رسالة من «ايل جورنالي» الإيطالية إلى بريطانيا

عزيزتنا بريطانيا: لقد تفوقنا عليك في كل شيء.. في السياسة والاقتصاد والأزياء وكرة القدم

TT

بعد الهجوم العنيف الذي شنته صحيفة «ايل جورنالي» الإيطالية على سيدة فرنسا الأولى كارلا ساركوزي خلال قمة الثمانية العظام التي استضافتها إيطاليا ووصفتها بالفظة والمتغطرسة، مما أجبر مالكها رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني إلى نشر اعتذار رسمي على ما كتبته، شنت في الأمس الصحيفة نفسها هجوما عنيفا آخر. لكن هذه المرة وجهت الصحيفة الإيطالية غضبها على بريطانيا كلها. وخاطبت الصحيفة بريطانيا وبعض صحفها، مثل جريدة «التايمز»، التي اتهمتها بالتآمر على إيطاليا، وقالت إن عظمة بريطانيا السابقة قد ولت وإن إيطاليا تتفوق عليها في شتى المجالات، حتى في لعبة كرة القدم التي هي من اختراع الانجليز، التي تشهد الآن نوعا من النهوض وهذا يرجع إلى الخبرات الإيطالية، في تنويه إلى أن إدارة مدرب المنتخب الانجليزي، الإيطالي فابيو كابيلو. وفي الأول من أمس شنت الصحيفة، التي تعتبر جزءا من الإمبراطورية الإعلامية التي يتربع عليها رئيس وزراء إيطاليا السبعيني سلفيو برلسكوني، الذي تلاحقه الفضائح الجنسية في شكل شبه يومي في الصحافة الإيطالية التي لا يملكها، هجومها على بريطانيا بكاملها بسبب اتهامها لبعض وسائل الإعلام البريطانية بالاشتراك في حملة التشويه التي يتعرض لها مالك «ايل جورنالي». وبدأت الصحيفة هجومها في رسالة مفتوحة تحت اسم «عزيزتي بريطانيا: لقد هزمناكي في كل شيء، وحان الوقت لأن تعترفي بذلك».

ونشرت صحيفة «التايمز» البريطانية اليومية أمس مقالا عما كتبته الصحيفة الإيطالية. وكانت صحيفة «التايمز» قد نشرت سابقا تحقيقات ومقابلات صحافية مع بعض الفتيات اللواتي حضرن بعض الحفلات الصاخبة التي قيل إن رئيس الوزراء برلسكوني نظمها في بيته في روما وفي فيلته في جزيرة سردينيا. كما توقعت الصحيفة البريطانية أن تكون هناك فضائح جديدة لبرلسكوني خلال انعقاد القمة. واتهمت الصحيفة الإيطالية وسائل الإعلام البريطانية خصوصا صحيفة «التايمز» بتلفيق القصص ضد رئيس الوزراء الإيطالي، الذي ضاقت به زوجته ذرعا بسبب كثرة فضائحه، وقررت طلب الطلاق والانفصال عنه. وأضافت الصحيفة أن ما نشرته «التايمز» كان جزءا من محاولة للإطاحة برئيس وزراء إيطاليا. وقالت «ايل جورنالي» إن الإعلام البريطاني، حتى الصحف التي يملكها روبرت مردوخ، الرئيس التنفيذي لـ«نيوز كوربوريشن» التي تملك بدورها صحيفة «التايمز»، قد فقدت مصداقيتها، متهمة إياها بتلفيق الأخبار، بما في ذلك التوقعات بأنه سيكون هناك حالة من الفوضى خلال قمة الثماني العظام. وقالت «ايل جورنالي»: «إننا نتحدث عن بلد كان يعتبر شعلة الصحافة والسياسة والاقتصاد والرياضة»، مضيفة «إلا أن بريطانيا العظمى الآن لم تعد عظمى».

الاعتقاد السائد، كما قالت «التايمز»، أن الجريدة الإيطالية تحاول من خلال هجومها على بريطانيا إبعاد الأنظار عن الفضائح التي تلاحق صاحبها، خصوصا أن المعارضة البرلمانية الإيطالية تطالب مع انتهاء قمة الثماني بمساءلة برلسكوني حول الادعاءات باستخدام وكالات لاستئجار الفتيات كمرافقات في الحفلات. وفي الأول من أمس قالت صحيفة «لا ريبابليكا»، التي لعبت دورا رئيسيا في الصحافة الإيطالية في ملاحقة برلسكوني ونشر فضائحه الجنسية قالت «إن سلوك رئيس الوزراء لا يمت لا من قريب ولا من بعيد لقيم العائلة والقيم الدينية التي يتشدق بها أمام الناس». كما تحضر المعارضة لسن قانون يعاقب كل من يتاجر في الدعارة ويستخدم المومسات.

وكان برلسكوني قد نفى رسميا أن يكون قد أقام علاقات جنسية مع مومسات. وقال بعض أصدقائه «إن شخصا بقوته ونفوذه لا يحتاج أن يدفع من أجل الحصول على الجنس». ولهذا اعتبر حلفاؤه أن هناك تحالفا بين اليسار الإيطالي ووسائل الإعلام الأجنبية. وفي افتتاحياتها هاجمت «ايل جورنالي» بريطانيا على سوء إدارتها للأزمة المالية العالمية. كما أنها قدمت تحليلا وأرقاما عن تدهور بريطانيا على جميع المستويات: في حقل السياحة وصناعة الأزياء والإعلام وقالت إن إيطاليا تتفوق على بريطانيا في كل هذه المجالات. وحتى على الصعيد الاجتماعي قالت إن الجريمة أصبحت متفشية في بريطانيا، وأن معدلاتها هي الأسوأ في أوروبا، أما في إيطاليا فقد تدنت نسبتها بسبب القوانين الصارمة التي اتخذتها حكومة برلسكوني. وفي صناعة الأزياء شبهت الصحيفة شارع «سافيل رو» الشهير بالخياطة بوسط لندن بالبازار الشعبي مقارنة بصناعة الأزياء في ميلانو.

أما بالنسبة لكرة القدم التي يعتقد أنها انتشرت في العالم عن طريق الانجليز، فقالت الصحيفة، «إن هناك أندية بريطانية غنية جدا جدا لكن معظم اللاعبين من الأجانب، وأن المنتخب الوطني واجه ولعدة سنوات الأزمة تلو الأخرى. ولهذا كان عليهم الاستعانة بفابيو كابيلو، الإيطالي المعجزة».