ماذا ترتدي أسرة أوباما؟ إنه أمر يتعلق بالرأي العام

معطف ماليا وثمن حذاء ساشا يثيران التساؤلات حول أسعارهما المرتفعة

في غالب الأحوال، يكون من غير المناسب إقحام الأطفال في وسائل الإعلام، لكن إعلان «جاي كرو» لا يبدو خارج الإطار (رويترز)
TT

دخل الإعلام في جدل لا طائل من ورائه بسبب أن إحدى شركات الملابس وهي «جاي كرو» قد أصدرت نشرة إعلانية، أوضحت فيها أن ماليا وساشا أوباما كانتا ترتديان ملابس تحمل العلامة الخاصة بها، من خط ملابس الأطفال كروكاتس، عندما وصلت العائلة إلى موسكو يوم الاثنين. وقد تضمنت النشرة الإعلانية التي تم إرسالها إلكترونيا، صورا لابنتي أوباما وهما تهبطان من الطائرة الرئاسية مع والديهما. وكان والداهما يتوقفان في محطتهما الأولى خلال الرحلة الرسمية التي تتضمن إيطاليا وغانا. وهذه الصور جزء من سجل تاريخي. وقد تضمنت النشرة الإعلانية ـ التي تم إصدارها بعد طرح عدد من الأسئلة حول الملابس ـ وصفا لها وتعريفا بأسعارها، والتي بدت لبعض الملاحظين أنها أسعار مرتفعة. وقد كان ثمن معطف ماليا 298 دولارا، وثمن حذاء ساشا 107 دولارات. ولم يزعم أحد بأن «جاي كرو» محل يمكن مناقشة الأسعار فيه. لكنه خيار أقل تكلفة سواء كان ذلك لملابس الكبار أم الصغار. وعلى أية حال، فإنه ليس «بونبوينت»، المركز التجاري المشهور الذي يقع في باريس والمعروف بأنه مخصص لملابس الأطفال الأنيقة. وبصراحة، فإنه يبدو أنه من المعقول أن يرغب الأبوان اللذان يملكان المال في أن يجلبا لأطفالهما ملابس خاصة، لا سيما إذا كانوا سيذهبون في رحلة رئاسية طويلة تجذب الانتباه، حيث يصلون إلى الكرملين في أول محطة لهم. وقد بدأت الإثارة عندما كان رد فعل موقع «بوليتيكو» إزاء النشرة الدعائية كما لو أنه لم يكن هناك بيت تصميم قد برز أو استفاد من شيء كان يرتديه شخص مهم. وربما يكون هؤلاء مجرد أطفال، لكن بيوت الموضة كانت سريعة في ادعاء كل شيء بدءا من فساتين حفل سوري كروز ابنة النجم توم كروز إلى ملابس التوائم الثمانية التي ارتدوها لدى خروجهم من المستشفى. وفي غالب الأحوال، يكون من غير المناسب إقحام الأطفال في وسائل الإعلام، لكن إعلان «جاي كرو» لا يبدو خارج الإطار. ولم يكن الدفاع عن الشركات شيئا يلقى التشجيع في كثير من الأحيان، ولكن يبدو في هذه المرة أن «جاي كرو» قد تصرفت بشكل معقول. فهي لم تقم بارتكاب هجوم عنيف على خصوصية ابنتي أوباما. وإذا كانت صور منتجات هذه الشركة قد ظهرت على جميع القنوات التلفزيونية والصحف، فإنه يجب السماح لهذه الشركة بأن تعلن وتقول: «نعم لقد صنعنا هذه الملابس»، فالأمر يبدو عادلا. فهذه الصور لم يتم الحصول عليها بصورة سرية أو لم يتم التلصص من أجل الحصول عليها. فقد كانت البنتان تهبطان مع والديهما من الطائرة الرئاسية. فقد كانت هذه المناسبة غير ظاهرة للصحافة فقط، ولكنها كانت ظاهرة أمام الكاميرات وأمام الجميع. كما كانت جدة البنتين، ماريان روبنسون، موجودة على هذه الرحلة أيضا، لكنها خرجت من خلال السلم الخلفي وتجنبت التقاط صورها بواسطة العديد من الكاميرات التي كانت موجودة هناك. وكان من الممكن ـ بكل بساطة ـ طلب هبوط الطفلتين مع جدتهما. وكان من شأن ذلك ـ على الأقل ـ أن يشير إلى أنه كانت هناك رغبة في الخصوصية، أو محاولة لتجنب الأضواء. ولكن أي أحد يهبط على سلم طائرة الرئاسة، فكأنه يقول: انظروا إلي.

وما رآه الجميع، كان عبارة عن صورة لأسرة جميلة. وهي الصورة نفسها التي رآها الجميع في حفل التنصيب الرئاسي. وفي هذا الوقت، أصدرت «جاي كرو» نشرة إعلانية وصفت فيها الملابس التي كانت الطفلتان ترتديانها. وفي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، اطلع الجمهور على تفاصيل المعطفين الجميلين اللذين صنعا خصيصا لهما.

* خدمة «نيويورك تايمز»