة.

تقول مارغو ستون من المكتب الصحافي في مدرسة الأمير للفنون التقليدية: «هذا العام يتنافس خمسة طلاب من بلدان مختلفة وثقافات مختلفة مثل العراق وباكستان وبنغلاديش على الفوز بالجائزة». وتضيف ستون: «درس هؤلاء الفنانون التقاليد الفنية الأساسية في عامهم الأول ثم تخصصوا في فرع معين من تلك الفنون في عامهم الثاني».

على يمين الداخل للمعرض توجد أعمال الطالبة تسليمة علم من بنغلاديش التي تقدم جزءا من تصميم تعمل عليه حاليا لمسجد في مقاطعة شيفيلد البريطانية. تسليمة كونت شبكة من الفنانين المسلمين تعمل على الفوز بمشاريع فنية في بريطانيا وتصادف أن يكون مشروعها النهائي للتخرج متزامنا مع تكليفها بتصميمات لمسجد المدينة في شيفيلد. وتقدم علم التصميمات التي صممتها للمسجد مع الصور التي تشرح مراحل العمل المختلفة كما تقدم نماذج من زخارف السقف الخشبية التي استوحتها من الطراز المغربي.

في الجزء المخصص لأعمال الأردنية ليالي عربات تقدم الفنانة عدة نماذج للهندسة الإسلامية عبر تقنيات ومواد متنوعة مثل الرسم والخشب والأواني الخزفية التي زُيّنت بزخارف من الخط العربي وتحتل مائدة مزخرفة على الطراز الأندلسي موقعا مميزا في أعمال ليالي استوحت فيها طراز الزخارف من قصر الحمراء في غرناطة.

وفيما يتجول مصور تليفزيوني تابع لإحدى المحطات الفضائية في المعرض تمضي الطالبة سارة سلمان إلى الركن الذي يحتضن مشروع تخرجها وأعمالها على مدار عامين وتقوم بتعليق بعض اللوحات وتضيف اللمسات الأخيرة على عرضها الخاص.

بابتسامة بدأت سلمان حديثها مع الشرق الأوسط وروت رحلتها من لاهور إلى لندن حيث تخرجت في كلية الفنون بجامعة لاهور الباكستانية في عام 2002 وعملت فنانة محترفة ثم قامت بتدريس الرسم قبل أن تقرر الالتحاق ببرنامج الماجستير في مدرسة الأمير للفنون التقليدية. وكمادة لأعمالها قامت سلمان بجمع نماذج من الزهور التي تُزرع في بريطانيا لاستخدامها في سلسلة من اللوحات.

تشير سلمان إلى لوحة صغيرة موضوعة على الأرض وتقول: «قمت بعمل هذه اللوحة قبل أن آتي إلى هنا، وكانت هي واحدا من الأسباب التي دفعتني إلى استكمال دراستي، فهي (اللوحة) تعتمد على تصوير زهرة خماسية الأوراق ولكني وجدت أنني لا أتعدى التصوير السطحي لتلك الزهرة وهذا ما أردت أن أغيره». وتأكيدا لكلامها تشير سلمان إلى لوحة أخرى معلقة على الحائط تصور نفس الزهرة ولكنها متعددة الطبقات، فالزهرة أصبح لها أبعاد لا متناهية. «دراستي للهندسة هنا مكنتني من كسر القالب التقليدي واستكشاف ما تحته».

يقدم المعرض أيضا عددا من أعمال صباح بابير من العراق الذي يعتمد في مشروعه على تكوينات الخط العربي وركز على البعد الهندسي لكل حرف من حروف الخط العربي وقام في الوقت نفسه بتجربة تأثير الألوان وتناغمها مع الحروف.

ومن أميركا تنضم الفنانة أبريل فارنيل بمجموعة من الأعمال المستوحاة في غالبها من تقاليد الفن المسيحي مثل الزخرفة والرسم على الزجاج وفن الأيقونات المسيحية».

وهنا أبدى أحد الحاضرين استغرابه من أن الطالبة قدمت نماذج من الفن المسيحي متسائلا عما إذا كانت المدرسة تتخصص فقط في الفنون الإسلامية، ولكن ستون ردت قائلة: «هذا الانطباع السائد فعلا بأن المدرسة تتخصص في الفنون الإسلامية، ولكن الصحيح أن المدرسة تقدم جميع الفنون التقليدية ويقوم الطلبة بدراستها جميعها كأساس ينطلقون منه بعد ذلك لاختيار الفرع الذي يريدون التخصص فيه».

وتقدم المدرسة فصولا دراسية في تطعيم الخشب بالعاج والصَّدَف وفن السيراميك وفن التمويه بماء الذهب وفن الأيقونات والزخرفة الغربية والرسم على الزجاج والهندسة وغيرها من الفنون الأساسية.