جوقة كورال الفيحاء تطرب اللبنانيين والعرب في باريس

عودة إلى الزمن الجميل ضمن مسيرة التبادل الثقافي بين معهد العالم العربي ومركز الصفدي الثقافي

المايسترو الأرمني باركيف تسلاكيان وجوقته («الشرق الأوسط»)
TT

كان لمدينة الثقافة باريس موعد مع الفن اللبناني، ولكن على طريقة جوقة الفيحاء الطرابلسية. وبرعاية رئيسة مؤسسة الصفدي وحضورها، وتنفيذا لاتفاقية التعاون الموقعة بين مركز الصفدي الثقافي ومعهد العالم العربي، الهادفة إلى تعزيز التبادل الثقافي، انطلقت من العاصمة لفرنسية أول أنشطة هذا التعاون من خلال حفل مميز قدمته فرقة كورال الفيحاء، وحضره عدد كبير من السفراء العرب، من بينهم سفير لبنان لدى فرنسا بطرس عساكر وعقيلته، وسفيرة لبنان المعتمدة في منظمة اليونسكو سيلفي فضل الله، والملحق الثقافي بهجت رزق، وممثل جامعة الدول العربية في فرنسا ناصيف حتّي، وسفراء فلسطين والعراق وغيرهم، والمدير العام لمعهد العالم العربي في باريس مختار طالب بن دياب، وعدد كبير من الصحافيين اللبنانيين والعرب وشخصيات مصرفية واقتصادية وثقافية لبنانية وعربية.

وقد ترأست الصفدي الحفل فكانت لها كلمة بالمناسبة، عبّرت عن إعجابها بالدور الذي يؤديه معهد العالم العربي «في وقت أصبح الحوار بين الغرب والعالم العربي ضروريا أكثر من أي وقت مضى»، وقالت: «لقد أعجبني مفهوم هذا المعهد القائم على تقديم التنوع الثقافي العربي في قلب مدينة الثقافة باريس، ودوره في تكريس التبادل الثقافي من خلال الفنون والموسيقى. وهذه الروابط الفريدة التي يحيكها المعهد تعمل على تبديد القلق من الآخر، على أساس من التفاهم والانفتاح والاحترام المتبادل». وأضافت الصفدي: «وهذه القيم والأهداف نفسها أملت علينا في مؤسسة الصفدي الشراكة التي تكرست في 27 يناير (كانون الثاني) 2009 بالتوقيع على اتفاق التعاون مع معهد العالم العربي، الذي استضاف مؤتمرا ترأسه الوزير محمد الصفدي، بدعوة من مؤسسة الصفدي، وهو يتجلى اليوم من خلال الحفل الذي يقدمه كورال الفيحاء اللبناني وما سيتبعه في المستقبل القريب من مشاريع تعرض في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، المدينة التي تفخر ببعدها وعمقها العربيين». وختمت متوجهة بالشكر إلى «مدير المعهد السيد دومينيك بوديس، ورئيسة رابطة تراث طرابلس السيدة جمانة تدمري، على إنجاح العمل».

ثم انطلقت عصا المايسترو الأرمني باركيف تسلاكيان السحرية، ولمدة ساعتين من الزمن، استمع أكثر من 500 شخص إلى أجمل ما كتب الرحابنة وأروع ما غنى زكي ناصيف، أنشدها 40 شابا وشابة من مدينة طرابلس وجوارها، بأصواتهم الرخيمة، فكانت أغنيات أشعلت قلب الجمهور وجعلته يعود إلى قلب لبنان. ثم انتقلت الجوقة بجمهورها إلى التراث العراقي والأندلسي مرورا بأغانٍ تقليدية فرنسية وأرمنية ولاتينية، حيث كان للروزانا وقعها الخاص.

الجدير بالذكر أن جوقة كورال الفيحاء التي انطلقت من طرابلس، بدعم من اتحاد بلديات الفيحاء وعدد من المؤسسات الأهلية، بينها مؤسسة الصفدي، وبفضل تدريبها المتواصل وقائدها المتفاني، وغنائها «الأكابيلا» بمستوى عالٍ يبرز عظمة الصوت البشري، شكل عام 2007 نقطة تحول في مسيرتها الفنية، فاستحوذت على المرتبة الأولى في مهرجان وارسو الدولي كأفضل كورال وأفضل قائد كورال، ثم كانت سفيرة متجولة للبنان في بلدان متعددة حيث قدمت الفن الراقي من خلال عروض في الأردن ومصر وأرمينيا والإمارات العربية المتحدة وغيرها، فأثبتت أن الغيوم السوداء مهما تلبدت في سماء لبنان لا بد أن تنجلي لتتكشف عن حقيقة ناصعة تجمع أبناءه بجميع أطيافهم حول الموسيقى والجمال.