نابلس: أكبر طبق كنافة في العالم طوله 75 مترا وسيدخل «غينيس» السبت

تطلق شهر التسوق «لكسر الحصار نهائيا» وتتوقع نصف مليون زائر

TT

تحولت شوارع نابلس، أمس، إلى ساحة للاحتفال، بإطلاق شهر التسوق الذي يسعى إلى جذب نحو نصف مليون زائر، من الضفة الغربية وعرب الداخل في إسرائيل، إلى المدينة التي بدأت تستعيد عافيتها كعاصمة للاقتصاد الفلسطيني بعدما أحكم الإسرائيليون قبضتهم عليها لـ9 سنوات.

وأوقد جمال محيسن، محافظ نابلس، شعلة شهر التسوق، وسارت فرق كشفية وخيّالة في شوارع المدنية وسط احتفالات كرنفالية كبيرة. ومن المفترض أن تستمر مثل هذه العروض، خلال الشهر الذي سيشهد كذلك تقديم فقرات فنية مختلفة.

والسبت، سينشغل العشرات من أصحاب محلات الكنافة في صنع أكبر طبق كنافة في العالم، ومن المقرر أن يدخل الطبق موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، والكنافة من الحلويات التي تشتهر بها نابلس، ويخطط القائمون على صنع طبق الكنافة، أن يكون «طوله 75 مترا، بعرض مترين، ووزن يبلغ 1350 كيلوغراما بمدينة نابلس».

واعتبر محيسن، أن انطلاق المهرجان بمثابة دعوة رسمية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني لزيارة مدينة نابلس والاطلاع عن كثب على جميع منتجاتها».

وتشتهر نابلس بصناعة الكنافة والصابون، وفيها مناطق سياحية جميلة، مثل وادي الباذان الأخضر. وخففت إسرائيل مؤخرا من قبضتها على المدينة، وأزالت عددا من الحواجز، وسمحت لأهالي الضفة وعرب 48 بدخول المدنية وقتما يشاؤون، بعدما كان ذلك ممنوعا بحجة أن نابلس تحولت إلى مركز لنشاط المسلحين.

وأول من أمس زار توني بلير، موفد الرباعية الدولية، المدينة، وحث على إزالة كل المعيقات، ودفع عجلة الاقتصاد. وقال يجب رفع جميع المعيقات لتحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين وزيادة التصدير إلى الخارج.

وأضاف بلير خلال مؤتمر صحافي عقده في قاعة «حياة نابلس»، أن اللجنة الرباعية ترى نابلس بأنها أفضل بكثير مما كانت عليه، وأن اللجنة الرباعية سوف تنظر إلى ما يمكن أن تفعله لتكون المدينة أفضل وأفضل، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية قد تحسنت بفضل الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية في نابلس.

وتابع «إن اللجنة الرباعية تعمل على دفع جميع المسارات الأمنية والاقتصادية قدما مع العملية السياسية لإقامة دولتين لشعبين».

وقال علي برهم، منسق عام المهرجان، إن اللجنة العليا تتوقع «وصول أكثر من نصف مليون زائر إلى نابلس».

ويأمل تجار نابلس الذين عانوا من حصار شديد خلال الأعوام الماضية، من أن يساهم شهر التسوق في دفع وتطوير الحياة التجارية في المدينة التي كانت مركزا تجاريا هو الأهم في الأراضي الفلسطينية قبل الانتفاضة.

وبدأت الحياة التجارية تعود إلى نابلس تدريجيا منذ شهور، وقبل شهرين، افتتحت المدينة سينما هي الأولى منذ 20 عاما. وساعد على كل ذلك تخفيف الحصار، ونجاح السلطة في فرض سيطرتها الأمنية على المدنية التي طالما حكمها مسلحون وكانت مسرحا للاشتباكات الدامية مع الاحتلال.

وتنتشر الشرطة بكثافة في نابلس في كل شارع لتنظيم حركة المرور، وتكتظ المحلات والأسواق، الحديثة والقديمة، بالناس.

وعلى جنبات الطرق، تتوقف يوميا، خصوصا السبت (العطلة في إسرائيل)، حافلات من إسرائيل تقل عرب الداخل الذين جاءوا بالمئات ليتسوقوا من نابلس، وهي من أرخص مدن الضفة. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عقدت السلطة مؤتمرا استثماريا في نابلس، من أجل جلب مشاريع للمدينة بـقيمة 700 مليون دولار، وقالت السلطة، آنذاك، إن الحصار والإغلاقات الإسرائيلية لا تشكل ذريعة لوقف أو تباطؤ الاستثمار في محافظات الضفة. وجاء ذلك بالتوازي، مع ضغوط مارستها اللجنة الرباعية، والولايات المتحدة، على إسرائيل لتسهيل حركة المواطنين، والبضائع في الضفة الغربية، في محاولة لتحسين الاقتصاد، بالإضافة إلى تعهد السلطة بتطبيق الخطة الأمنية. وأدت عودة الحركة التجارية في نابلس، إلى ارتفاع إيجارات المحلات التجارية في المدينة بشكل «جنوني»، وقال برهم: «هذا يدل على عودة بعض أصحاب رأس المال الذين هاجروا». ويرى برهم أن نجاح شهر التسوق يعني كسر الحصار نهائيا عن نابلس.